الثلاثاء 15 تموز / يوليو 2025
Close

ناشط جزائري يشعل النار في جسده أمام وزارة العدل في بث مباشر.. ما القصة؟

ناشط جزائري يشعل النار في جسده أمام وزارة العدل في بث مباشر.. ما القصة؟

شارك القصة

الناشط الجزائري فوزي عبد القادر زقوط
الناشط الجزائري فوزي عبد القادر زقوط - صورة من مقطع فيديو
الخط
أضرم الناشط الجزائري فوزي عبد القادر زقوط النار في جسده قبالة وزارة العدل تنديدا بما وصفه بالظلم الذي تعرض له على يد قاض في محكمة فرندة.

البنزين مادة كيميائية سريعة الاشتعال، ينحصر استخدامها في كل أنحاء العالم وقودًا للسيارات إلا في مدينة فرندة الجزائرية، حيث يلجأ أهلها إلى حرق أنفسهم به تعبيرًا عن معاناتهم مع الظلم الواقع عليهم، حسبما قال الناشط فوزي عبد القادر زقوط قبل أن يضرم النار في جسده احتجاجًا على ممارسات القضاء ضده في المدينة.

وزقوط، شاب جزائري اشتهر في الأوساط الجزائرية بقيادة مبادرات خيرية وأعمال تطوعية لنصرة المحتاجين، وله مساهمات مجتمعية عدة، لكنه تعرض في الآونة الأخيرة إلى ضغوط من قضاة وصفوا أساليبه في الأعمال الخيرية بأنها خارجة عن القانون وأخضعوه للمحاكمة.

جزائري يشعل النار في جسده أمام وزارة العد

وحاول زقوط مرارًا كما يقول، أن يطلع القضاة على مبادراته في مجال العمل الإنساني، لكنه لم ينجح، ويبدو أنه وصل إلى مرحلة اليأس فقاده الإحباط إلى التفكير في الانتحار. وعشية محاولة الانتحار التي نجا منها، سجل مقطعًا مصورًا لشرح الأسباب التي قادته إلى هذه النتيجة.

ففي صبيحة الحادث، وقبل خروجه لتنفيذ مخططه أمام وزارة العدل، حرص زقوط على توثيق تفاصيل الواقعة بمساعدة شخص آخر كان يصور خطواته لحظة بلحظة، منذ خروجه من البيت إلى إضرام النار في نفسه.

وتمكن حراس البوابة العدلية من إطفاء النار ونقله إلى المستشفى، وتجاوز زقوط مرحلة الخطر، وبدأت مسيرته في علاج حروقه بمستشفى زرالدة.

وكان زقوط نشر تغريدة عشية الواقعة، ناشد فيها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الاهتمام بقضايا الناس في مدينة فرندة.

وكتب يقول: نموت بكرامة.. على الساعة الثامنة نشعل روحي بالبنزين عند قصر المرادية.. القاضي في محكمة فرندة، كل خمس سنين يخرج لي قضايا لا أساس لها.. هددني بالسجن عشر سنوات فقط لأني رجل وأحب بلادي.

وانتشر الخبر كالنار في الهشيم، وبدأت الأقاويل تكثر، ما اضطر الجهاز القضائي بمحكمة بئر مراد رايس إلى إصدار بيان للرأي العام، قال فيه: إن المواطن فوزي زقوط هو محل متابعة أمام محكمة الجنح بفرندة في قضيتين مؤجلتين، تتعلق الأولى بجنحة ممارسة نشاط جمعوي بدون اعتماد وجمع تبرعات بدون ترخيص، أما الثانية فهي جنحة التحريض على تجمهر غير مسلح وغلق طريق عام.

أما حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، فعلق بدوره على الحادث وطالب بفتح تحقيق في خلفياته، وقال: إن هذا الفعل يعد صرخة استغاثة مؤلمة في وجه عدم الاكتراث بمعاناة المواطنين والظلم الواقع عليهم، ولم يجد المواطنون سوى التضحية بحياتهم وسيلة لإيصال صوتهم.

"أبو المساكين"

ولاقت الحادثة تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ كتب الإعلامي أسامة وحيد: "ما حدث سابقة يجب أن تقف أمامها الدولة طويلا، فالأمر لا يتعلق بمشكلة اجتماعية مثل سكن أو قطعة أرض أو وظيفة، ولكن تتعلق بقهر أحرق صاحبه لأنه لم يجد من يسمعه.. ما حدث كارثة بكل المقاييس، فإلى أين نحن ذاهبون؟!".

صانع المحتوى جمال بو جمعة قال: "من مبادرات فوزي عبد القادر زقوط جمع ثمن سيارة لمواطن احترقت سيارته.. نحن نرى في مبادراته أن الشعب يمنح المساعدة بمحض إرادته.. هو ليس لصًا ولا محتالًا ولا معتديًا".

أما هوارية سيب، وهي أخصائية نفسية، فكتبت: "بوصفي مواطنة في مدينة فرندة وسبق لي التعامل مع زقوط، اليوم سأدلي بشهادتي عنه.. هو إنسان كريم وأبو المساكين وصديق الأطفال وصوت المعوزين في مدينة فرندة.. أدعو الجميع إلى دعمه، فهو في وضع صحي وقانوني لا يحسد عليه".

من جهته، قال علي وهو صانع محتوى: "صحيح أن الظلم والقهر قد يدفع الإنسان إلى أقصى درجات الألم، لكن إحراق النفس أو إيذاء الجسد ليس حلًا، بل هو تصرف خطير يفتح باباً أكبر للمأساة، ويترك الندم في قلوب من حوله، ويؤدي أحيانًا إلى نتائج عكسية".

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي