"نحن أصحاب الأرض".. الغزيون يرفضون تهجيرهم رغم فقدان منازلهم
على الرغم من تواصل المعاناة الإنسانية جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يؤكد الفلسطينيون رفضهم تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتكررة بشأن ترحيلهم بلا عودة.
فبعد أن تم إجبارهم على ترك منازلهم قبل عام ونصف إثر العدوان الإسرائيلي على القطاع، عاد الغزيون إلى أرضهم بعدما تغيرت كل معالم الحياة كما هو الأمر في المغراقة، إحدى بلدات منطقة محور نتساريم حيث الكارثة تبدو أشد.
لا يختلف حال حاتم محمد عن باقي سكان القطاع، فبعد رحلة بحث عن منزله وانتشال ممتلكاته من تحت الأنقاض، وقف ليقيم أوتاد خيمته في محاولة للبدء من جديد. ولم تزده تصريحات ترمب بشراء غزة وامتلاكها إلا إصرارًا على التمسك بالأرض، فما لم يتحقق بالقوة لن يسلب بالسياسة.
وقال حاتم: "نحن أصحاب هوية وأرض ومبدأ، ولن نتنازل عن أرضنا الفلسطينية فهي هوية أبائنا وأجدادنا".
من جهتها، لم تثن قساوة المشهد واستمرار النقص في أبسط مستلزمات الحياة اليومية أم محمد عن الصمود، والإصرار على لم شمل عائلتها رغم الخطة الأميركية لإخراجهم عنوة من غزة، كما تقول.
"التهجير تطهير عرقي"
في جباليا، الوضع لا يختلف كثيرًا فالاحتلال لم يترك شيئًا بمنأى عن الدمار. منازل لم يبق منها إلا الذكرى وأطلال تروي قصة صمود عائلة أم محمد ريحان المثقلة بهواجس المستقبل.
وتقول إنه من المستحيل أن تهاجر وتترك أرضها مؤكدة أنها تفضل الموت على ذلك.
ويتشارك عائدون إلى الديار قسوة المعاناة والوجع، وانتظار انفراجة قريبة، في ظل نقص الخيام والبيوت المؤقتة التي نصت عليها بنود البروتوكول الإنساني.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمات أخرى أكدت أن خطة ترمب إذا تم تنفيذها فسترقى إلى التطهير العرقي، وإن أي نقل قسري للسكان من القطاع يشكل جريمة حرب ضد الإنسانية.
كما سيؤدي استئناف الحرب في غزة إلى مأساة كبيرة، وفق تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي دعا الطرفين إلى الالتزام التام باتفاق وقف إطلاق النار، والعودة إلى المفاوضات الجدية للمرحلة الثانية من الصفقة.