مثل غيرها من النساء المقيمات في معسكر أبو شوك السوداني، تعاني السيدة مريم من أجل توفير لقمة العيش لأطفالها السبعة المولودين في هذا المعسكر بعد نزوحها إليه. وهي تعمل طوال النهار كي تقوم بتأمين لقمة العيش تلك ولا ترغب أبداً في العودة إلى قريتها (جدارة)، خوفاً على حياتها وحياة أولادها لانعدام الأمن هناك وتتجاهل دعوات العودة إليه بعد أكثر من عقد ونصف من مغادرتها إياه.
وليس في معسكر الشوك سوى مدرسة واحدة، وتعمل بإمكانيات ضئيلة للغاية ومجهودات شعبية خالصة وبنيتها لا تستطيع مواجهة السيول. ويقول عبد الكريم عبيد الله وهو مدير المدرسة ل"العربي" بأنهم أخبروا الحكومة والمنظمات الدولية بأن يعملوا شيئاً للمدرسة لكنهم لم يتلقوا أي إجابة.
إضافة إلى ذاك، يبقى انسحاب قوات حفظ السلام الأممية الإفريقية من دارفور تحدياً جديداً أمام الحكومة السودانية الانتقالية في الخرطوم، وخاصة من حيث كيفية تدخلها لحماية المدنيين الخائفين من العودة إلى قراهم.