الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

نشأة فتح وسيرة النضال الفلسطيني.. انتصار الوزير تروي قصة "أبو جهاد"

نشأة فتح وسيرة النضال الفلسطيني.. انتصار الوزير تروي قصة "أبو جهاد"

Changed

تروي انتصار الوزير ضمن إطلالتها الأولى عبر برنامج "وفي رواية أخرى" قصة تأسيس حركة فتح
توثق انتصار الوزير من خلال سيرة حياتها مسيرة حركة فتح والنضال الوطني الفلسطيني وسيرة "أول الرصاص وأول الحجارة" الشهيد أبو جهاد.

تحل انتصار الوزير وزيرة الشؤون الاجتماعية وعضو المجلس الوطني والمركزي والمجلس التشريعي الفلسطيني سابقًا ورئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ضيفة على شاشة "العربي" في سلسلة حلقات من برنامج "وفي رواية أخرى".

وتوثق أم جهاد من خلال إطلالتها سيرة حياتها ومسيرة حركة فتح والنضال الوطني الفلسطيني وسيرة "أول الرصاص وأول الحجارة" الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد".

فأم جهاد هي مناضلة ذائعة الصيت التحقت بركب الثورة الفلسطينية منذ بداياتها الأولى، وأعطتها كل جهدها ووقتها، بل إن الثورة أصبحت قصة حياتها بعدما اقترنت بخليل الوزير، أحد أهم قادة حركة التحرير الفلسطيني على الإطلاق.

فأبو جهاد هو رفيق دربها وشريكها في درب النضال الوطني والرجل الأول والأخير في حياتها كما وصفته في مذكّراتها "رفقة عمر".

وكانت انتصار الوزير رائدة النضال النسائي الفلسطيني، فهي أول امرأة تنتمي إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وهي من أسس وأشرف على جناحها النسائي.

فلسطين قبل النكبة

وفي إطلالتها الأولى، تستحضر انتصار الوزير المشهد في فلسطين قبل النكبة، وتؤكد أن "الشعب الفلسطيني كان يعيش حياته بكل تفاصيلها" في ذلك الوقت. وولدت أم جهاد في أربعينيات القرن الماضي في مدينة غزة وعاشت "طفولة جميلة" مع عائلتها.

وتستذكر عن تلك الفترة كيف "كانت تذهب إلى المدرسة وإلى البحر مع عائلتها على شاطئ بحر غزة. كانت في غزة نواد ومراكز ثقافية ونشاطات ومسابقات رياضية".

وعلى الرغم من صغر سنها في ذلك الوقت، إلا أنها تستذكر التحركات والتظاهرات ضد الاستيطان والهجرة اليهودية إلى فلسطين، وكيف كان للمواطن الفلسطيني حرية التنقل داخل فلسطين ومع الدول العربية بحرية مطلقة.

نكبة 1948

تأسست حركة فتح عام 1958 من الكويت -غيتي
تأسست حركة فتح عام 1958 من الكويت -غيتي

وتستذكر كذلك انتصار الوزير ضمن إطلالتها على "العربي" تفاصيل من نكبة عام 1948، حيث تعرضت مدينة غزة للقصف الجوي، وكيف كانت تشعر بالرعب حينها، فيما كانت غزة تتبع للانتداب البريطاني قبل إلحاقها للإدارة المصرية بعد عام 1948.

وتروي الوزير عملية تهجير عائلة أبو جهاد من مدينة الرملة إلى غزة، وتقول "كانت ذكريات التهجير محفورة في ذهن أبو جهاد حيث احتمى وعائلته بالكنيسة عندما اشتد القصف وطلبت قوات الاحتلال منهم الخروج إلى ساحة البلدة عبر مكبرات الصوت".

وتضيف عن ذلك "عندما بلغوا الساحة هربوا إلى المنزل لإحضار بعض الحاجيات وأخذ أبو جهاد صرة طعام من أمه لأجل إطعام إخوته الصغار، فعندما وصل إلى الساحة كان الجنود الإسرائيليون يدفعون بهم إلى الحافلات ورفضوا أن يحمل أبو جهاد معه أي شيء وأجبر على رمي صرة الطعام أرضًا فنزل من الحافلة لاستعادتها وعندما رآه الجندي حاول أن يطلق النار على أبي جهاد لكن والدته حالت دون أن تصيبه الرصاصة التي أصابت أحد الجيران". 

وكانت تلك المرة الأولى التي يتعرض فيها أبو جهاد للموت.

أبو جهاد في غزة

في كتابها "رفقة عمر"، تحدثت الوزير أيضا عن أيام أبو جهاد الأولى في غزة وكيف كان يبحث عن رفاقه وأقاربه في أماكن تجمع اللاجئين في المدارس والخيام.

وتشير إلى أنه "دخل المدرسة لكنه اضطر أيضًا إلى العمل كبائع متجول لمساعدة عائلته، قبل الانتقال للعمل مع تاجر أقمشة".

وتلفت إلى أن أبو جهاد "اشترى من المال الذي جمعه كاميرا وأخذ يصور حياة اللاجئين في المخيمات ثم يرسلها إلى وكالات الأنباء كي يشرح للعالم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني".

وتضيف انتصار الوزير أن أبو جهاد "التحق بجماعة الإخوان المسلمين لأنهم قاتلوا في فلسطين في تلك الفترة"، وأنه "قدم لهم مشروعه للكفاح المسلح الذي رفضوه بسبب مشاكل مع جمال عبد الناصر في مصر".

بدء العمل المقاوم

وتروي انتصار الوزير "أم جهاد" أن خليل الوزير بعد انسحابه من تنظيم الإخوان بدأ العمل على تشكيل تنظيم يجمع الشباب على أساس تحرير فلسطين، حيث قامت المجموعة بعدد من العمليات كان أهمها عملية "خزان زوهر".

وتستذكّر أنه في عام 1954 تم اكتشاف إحدى المجموعات التابعة له عندما أخفت عبوة محلية الصنع في التراب داخل غزة وكيف عثر عليها لاحقًا وسلمت إلى الإدارة المصرية التي بحثت لدى الحدادين في غزة عن الشخص الذي قام بذلك.

وتقول إنه بعد البحث وسؤال جميع الحدادين في غزة، وصلوا إليه وحينها أقرّ صاحب إحدى الورشات بأنه يعرف ذلك الشخص ما دفع بالمخابرات إلى اعتقاله وإبعاده من غزة إلى القاهرة.

سافر أبو جهاد إلى الصين والفييتنام وكوريا واستفاد من التجربة الصينية والكورية والفيتنامية - غيتي
سافر أبو جهاد إلى الصين والفييتنام وكوريا واستفاد من التجربة الصينية والكورية والفيتنامية - غيتي

وتشرح الوزير أنّ العمل الفدائي والثوري آنذاك كان سريًا، لكن الأمهات كن يدعمن أولادهن. وتروي أنه في فترة من بدايات العمل الثوري خلال الخمسينيات كانت تخبئ ذخيرة للفدائيين.

وتروي عن ذلك أن أبو جهاد قام بإعطائها سلة برتقال تحتوي على "شيء مهم جدًا" لتخبئها على أن يأتي لأخذها في وقت لاحق. وتقول: "احتفظت بالسلة في خزانة والدتي التي اكتشفت وجود قنابل يدوية أسفلها عندما همت لتقديم البرتقال لضيوف قدموا لزيارتها في ذلك الحين" وأخبرت الوزير والدتها أن تلك السلة تحتوي على شيء مهم للوطن. 

بداية العمل النضالي

وتشير الوزير إلى أن بداية عملها النضالي كان عندما شعرت بأن العمل المقاوم مهم للقضية الفلسطينية وللشعب، لكن الاهتمام الأساسي كان بعد احتلال غزة من قبل إسرائيل عام 1956 عقب العدوان الثلاثي على مصر وسوريا وغزة. 

وتصف يوم احتلال غزة بـ"اليوم الأسود". وتروي كيف طلبت قوات الاحتلال من الغزاويين الخروج إلى ساحة حاملين الرايات البيضاء. وجمعت الشباب والرجال وطلبت من النساء الرجوع إلى المنازل، ثم بدأت المجموعات المسلحة باقتحام المنازل للبحث عن أسلحة وكانت ممارساتهم في غزة وحشية وسط حملات اعتقال تواجهها مقاومة بسيطة. 

اللقاء مع ياسر عرفات

وفي أثناء ما جرى في غزة، وبحسب ما تشرح الوزير، كان أبو جهاد في الإسكندرية حيث ترك الجامعة للالتحاق بمعسكر أقامته رابطة طلاب فلسطين في القاهرة التي كان يرأسها ياسر عرفات.

وتقول الوزير "حينها التقى أبو جهاد عرفات للمرة الثانية، حيث كانت الأولى عام 1954 على إثر مذبحة وقعت في مدينة غزة وقع ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى".

وتضيف: "شهدت مدينة غزة حينها أكبر مظاهرة شهدتها في حياتي شارك فيها رجال وأطفال ونساء ضد الاحتلال الإسرائيلي وعندها أضربت رابطة طلاب فلسطين في القاهرة عن الطعام، وعندما وصل الخبر لجمال عبد الناصر طالب بلقاء قادة الرابطة الذين حدثوه عن المجازر الإسرائيلية في غزة فطلب تشكيل وفد للذهاب إلى غزة والعودة بتقرير".

وتشير إلى أن عرفات كان من بين المشاركين في الوفد. وكان خليل مسؤول عن الجريدة الطلابية في المدرسة آنذاك وعندها أجرى مقابلة مع عرفات ونشرها في جريدة المدرسة "فلسطيننا". 

وتجددت اللقاءات بين أبو جهاد وياسر عرفات في الكويت حيث اصطحب الأخير أبو جهاد من المطار وساعده في البحث عن شقة يسكن فيها، وكان يزوره وعائلته بشكل دائم. وتقول الوزير: "رغم صغره كان منزلنا مقرًا لاجتماعات اللجنة المركزية لفتح".

تأسيس حركة فتح

وحول تأسيس حركة فتح عام 1958، توضح انتصار الوزير أنّ أبو جهاد كان على اتصال في ذلك الوقت مع الجماعات التي نظمها قبل مغادرة غزة.

وتقول، إنه عند اللقاء بين أبو جهاد وعرفات في إحدى الليالي في الكويت على شاطئ بحر الخليج "تحادثا في أمور شعبهما واتفقا على الكفاح المسلح وعلى أن يحضر كل منهما شخصا يثق فيه في الاجتماع الثاني".

وتضيف: "حضر الاجتماع الثاني عادل عبد الكريم وأقسم الثلاثة اليمين على الحفاظ على خط المقاومة وعلى إحضار آخرين كان من بينهم نادر عميرة الذي انسحب فيما بعد. بدأوا في التفكير بكيفية التنظيم وإمكانياته، ثم انضم فاروق القدومي ومحمود عباس أبو مازن وغيرهم".

وتشير الوزير إلى الدور المهم الذي لعبته الكويت في دعم القضية الفلسطينية، حيث أتاحت المجال للعمل الثوري والسماح لحركة فتح بالعمل والتحرك والتنظيم ثم تقديم دعمها للثورة الفلسطينية بالمال.

حركة فتح في الجزائر

وحول مرحلة تأسيس مكتب لحركة فتح في الجزائر، تخبر الوزير أنه عام 1963 كان قد مضى على مكوث أبو جهاد في الكويت ستة أشهر، وقد جاءت للحركة برقية من ياسر عرفات الذي كان موجودًا في الجزائر تقول إن الحكومة الجزائرية قد أعطت للثورة الفلسطينية مكتبًا في الجزائر ويريد أن يرسل شخص ما لتسلم المكتب. فذهب أبو جهاد لتسلم المكتب بسرية تامة حتى أن والديه لم يعلما بمهمته تلك. 

ومن جهتها، غادرت الوزير الكويت إلى غزة حاملة رسائل لشباب التنظيم. وكانت المخابرات المصرية في غزة تسألها عن أبو جهاد باستمرار.

وتقول الوزير: "غاب أبو جهاد في الجزائر لأكثر من ستة أشهر وكنا نقدّم القضية الفلسطينية على أي شيء آخر"، مشيرة إلى أن طموح أبو جهاد كان كبيرًا بأن تبقى الجزائر أرضا صلبة تدعم التنظيم عسكريًا من خلال التدريب والتسليح".

أجج احتلال إسرائيل لغزة عام 1956 شرارة العمل المقاوم- غيتي
أجج احتلال إسرائيل لغزة عام 1956 شرارة العمل المقاوم- غيتي

وتخبر أن أبو جهاد استمر بالتردد إلى مكتب الرئيس الجزائري آنذاك أحمد بن بلة لمقابلته طيلة ستة أشهر ولم يستطع لقاءه فقرر العودة. لكنه التقى صديقه عثمان السعدي الذي رفض مغادرته وطلب من الرئيس الجزائري أن يساعد هؤلاء الشباب وقبل فعلًا.

وتقول: "طلب أبو جهاد إحضار معلمين لتدريس اللغة العربية في الجزائر وأحضر شبابا من التنظيم من غزة وسوريا ولبنان والأردن، كما أحضر مهندسين وأطباء وطلب من الجزائر إعداد معسكرات تدريب لهم، حيث دخل 45 شابًا منهم إلى الكلية العسكرية بشرشال وكانوا وقودًا للثورة واستفادوا من التجربة الجزائرية، واستشهد نحو 90% منهم". 

وقد سافر أبو جهاد إلى الصين وفيتنام وكوريا ودرس التجربة الصينية والكورية والفيتنامية.

ثم غادرت الوزير إلى الجزائر بعد ثمانية أشهر على وصول أبو جهاد وكان ابنها جهاد لا يزال طفلًا صغيرًا، لكنها اكتشفت أنه لا دخل للعائلة في الجزائر حيث تبرّع أبو جهاد بالدخل الذي خصصه الجزائريون للمكتب. فقدمت أم جهاد أوراقها لتعمل معلمة للغة العربية وقد حازت على الموافقة لأنها سيدة، لكن أبو جهاد رفض أن تلتحق بعملها قبل أن يجد الشبان الذين قدموا قبلها إلى البلاد، وهو ما حصل فعلًا وعملت كمدرسة للغة العربية إلى حين مغادرة الجزائر.

وبعدها انتقلت العائلة إلى بيروت التي كانت محطة النضال التالية، حيث كان منزل العائلة أيضًا مركزًا للعمل المقاوم، حيث يلتقي أبو جهاد وشباب التنظيم. وكان ذلك المنزل أيضًا مصدر البلاغ العسكري حينها. 

النضال النسائي

بدأ انخراط النساء في المعسكرات في سوريا -غيتي
بدأ انخراط النساء في المعسكرات في سوريا -غيتي

وحول النضال الفلسطيني النسائي، تشير الوزير إلى أنه كان عملاً سريًا في الجزائر حيث كانت تشارك باسم فلسطين برفقة سيدة أخرى بفعاليات التضامن التي تقام في الجزائر مع أحزاب وحركات التحرر المختلفة.

وتضيف: "عندما انتقلت إلى سوريا وجدت أن جالية فلسطينية كبرى تعيش في مخيم اليرموك ومخيمات أخرى، إذ احتضنت سوريا حركة فتح في ذلك الحين".  

وتوضح أنها "لمست رغبة لدى الفتيات في الانضمام للثورة وبدأت تعمل على تنظيم العمل النسائي حيث بدأت تخبر النساء بمبادئ حركة فتح وأهدافها وآليات عملها وانضم بعضهن للحركة وأقسمن اليمين أمام أبو جهاد".

وقد بدأت هذه المجموعة بالتوسع وتم تأسيس "نادي فتيات فلسطين" في مخيم اليرموك في سوريا، حيث كان في الأساس ناديًا ثقافيًا اجتماعيًا ويضم لجانا فنية وثقافية ولجنة معارض حيث تتعلم الفتيات الاهتمام بالتراث الفلسطيني و التطريز. وتقول الوزير: "توسعنا جدًا وقد وصل التنظيم النسائي إلى حمص وحلب واللاذقية ومناطق بعيدة أخرى". 

وضم معسكر النساء الأول أقل من مئة امرأة فلسطينية يذهبون للتدريب صباحًا ويعودون إلى منازلهم مساءً، ثم بدأت النساء بالتأقلم مع منظمي المعسكرات التي بدأت مدتها تطول لتصل حد الشهر. 

خلافات داخلية

وعلى الرغم من الدعم السوري لحركة فتح، إلا أن خلافات حدثت في مرحلة ما، ولفتت الوزير إلى أن سبب الخلاف كان داخليًا حيث إن معظم أعضاء اللجنة المركزية كانوا يتواجدون في الكويت، بينما يتواجد كل من أبو جهاد وياسر عرفات على الأرض في سوريا، وقد أحدث ذلك خلافات بشأن اتخاذ القرارات المتعلقة بالعمل المسلح.

وتشير إلى أنهم "أرادوا عزله وتعيين شخص آخر  قائدًا لقوات العاصفة، فراسلوا السوري البعثي يوسف عرابي وهو صديق لأبو جهاد وعرفات، لكنه ليس منتميًا لحركة فتح، لتعيينه، ما أثار اعتراض أبو جهاد وعرفات اللذين ذهبا لمناقشة الموضوع مع القيادة السورية". 

لكن عرابي، وفق أم جهاد، كان متحمسًا لتسلم الموقع وهاجم مكاتب حركة فتح لوضع اليد عليها. وتخبر الوزير أن عرابي توفي بعد عراك مع محمد حشمة وهو أحد الشبان العراقيين انتهى بتبادل لإطلاق النار ووفاة الإثنين.

الوزير قائدًا لقوات العاصفة

وعلى الأثر، اعتقل ياسر عرفات وأبو جهاد لفترة لم تتعد الثلاثة أشهر ومعهم قيادات الحركة. لكن الوزير لم تعرف بمسألة الاعتقال سوى بعد مرور أسبوع على ذلك. وأمن أحد الأشخاص لقاء مع المعتقلين في الشرطة العسكرية.  

وتروي الوزير أن عرفات قال لها: "أنت الآن القائد العام لقوات العاصفة وتختارين اثنين من الإخوة ممن تثقين بهم وتكملوا عمل الحركة". 

وأضافت: "هي مسؤولية كبيرة لكن ما ساعدني أن الشباب يعرفونني منذ البداية وكانت علاقتي بهم جيدة".

وبينما كان أبو جهاد في السجن بسوريا يخضع للتعذيب وعلى مشارف محاكمة مدنية، توفي طفله نضال عن عمر لم يتجاوز السنتين إثر سقوطه من شرفة المنزل.

وعملت الوزير مع صديقة لها كانت موظفة في وزارة الخارجية السورية لإخراج أبو جهاد من السجن لكي يدفن الطفل، وهو ما حصل فعلًا حيث سمح بخروجه من السجن لثلاثة أيام.  

وبحسب الوزير، أخبر أبو جهاد بعد خروجه عن التعذيب الذي خضع له، وأنه كان وقيادات الحركة المعتقلين مضربًا عن الطعام منذ 21 يومًا. 

وتقول الوزير: "كان صلبًا ومتماسكًا" على الرغم من وضعه النفسي والجسدي الصعب، لكنه "بكى عند تشييع الطفل". 

وبعد ذلك أراد أبو جهاد زيارة وزير الدفاع حافظ الأسد لشكره على خروجه من السجن، وعند الزيارة منحه الأسد ثلاثة أيام إضافية ولم يعد أبو جهاد إلى السجن ثانية. وقد ساهم ذلك بخروج جميع القيادات من السجن بشرط أن يبعد عرفات عن سوريا، فخرج من سوريا متوجهًا إلى فلسطين عبر لبنان لكنه اعتقل في لبنان.


المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة