في 1992 قاد الأسير الفلسطيني المحرر محمود عيسى واحدة من أشهر عمليات الفصائل الفلسطينية، والتي أسفرت عن اختطاف ضابط إسرائيلي، بهدف الضغط للإفراج عن مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين، المعتقل آنذاك.
ورفضت إسرائيل المقايضة، ونفذت عملية قتلت فيها الضابط واعتقلت محمود ورفاقه وهم أعضاء بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في يونيو/ حزيران 1993، بعد ستة أشهر من المطاردات، ثم أصدرت بحقه أحكامًا بالسجن المؤبد ثلاث مرات، و49 عامًا.
لكن المقاومة الفلسطينية في غزة وبينها كتائب القسام استطاعت أن تحرر عيسى من سجون الاحتلال الإسرائيلية بعد اعتقال لأكثر من 32 عامًا.
قصة الأسير المحرر محمود عيسى
وأُطلق سراح عيسى (57 عامًا) اليوم وتم إبعاده إلى مصر، وذلك ضمن صفقة تبادل بين حركة حماس وإسرائيل، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف الحرب في غزة، الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة الماضية.
وأسس محمود عيسى في 1992 أول فرقة خاصة في كتائب القسام سميت بـ"الوحدة الخاصة 101"، التي حملت على عاتقها تحرير الأسرى الفلسطينيين عن طريق أسر جنود إسرائيليين واستبدالهم بأسرى فلسطينيين.
وجاء إطلاق سراحه بعد رحلة معاناة في السجن لأكثر من ثلاثة عقود، من بينها نحو 15 عامًا في العزل الانفرادي، إذ يعد عيسى أحد رموز الصمود الأسطوري في الحركة الأسيرة الفلسطينية.
وتتهم إسرائيل عيسى المولود في 1968، بالمشاركة في واحدةٍ من أشهر عمليّات المقاومة الفلسطينية، والتي اختطف خلالها مقاتلون من كتائب القسام الضابط الإسرائيلي نسيم توليدانو قرب مدينة اللد، وسط إسرائيل في ديسمبر/ كانون الأول 1992.
وطالبت القسام في حينه بإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، مقابل الإفراج عن الضابط الإسرائيلي، لكنّ الجيش الإسرائيلي نفذ عملية قتل فيها الضابط الإسرائيلي ثم شن حملة اعتقالات، وقام بإبعاد قادة حماس في الضفة الغربية.
"أخطر الأسرى والعقلية الفذة"
وخلال سجنه، حاول عيسى برفقة زملاء له في 1996 حفر نفقٍ أسفل سجن عسقلان الإسرائيلي بطول 10 أمتار، لكنّ سلطات الاحتلال اكتشفت النفق، وحكمت على عيسى ومن سانده بتمديد فترة سجنهم، ونقلهم إلى العزل الانفراديّ.
ورفضت إسرائيل الإفراج عن عيسى في صفقة وفاء الأحرار (صفقة جلعاد شاليط) في 2011.
ومحمود عيسى من بلدة عناتا إلى الشرق من مدينة القدس المحتلة، وتصنفه المخابرات الإسرائيلية بـ"أخطر الأسرى والعقلية الفذة".
ودرس الأسير المحرر في كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القدس ببلدة أبو ديس شرقي القدس، ولكنه لم يكمل تعليمه فيها بسبب نشاطه العسكري مع كتائب القسام، وملاحقته من قبل إسرائيل.
وعمل عيسى مديرًا لمكتب جريدة "صوت الحق والحرية" بالقدس التي كانت تصدر من مدينة أم الفحم شمالي إسرائيل.