عوضت العقود الآجلة للنفط بعض خسائرها اليوم الأربعاء، بعد هبوطها 2% في جلسة الثلاثاء. ولاقت الأسعار دعمًا من المخاوف المتعلقة بالعرض نتيجة قرار "أوبك بلاس" خفض الإنتاج.
ورغم الارتفاع الطفيف للأسعار بقي خام برنت قرب 95 دولارًا للبرميل، بينما بقي الخام الأميركي عند 90 دولارًا للبرميل.
ويعتقد متعاملون في السوق أن أسعار النفط الخام ستكتسب مزيدًا من الزخم بعد تراجع لفترة قصيرة، ويمكن أن تشهد صعودًا فوق 104 دولارات للبرميل وسط شح المعروض نتيجة خفض الإنتاج بقيادة "أوبك" وحلفائها.
لكن الخبير الاقتصادي هاشم عقل اعتبر أن سعر 95 دولارًا للبرميل ليس هو السعر التي تريده "أوبك بلاس". وقال في حديث إلى "العربي" من عمّان: "هي تخطط لسعر 100 دولار"، لافتًا إلى أن الخفض الذي تم الأسبوع الماضي بمعدل 2 مليون برميل هو عمليًا ما يقدّر بمليون برميل فقط، لأن الحصص المقررة لأعضاء أوبك لم تكن تحقق في الإنتاج".
وأوضح أن الأثر النفسي لقرار "أوبك بلاس" أدى لردود الفعل التي شهدناها في الأيام الماضية.
وأضاف: "إن أوبك تخطط لسعر 100 دولار للبرميل في الربع الرابع من العام الحالي وإلى 110 دولارات للبرميل في الربع الأول من العام القادم".
واعتبر عقل أن هذه الأرقام ممكنة لأن ما يعمل ضد أوبك هو التضخم ونسبة الفائدة المرتفعة، وهي عوامل هامة جدًا وتؤثر على أسعار النفط.
ولفت إلى أن أوبك تتحكم في 42% من إنتاج العالم من النفط وبالتالي لديها القدرة على زيادة العرض أو خفضه والتحكم بالأسعار.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية قادت ردود الفعل على قرار "أوبك بلاس" لعدة أسباب. وقال: "لعل من الأسباب التي ساهمت في قرار أوبك الجريء هي الانقسام في المجتمع الأميركي، واحتمال عودة الجمهوريين للهيمنة على الكونغرس في الانتخابات النصفية في الشهر المقبل".
وشدّد على أن تراجع معدلات التضخم يقلل من احتمال حدوث الركود.
كما حذّر عقل من قرار مجموعة الدول السبع المحتمل بتحديد سقف لأسعار النفط الروسي، حيث قد يؤدي ذلك لارتفاع أسعار النفط لنحو 120 دولارا للبرميل. ويعني هذا القرار أن روسيا ستمتنع عن توريد النفط إلى الدول التي تلتزم بهذا القرار، حيث تورد 5 ملايين برميل من النفط ويستحيل تعويضها من مصادر أخرى، ما يؤدي إلى عجز في الأسواق النفطية وبالتالي إلى ارتفاعات في أسعار النفط تفوق خطط أوبك، بحسب عقل.
ولفت عقل إلى تأثير أزمة الغاز في الطاقة الأوروبية على النفط، حيث سيزيد الطلب على النفط وبالتالي ترتفع أسعاره.