الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

نتائج تثير القلق.. ما علاقة كورونا بأمراض القلب والدماغ؟

نتائج تثير القلق.. ما علاقة كورونا بأمراض القلب والدماغ؟

Changed

عرض برنامج "صباح النور" من "العربي" (نوفمبر 2020) بعض الدراسات العلمية حول علاقة فيروس كورونا بصحة القلب (الصورة: غيتي)
يمكن أن تحدث هذه المضاعفات حتى لدى الأشخاص الذين يبدو أنهم تعافوا تمامًا من عدوى خفيفة بفيروس كورونا.

عكفت مجموعة من الباحثين على دراسة تواتر المشكلات في القلب بعد الإصابة بفيروس كورونا وأسبابها، بعد أن توصّلت دراسات إلى نتائج تثير القلق من أن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، لا يزال مرتفعًا حتى بعد أشهر عدة من زوال عدوى كوفيد-19.

وفي إحدى الدراسات، استخدم الباحثون سجلات من وزارة شؤون المحاربين القدامى الأميركية (VA) لتقدير عدد المرات التي يؤدي فيها فيروس كورونا إلى مشاكل في القلب والأوعية الدموية.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض واجهوا مخاطر متزايدة بشكل كبير، بما في ذلك مشاكل كارثية محتملة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية في العام التالي للإصابة بفيروس كورونا.

وقال الباحثون إن هذه المضاعفات يمكن أن تحدث حتى لدى الأشخاص الذين يبدو أنهم تعافوا تمامًا من عدوى خفيفة.

ومع إصابة الملايين أو ربما المليارات من الأشخاص بفيروس كورونا، يتساءل الأطباء عما إذا كان الوباء ستتبعه مشاكل في القلب والأوعية الدموية. وفي الوقت نفسه، يحاول الباحثون فهم من هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذه المشاكل المتعلقة بالقلب، ومدة استمرار الخطر وما الذي يسبب هذه الأعراض.

ورصدت مجلة "نايتشر" أبرز الاستنتاجات التي توصّل إليها العلماء.

مضاعفات ما بعد كورونا

أبلغ الأطباء عن مشاكل في القلب والأوعية الدموية مرتبطة بالفيروس طوال فترة الوباء، لكن المخاوف بشأن هذه المشكلة زادت بعد ظهور نتائج دراسة قدامى المحاربين في وقت سابق من هذا العام.

ويعدّ التحليل الذي أجراه زياد العلي، عالم الأوبئة بجامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميسوري وزملاؤه، أحد أكثر الجهود شمولًا لوصف ما يحدث للقلب والدورة الدموية بعد المرحلة الحادة من كوفيد-19.

وقارن الباحثون بين أكثر من 150 ألفًا من قدامى المحاربين الذين تعافوا من كوفيد الحاد مع أقرانهم غير المصابين، وارتفع الخطر 20 ضعفًا على الأقل مقارنة بالأقران غير المصابين.

ووجد التحليل أن حتى الأشخاص الذين لم يدخلوا المستشفى يعانون من زيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الحالات المرضية، بدءًا من زيادة بنسبة 8% في معدل النوبات القلبية إلى زيادة بنسبة 247% في معدل التهاب القلب.

وتشير الدراسات إلى أن فيروس كورونا يرتبط بمجموعة واسعة من المشكلات الصحية الدائمة، مثل مرض السكري، وتلف الرئة المستمر وحتى تلف الدماغ.

وكما هو الحال مع هذه الحالات، قال العلي إن مشاكل القلب والأوعية الدموية التي تحدث بعد الإصابة بكورونا، يُمكن أن تقلّل من جودة حياة الشخص على المدى الطويل، مضيفًا أن العلاجات موجودة لهذه المشكلات "لكنها ليست حالات قابلة للشفاء".

من جهتها، ذكرت منسقة النماذج الصحية سارا وولف هانسون، في معهد المقاييس الصحية والتقييم بجامعة واشنطن في سياتل، أنه عام 2020، تسبّبت المضاعفات بعد كورونا بـ 12 ألف سكتة دماغية إضافية، و44 ألف نوبة قلبية إضافية في الولايات المتحدة، وهي أرقام قفزت إلى 18 ألف سكتة دماغية و66 ألف نوبة قلبية عام 2021. وهذا يعني أن كوفيد-19 قد زاد معدلات الإصابة بالنوبات القلبية بنحو 8% والجلطات بنحو 2%.

مع هذا، يقترح بعض العلماء أن الآثار غير المباشرة لجائحة كورونا، مثل تأجيل المواعيد الطبية، والإجهاد، والطبيعة المستقرة للعزل في المنزل، ربما ساهمت في زيادة عبء القلب والأوعية الدموية عند الكثير من الناس.

كيف يُضرّ الفيروس بالقلب؟

ويمكن أن يكون تأثير كوفيد-19 على القلب مرتبطًا بالبروتين الرئيس الذي يستخدمه الفيروس لدخول الخلايا.

ويرتبط ببروتين يسمى "ACE2"، والذي يُمكن العثور عليه على أسطح عشرات الأنواع من الخلايا البشرية.

وقال العلي إن هذا يمنحها "إمكانية الوصول والإذن بدخول أي خلية في الجسم تقريبًا".

وعندما يدخل الفيروس الخلايا البطانية التي تبطن الأوعية الدموية، يعتقد الخبراء إن جلطات الدم تتشكّل بشكل طبيعي لعلاج الأضرار الناجمة عن الإصابة بينما يزيل الجسم العدوى.

ويمكن لهذه الجلطات أن تسد الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تلف بسيط مثل ألم الساق أو شديد مثل النوبة القلبية.

ووجدت دراسة تستند إلى أكثر من 500 ألف حالة إصابة بالفيروس، أن الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى كانوا أكثر عرضة بنسبة 167% للإصابة بجلطة دموية في الأسبوعين التاليين للإصابة مقارنة بالأشخاص الذين أُصيبوا بالإنفلونزا.

وأوضح روبرت هارينغتون، طبيب القلب في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، أنه حتى بعد الإصابة الأولية، يُمكن أن تتراكم اللويحات بحيث تكون الاستجابة المناعية قد أضرت ببطانة الأوعية الدموية، مما يتسبّب بتضييق الأوعية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلات مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، حتى بعد أشهر من التئام الجرح الأولي.

ويمكن أن يؤدي تلف الأوعية الدموية إلى مضاعفة الهجمات على جهاز المناعة. فعندما يتعرّض نظام القلب والأوعية الدموية للخطر على جبهات عدة، عندها يُمكن أن يعاني الشخص من عواقب وخيمة، مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close