أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم السبت، أن الهند وباكستان وافقتا على "وقف إطلاق نار كامل وبشكل فوري"، بعدما تبادلتا الهجمات، وأطلقت كل منهما النار على منشآت عسكرية للأخرى.
وبينما أكد وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحق دار الخبر، كشف نظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكار أن وقف إطلاق النار مع باكستان سيبدأ الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي.
وتبادلت باكستان والهند الضربات والهجمات على منشآت عسكرية لكل منهما، مما دفع الولايات المتحدة إلى دعوة الجارتين لبدء محادثات، ونزع فتيل الصراع المتصاعد الأسوأ منذ عام 1999 بين الدولتين المسلحتين نوويًا.
ومنذ هجوم 22 أبريل/ نيسان، الذي أودى بحياة 26 شخصًا في كشمير الهندية، تصاعد التوتر بين البلدين المتخاصمين منذ تقسيم البلاد في 1947، حيث اتهمت الهند باكستان بالضلوع في الهجوم، فيما نفت إسلام آباد مسؤوليتها.
الهند وباكستان تتوصلان إلى اتفاق لوقف النار
وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، كتب ترمب: "بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسعدني أن أعلن أن الهند وباكستان وافقتا على وقف إطلاق نار كامل وبشكل فوري. أهنئ كلا البلدين على الاحتكام للمنطق السليم والفطنة الكبيرة".
وكانت المخاوف تصاعدت من احتمالية وصول الصراع إلى حد استخدام السلاح النووي عندما أعلن الجيش الباكستاني أن هيئة عسكرية ومدنية عليا تشرف على الأسلحة النووية بالبلاد ستعقد اجتماعًا، لكن وزير الدفاع نفى لاحقًا وجود أي نية لعقد مثل هذا الاجتماع.".
وفي تعليق على الهجمات العسكرية الباكستانية اليوم السبت، لفت الجيش الهندي إلى إن "جميع الأعمال العدائية تم التصدي لها بشكل فعال وتم الرد عليها بشكل مناسب".
ولطالما خشي المحللون والدبلوماسيون من أن يصل تصاعد الصراع بين الخصمين اللدودين إلى درجة استخدام الأسلحة النووية، في واحدة من أخطر مناطق بؤر الصراع المسلحة نوويًا في العالم وأكثرها كثافة سكانية. وعلى عكس الهند، لا تتبع باكستان مبدأ عدم البدء باستخدام الأسلحة النووية.
دعوات للتهدئة
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اتصال بقائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير ووزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشينكار، وحث الجانبين على التهدئة "وإعادة الاتصالات المباشرة لتجنب سوء التقدير".
وبعد الاتصال مع روبيو، كتب جيشينكار على منصة إكس: "دائمًا ما كان نهج الهند مدروسًا ومسؤولًا وسيظل كذلك".
من جانبها، قالت فيوميكا سينغ، وهي وينغ كوماندر في سلاح الجو الهندي، في مؤتمر صحفي: إن الهند "ترد على تحركات القوات الباكستانية لكنها ستتحلى بضبط النفس إذا فعلت باكستان الشيء نفسه".
وأضافت "لوحظ أن الجيش الباكستاني يحرك قواته إلى مناطق متقدمة، مما يشير إلى نية هجومية لتصعيد الوضع بشكل أكبر".
وقالت: "لا تزال القوات المسلحة الهندية في حالة تأهب عملياتي عالية. تؤكد القوات المسلحة الهندية التزامها بعدم التصعيد، شريطة أن يقابل ذلك رد فعل مماثل من الجيش الباكستاني".
هجمات مضادة
وكان سكان باكستان والهند سارعوا إلى تخزين الطعام وغيره من الإمدادات الأساسية، بينما فرت العائلات التي تسكن قرب الحدود إلى مناطق أكثر أمانًا.
ووضعت السلطات الهندية صفارات إنذار في المباني الشاهقة في نيودلهي، على بعد حوالي 650 كيلومترًا من الحدود.
وفي وقت مبكر اليوم السبت، أعلن باكستان أنها استهدفت عدة قواعد عسكرية في الهند، منها موقع لتخزين الصواريخ في شمال البلاد، وذلك ردًا على هجمات سابقة من الجيش الهندي.
في المقابل، أعلنت الهند وقوع أضرار محدودة في العتاد والأفراد في قواعد القوات الجوية في مناطق أودامبور، وباثانكوت، وأدامبور، وبوج. وأكد الجيش وقوع عدة هجمات بصواريخ عالية السرعة على عدد من القواعد الجوية في البنجاب، وأن الهند ردت على الهجمات.
وفي سياق متصل، قالت الشرطة الإقليمية إن خمسة مدنيين قتلوا في الهجمات التي وقعت في منطقة جامو في الشطر الهندي من كشمير.
وذكرت باكستان أنه قبل شن هجومها، أطلقت الهند صواريخ على ثلاث قواعد جوية، بما في ذلك واحدة قريبة من العاصمة إسلام آباد لكن الدفاعات الجوية الباكستانية اعترضت معظمها.