كشفت دراسة جديدة أن سرطان الثدي ينتشر، في كثير من الأحيان، أثناء نوم المرضى، وهو ما قد يغيّر طريقة "اكتشاف وعلاج المرض في المستقبل".
ودحضت الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس أليرت" الطبية، الافتراضات السابقة حول أن انتشار السرطان يحدث بالمعدل نفسه على مدار الساعة.
وقال الباحثون إن النتيجة قد تغيّر طريقة جمع الأطباء لعينات الدم من مرضى السرطان في المستقبل.
وأكد نيكولا أسيتو، الباحث في المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا المشارك في الدراسة، أن معظم علاجات السرطان ليست مصممة لاستهداف الخلايا السرطانية في وقت محدد، وبالتالي بتنا نعلم الآن أكثر من أي وقت مضى ما يحدث في أوقات مختلفة؛ ولذلك، يجب أن يكون العلاج أفضل".
وعن طريق الصدفة، لاحظ الباحثون اختلافًا غير مبرر في عدد الخلايا السرطانية المنتشرة في العينات التي تم تحليلها في أوقات مختلفة من اليوم.
نمط غير متوقّع
ولذلك، قرّروا إجراء المزيد من الأبحاث على 30 امرأة مصابة بسرطان الثدي، 21 منهن مصابات بسرطان الثدي المبكر ولم ينتشر، و9 منهن مصابات بسرطان في المرحلة الرابعة ولم يتلقين العلاج.
وجمع العلماء عينات الدم في ساعات مختلفة، ووجدوا نمطًا غير متوقّع، إذ أظهر التحليل أن 78.3% من جميع الخلايا السرطانية المنتشرة وجدت في عينات ليلية، أي عندما كانت النساء نائمات.
وأجرى الباحثون اختبارات دم مماثلة على فئران تمّ حقنها بأربعة أنواع مختلفة من سرطان الثدي. ووجدوا أنه اعتمادًا على نوع السرطان، ظهرت ما بين 87 و99 % من الخلايا السرطانية المنتشرة من العينات المأخوذة خلال فترة نوم الحيوان.
وكان انتشار الخلايا السرطانية لدى الفئران النائمة أكبر من مثيلتها لدى الفئران المستيقظة.
كما تلاعب الباحثون بإيقاع الساعة البيولوجية لدى الفئران، ووجدوا انخفاضًا هائلًا في تركيز الخلايا السرطانية المنتشرة في الفئران.
وفي تجربة أخرى، اختبر الباحثون ما إذا كان إعطاء الفئران هرمونات مماثلة لتلك الموجودة في الجسم عندما تكون هذه الحيوانات مستيقظة، سيؤثر على عدد الخلايا السرطانية المنتشرة عندما كان الفأر في حالة راحة.
ووجدوا "انخفاضًا ملحوظًا" في عدد الخلايا السرطانية المنتشرة في عينة الدم المأخوذة خلال فترة الراحة، أي عندما يكون الورم عادةً أكثر عدوانية.
وفي هذا الإطار، قال ايستو: "جهاز المناعة يتأثر بشدة بدورة النوم والاستيقاظ، والمعروفة بإيقاع الساعة البيولوجية"، مضيفًا "كان يُعتقد في السابق أن الأورام السرطانية لا تتبع هذا الإيقاع اليومي".
ويُعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا مع أكثر من 2.2 مليون حالة إصابة عام 2020.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن قرابة امرأة واحدة من بين كل 12 امرأة تصاب بسرطان الثدي في حياتهن، وأدى إلى وفاة 685 ألف امرأة تقريبًا عام 2020.