Skip to main content

نفاد وشيك للأدوية.. أطباء أميركيون يروون عن فظائع شاهدوها في غزة

الخميس 27 يونيو 2024
يواجه آلاف المرضى في غزة الموت نتيجة نقص الأدوية وتدمير إسرائيل معظم المنظومة الصحية - الأناضول

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الخميس، فقدان 70% من قائمة الأدوية الأساسية من مستودعاتها، محذرة من نفاد وشيك للأدوية والمهمات الطبية الخاصة بالأمراض التخصصية على غرار السرطان والفشل الكلوي.

وفي بيان، قال مدير مستودعات الصيدلة في الوزارة كفاح طومان: "70% من قائمة الأدوية الأساسية مفقودة، وهناك أدوية ومهمات طبية خاصة بعلاج الأمراض التخصصية، على غرار الأورام والفشل الكلوي، أوشكت على النفاد". 

نقص بعلاجات الأم والطفل

وحذّر طومان من تداعيات هذا "النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية على حياة المرضى، الذين يتعذر عليهم مغادرة القطاع لاستكمال العلاج في الخارج".

وأشار إلى وجود نقص حاد في العلاجات الخاصة بتقديم خدمة الرعاية الأولية للأم والطفل، والأدوية الخاصة بالصحة النفسية.

كما حذّر من "انتشار الأوبئة في صفوف المرضى جراء غياب النظافة الشخصية والتغذية الجيدة لهم"، مطالبًا بـ"تدخل الجهات الدولية المعنية لدعم القطاع الصحي في غزة بالأدوية والمهمات الطبية اللازمة لاستمرار تقديم الخدمات للمرضى والجرحى". 

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يواجه آلاف المرضى في القطاع الموت نتيجة نقص الأدوية وتدمير إسرائيل معظم المنظومة الصحية في القطاع.

استهداف مستشفيات غزة

وعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة؛ ما عرض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

وقد شهد أطباء وممرّضون أميركيون أهوال الحرب الدائرة في غزة في المستشفيات المعدودة التي ما زالت قيد الخدمة في القطاع، حيث ابتعثوا في مهمّات قرّروا على إثرها تسليط الضوء على الأزمة الصحية للضغط على بلدهم، الحليف العسكري والدبلوماسي البارز لإسرائيل.

توقف علاج بعض المرضى

بحسب شهادة الأطباء، يضطر العاملون في الخدمة الصحية في بعض الأحيان للتوقّف عن علاج المرضى، ويستشهد هؤلاء من عدوى ناجمة عن نقص معدّات بسيطة مثل القفّازات أو الأقنعة أو الصابون.

عمد جيش الاحتلال لاستهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية منذ بدء العدوان- الأناضول

كما اتّخذت أحيانًا قرارات مؤلمة، مثل التوقّف عن معالجة صبيّ في السابعة من العمر مصاب بحروق خطرة، بسبب نقص الضمّادات ولأن الأمل مفقود أساسًا من نجاته.

وفي مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، قال الجرّاح العسكري آدم حموي إثر عودته من مهمّة في المستشفى الأوروبي في غزة الشهر الماضي: "لم أرَ مطلقًا هذا العدد من الضحايا المدنيين. وكان مرضانا بغالبيتهم أطفالًا دون الرابعة عشرة من العمر". 

العلاج للأكثر حظًا في الصمود

ومن جهتها، أفادت مونيكا جونستون، وهي ممرّضة عناية مكثّفة من بورتلاند بشمال غرب الولايات المتحدة، بأن مهمّتها في غزة كانت أوّل مهمّة إنسانية تقوم بها.

وتوجّهت الممرّضة البالغة 44 عامًا إلى غزة ضمن فريق من 19 شخصًا بإدارة الجمعية الطبية الفلسطينية الأميركية، حمل معه معدّات لم تكف، على كثرتها، لمواجهة التحدّيات الميدانية الهائلة، من نقص في الطواقم وشحّ في الأدوية ومنتجات النظافة الصحية الأساسية.

واستذكرت مونيكا الصبيّ الصغير الذي تمّ التوقّف عن معالجة حروقه لإفساح المجال لعلاج مرضى آخرين حظوظهم في الصمود أعلى.

وأخبرت أنه بعد يومين، راحت الديدان تنخر جراحه، فاستولى عليّ الذنب". ودفن الطفل مع ضماداته بعدما أصبح جسده موبوءًا بالكامل.

كما روى طبيب الطوارئ عمار غانم من ميشيغن أنه في أحيان كثيرة بعد القصف، كانت عائلات كاملة تسكن تحت سقف واحد تصل إلى المستشفى بكلّ أفرادها.

ومنذ عودتهم، يشعر الأطباء والممرّضون الأميركيون بشيء من الذنب تجاه المرضى والزملاء العالقين في ما تصفه الأسرة الدولية بجحيم غزة.

المصادر:
وكالات
شارك القصة