قد يصاب بعض المشجعين باكتئاب ما بعد كأس العالم، مما يطرح تساؤلات عن انعكاسات كل فعالية يكون الإنسان متشوقًا لها وينتظرها على صحته الجسمية.
فلمدة شهر كامل كانت خطط الكثيرين تتمحور حول أوقات المباريات، وكانت الأسر تلتف حول التلفاز وتتابع اللعب بحماسة، وسط مشاعر إنسانية لا تنتهي حول كرة القدم.
انخفاض حاد في الإثارة
لكن ذلك سيتوقف فجأة، وخاصة بعد الحماسة المفرطة للمشجعين في اليوم الأول لكأس العالم لكرة القدم، سيقابله انخفاض حاد في الإثارة الشديدة التي أذكاها العرس الكروي.
وبحسب علماء النفس، فإن هذا التناقض العميق لا يسبب الحزن للناس، بل قد يصل إلى مرحلة الاكتئاب لديهم، وخاصة أن فكرة العودة إلى الحياة الطبيعة والرتابة في الحياة اليومية قد تخلق هذا النوع من الشعور وهو ما سماه العلماء اكتئاب ما بعد كأس العالم.
وتؤكد مؤسسة الصحة العقلية الأميركية علاقة كرة القدم بالصحة العقلية خاصة خلال فترة المونديال، والتي يجري خلالها التنفيس عن النفس، إذ ينصح الخبراء بتنظيم هواية بديلة بشكل استباقي لإشباع الشعور بغياب العرس الكروي.
نصائح للمشجعين
وفي هذا الإطار، قالت ميسون حمزة، مستشارة علم النفس الاجتماعي، إنه ليس كل الناس ستصاب باكتئاب ما بعد كأس العالم، لأن هذه المشاعر من الحزن الدفين تطال فئة من الناس التي هي الأكثر عرضة من غيرها لأن تشعر بهذه المشاعر، التي تصيب حياتهم بنوع من الفراغ على المستوى العاطفي.
وأضافت حمزة في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن مسألة الرهان على ربح أو خسارة أمر ما، تشعر المرء بأنه هو من حقق هذا الإنجاز وخصوصًا في حالة الفوز.
واعتبرت حمزة، أن "اكتئاب ما بعد كأس العالم، يشبه ظواهر العودة من عطلة أو إنجاز ما، بحيث يرى الإنسان نفسه وحيدًا وغير قادر على متابعة الحياة اليومية لمتابعة الروتين الذي كان عليه لفترة ما".
وأشارت إلى أنه "عندما يتوحد الشخص ضمن جماعة ما وحول مشاعر ما مثل المونديال، فإنه يطلق العنان إلى اللاوعي وللتعبير دون قلق ودون خوف من التعبير عن المشاعر".
وحدّدت حمزة، جملة من الأدوات لتجنب اكتئاب ما بعد كأس العالم، تتمثل بوضع جدول للبدائل المتاحة لدى الفرد، ليبدأ إعادة جدولة برامج الحياة عبر التفكير بالروتين الإيجابي سواء إن كان الشخص طالبًا أو موظفًا، بمعنى أن يرجع إلى نشاطه الطبيعي".