الأحد 13 أكتوبر / October 2024

نجا من خمس محاولات اغتيال.. كيف يتعايش بوتين مع خوفه على حياته؟ 

نجا من خمس محاولات اغتيال.. كيف يتعايش بوتين مع خوفه على حياته؟ 

شارك القصة

فقرة تستعرض أهم صفات الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الصورة: غيتي)
يُعتقد أن بوتين يخشى محاولة أخرى لاغتياله لدرجة أنه أحاط نفسه بفريق من النخبة القناصة وسط تدابير أمنية مشددة وأنباء عن حالة صحية خاصة. 

يُزعم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجا من خمس محاولات اغتيال وهو الآن خائف من خطر قد يهدد حياته لدرجة أنه أحاط نفسه بفريق من النخبة القناصين.

ويُعتقد أن محاولة الاغتيال الأخيرة حدثت في بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا، على الرغم من أن التفاصيل بدأت تظهر الآن فقط، بحسب صحيفة "ذا صن". 

تدابير أمنية 

ويزعم الآن أن بوتين يخشى محاولة أخرى لاغتياله لدرجة أنه أحاط نفسه بقناصة "الكراك" ويعتقد أنهم يرافقونه إلى كل مكان.

قناصة "الكراك" لديهم وظيفة واحدة مهمة للغاية وهي تحديد مكان الرماة الآخرين و "إخراجهم" قبل أن تتاح لهم فرصة مهاجمة أو إطلاق النار على بوتين.

ويُسمح فقط لأفراد جيش بوتين من أتباعه الذين تم تعيينهم لحمايته بالاقتراب منه لأنه مهووس بمؤامرات الاغتيال.

كما يُزعم أنه يوظف فريقًا من الأشخاص لتذوق طعامه قبل أن يأكله، مقتنعًا أنه يمكن أن يتعرض للتسمم. وتقول شائعات: إنّ بوتين أمر بصنع قفازات خاصة لحماية جلده من أي تعرض محتمل لمواد قاتلة.

وحتى السباحة الصباحية اليومية لم تعد مقدسة، لأنه يختبر الماء عدة مرات في اليوم للتحقق من المستويات الكيميائية المشبوهة.

ومع اقترابه من سن السبعين تنتشر شائعات عن تدهور صحته. ووفقًا للتقارير، يرافق بوتين باستمرار حشد من الأطباء وهو يكافح مع مرضه الغامض.

محاولة اغتيال بوتين قبل شهرين

تحدّث رئيس استخبارات الدفاع الأوكراني كيريلو بودانوف عن "محاولة فاشلة" لاغتيال الرئيس.

وقال بودانوف لبرافدا الأوكرانية: "بوتين تعرض للهجوم. حتى إنه تعرض للهجوم في صف ممثلي القوقاز، كما يقولون، منذ وقت ليس ببعيد.

وأضاف: "هذه معلومات غير عامة. محاولة فاشلة على الإطلاق، لكنها حدثت بالفعل قبل حوالي الشهرين". 

ولم يتضح من يقف وراء الهجوم المزعوم أو مكان وقوعه.

محاولة فاشلة في أذربيجان

وخلال زيارة رسمية قام بها بوتين إلى أذربيجان في عام 2002 تم اعتقال رجل عراقي بتهمة التخطيط لقتل الرئيس الروسي، بحسب "ذا صن". 

وبحسب التقارير، كان من المقرر أن تتم المحاولة في يناير/ كانون الثاني 2002 من قبل عراقي على صلة بأفغانستان وقوات المتمردين الشيشان.

وقد تم تعيينه لتسليم المتفجرات إلى متآمر مشارك. لكن القوات الأمنية علمت بالمؤامرة واعتقلت الرجل والشريك. وحكم عليهما بالسجن عشر سنوات.

قنبلة قرب الكرملين

كما ظهرت تفاصيل مؤامرة أخرى على حياة بوتين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2002.

وكان من المفترض أن يقود الزعيم الروسي سيارة على طريق سريع بالقرب من الكرملين. وعلى طول الطريق كان هناك مجموعة من الناس الذين ادعوا أنهم كانوا يضعون لافتات جديدة.

وبعد ساعة واحدة فقط، ذكرت إحدى وسائل الإعلام أنه تم اكتشاف 40 كيلوغرامًا من المتفجرات معدة للانفجار على طول الطريق.

ثم اختفت الأجهزة في ظروف غامضة وتم تغيير مسار سيارة بوتين. ويرفض المسؤولون، التعليق على الأمر بل وينكرون حدوثه على الإطلاق حتى يومنا هذا. 

مؤامرة في بريطانيا

أفادت تقارير بأن شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية أحبطت مؤامرة لقتل بوتين في أكتوبر/ تشرين الأول 2003.

وقال مصدر لصحيفة "صنداي تايمز": "تم القبض على اثنين من القتلة المحتملين لكن تم الإفراج عنهما دون توجيه اتهامات لهما وعادا إلى روسيا".

وزُعم أن المشتبه بهم، وهم أعضاء سابقون في المخابرات الروسية، كانوا يخططون لمؤامرة لإطلاق النار على بوتين برصاص قناص أثناء رحلة خارجية.

الشيشاني المتمرد

وظهر الشيشاني آدم عثماييف الذي قيل إن له صلات بالمملكة المتحدة على التلفزيون الروسي بعد إحباط مؤامرة مزعومة لاغتيال بوتين في عام 2012.

وقد قبضت عليه القوات الخاصة في ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود. وظهر لاحقًا على شاشة التلفزيون الرسمي، نصفه عارٍ وبجروح واضحة، وهو يدلي باعتراف. وقال عثماييف في ظهوره: "كان هدفنا الذهاب إلى موسكو ومحاولة قتل رئيس الوزراء بوتين... كان الموعد النهائي لدينا بعد الانتخابات الرئاسية الروسية".

وادعت أجهزة الأمن الروسية في وقت سابق أن عثماييف "تخرج في مؤسسة مرموقة للتعليم العالي في بريطانيا العظمى"، وأنه من عائلة شيشانية بارزة معارضة لبوتين.

كما تم القبض على اثنين من المشتبه بهم من قبل وحدة مكافحة الإرهاب للخدمات الخاصة الأوكرانية بعد انفجار عرضي في يناير/ كانون الثاني 2012 في شقة أوديسا مما أدى إلى مقتل "إرهابي" ثالث مزعوم اسمه رسلان ماداييف.

رجل المخابرات

وشكّلت شخصية رجل المخابرات، التي طبعت بوتين بطابعها من الانطوائية وعدم الانفتاح بسهولة على الأخرين، وانعدام الثقة إلا بدائرة ضيقة جدًا من المقربين، بالإضافة إلى التفرد بالقرارات خاصة المصيرية، الملامح الرئيسية للقيصر الجديد بوتين.

أما على الصعيد العام فإن معايشته لانهيار الإمبراطورية السوفييتية جعل هدفه الأساسي هو إعادة إحياء المجد الروسي الغابر. فعند انهيار الاتحاد السوفييتي كان بوتين في سن الـ38 عامًا، أي عمليًا في قمة عطاء الإنسان، وكان قد أصبح قبلها واحدًا من أبرز ضباط المخابرات السوفييتية، لكن انهيار الاتحاد جعل أحلامه تخبو لفترة ليست بطويلة.

ويعتبر الباحث والمحاضر في علم النفس السياسي رمزي أبو إسماعيل أن بوتين عانى كثيرًا خلال نشأته، ما جعله أكثر وعيًا في أن يعكس صورة القائد، وهو يريد أن يكون قيصرًا ومخلصًا لروسيا.

ولفت في حديث إلى "العربي" من ميونخ إلى أن الرئيس الروسي شخصية سلطوية، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الشخصيات تميل إلى أن تكون ضمن دائرة ضيقة، تتخذ قراراتها بشكل منفرد، ولا تثق بالآخرين وتحاول أن تبعد شخصيات قد تكون معارضة لسياساتها عن مراكز القيادة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close