الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

نزعات "قومية" تعرقل برنامج "كوفاكس" لتوزيع عادل للقاحات في العالم

نزعات "قومية" تعرقل برنامج "كوفاكس" لتوزيع عادل للقاحات في العالم

Changed

يتضمن كوفاكس آلية تمويل تتيح للدول الفقيرة المشاركة للحصول على الجرعات الثمينة.
يرمي برنامج "كوفاكس" إلى تأمين لقاحات ضد كوفيد-19 لـ 20% على الأقل من سكان الدول المشاركة فيه بحلول نهاية 2021. (getty)
طلب مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس مطلع يناير/ كانون الثاني من الدول الغنية التوقف عن إبرام "اتفاقيات ثنائية" مع مختبرات الأدوية المدعوة؛ لإعطاء الأولوية لـ"كوفاكس".

اعتبرت منظمة الصحة العالمية، أن قرار واشنطن الانضمام إلى برنامج "كوفاكس" الأممي لتوزيع عادل للقاحات ضد كوفيد-19 على الدول الفقيرة يشكل نبأ سارًا؛ حتى وإن عرقلت نزعات "قومية" للدول الغنية عمله بالشكل المناسب حتى الآن.

 ويجب أن يترجَم انضمام الولايات المتحدة إلى هذا البرنامج دعمًا ماليًا جديدًا، لكن منظمة الصحة تواجه مشكلة أخرى تحرمها حاليًا من جرعات اللقاح، وهي الاتفاقيات الثنائية الموقّعة من الدول الغنية تحت ضغط الرأي العام لديها لتسريع وتيرة خطط التطعيم.

في المقابل، وقّعت منظمة الصحة العالمية في إطار "كوفاكس" اتفاقيات مع مختبرات لم تصل اللقاحات التي تطورها إلى المراحل النهائية بعد.

تضامن عالمي 

ويرمي برنامج "كوفاكس" الذي تقوده منظمة الصحة العالمية إلى تأمين لقاحات ضد كوفيد-19 لـ20% على الأقل من سكان الدول المشاركة فيه بحلول نهاية 2021، وهو يتضمن آلية تمويل تتيح للدول الفقيرة المشاركة في الحصول على الجرعات الثمينة.

وأعلنت المرشحة النيجيرية لرئاسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونغو إيويالا على موقع "بروبجكت سينديكايت" مطلع يناير/ كانون الثاني، أن السرعة وتوفير اللقاحات على نطاق واسع أمران ضروريان لإنهاء الجائحة.

ورأت أن "هذه الجهود الاستثنائية ممكنة بفضل التضامن العالمي غير المسبوق والدعم المتعدد الجهات لكوفاكس".

وذكرت أوكونغو إيويالا أن هذا البرنامج يقوم على توزيع عادل للقاحات ضد كوفيد-19، أطلقه في يونيو/ حزيران تحالف غافي للقاحات. ويستوحى من آليات سمحت بتوزيع عالمي عادل للقاحات ضد المكورات الرئوية وإيبولا.

يرمي برنامج "كوفاكس" إلى حثّ المختبرات المنتجة للأدوية على الاستثمار في قدراتها الإنتاجية؛ للتأكد من تسريع وتيرة الانتاج؛ وذلك من خلال ضمان شراء كمية محددة من اللقاحات قبل حتى الموافقة عليها.

أي لقاحات؟ 

وتُعد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أهم مؤسسة تقدم الخدمات اللوجستية لتوزيع اللقاحات في الأمم المتحدة، وهي "الذراع المسلّحة" لاستراتيجية "كوفاكس" على الأرض، وتستعد لنقل 850 طنًا من اللقاحات شهريًا.

وحتى الآن وقعت منظمة الصحة العالمية اتفاقات مع عدة مختبرات: نوفافاكس، وسانوفي-جي اس كاي، وجونسون وجونسون التي لم ترخص بعد من السلطات الوطنية، وأسترازينيكا.

وقد أبرمت منظمة الصحة العالمية، حتى الآن، عقودًا تتعلق بملياري جرعة، وستحصل على مليار جرعة إضافية بحلول نهاية عام 2021 في إطار آلية "كوفاكس"، التي يُشارك فيها حاليًا 190 بلدًا منها 92 ذات الدخل المنخفض أو المتوسط.

ويجب على منظمة الصحة العالمية المصادقة على اللقاحات؛ لتوزيع جرعات اللقاح في الدول الفقيرة. وحاليًا لم تصادق المنظمة سوى على لقاح فايزر/ بايونتيك المرخّص له من قبل سلطات دول عدة، وتأمل في اتخاذ قرار نهاية فبراير/ شباط بشأن لقاح موديرنا، الذي حصل أيضًا على الضوء الأخضر من عدة سلطات رقابة صحية.

وتُجري منظمة الصحة مفاوضات مع فايزر وموديرنا للحصول على جرعات من لقاحهما، أملًا في نقل أول اللقاحات في فبراير/ شباط.

تحفّظات

وتسليم هذه اللقاحات رُهن أيضًا بعوامل أخرى كجهوزية الدول، ويتعلق نجاح هذا المشروع الضخم بالأموال التي سيتم تلقيها.

وقد حققت آلية "كوفاكس" هدفها العاجل في 2020 بجمع ملياري دولار، لكن مبلغ 4,6 مليار دولار إضافي على الأقل سيكون ضروريًا هذا العام لشراء لقاحات، و800 مليون للأبحاث والتطوير، و1,4 مليار دولار لتوزيع اللقاحات.

وتأمل منظمة الصحة العالمية في توزيع 145 مليون جرعة في العالم في الفصل الأول من السنة.

وحذّر بروس إيلارد كبير المستشارين في منظمة الصحة الثلاثاء المنصرم، من أن هذه التوقعات "تخلو من بعض التحفّظات المهمة للغاية"، وإن كانت الآلية قابلة للتطبيق، إلا أنه ليس لدى المنظمة بعد جرعات لتوزيعها.

وستعطي عودة الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض زخمًا ماليًا جديدًا لبرنامج "كوفاكس" الذي كان يرفضه دونالد ترمب حتى الآن.

وعبرت المنظمة عن قلقها من "النزعات" القومية التي دانتها مرارًا خشية استحواذ الدول الغنية على كل جرعات اللقاح.

حتى إن مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس طلب مطلع يناير/ كانون الثاني من الدول الغنية، التوقف عن ابرام "اتفاقيات ثنائية" مع مختبرات الأدوية المدعوة لإعطاء أولوية لـ "كوفاكس".

المصادر:
فرانس برس

شارك القصة

تابع القراءة
Close