السبت 19 تموز / يوليو 2025
Close

نقص الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية.. أيّ تأثيرات على الحرب مع إيران؟

نقص الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية.. أيّ تأثيرات على الحرب مع إيران؟ محدث 19 حزيران 2025

شارك القصة

تستخدم إسرائيل أنظمة مختلفة لتوفير دفاع متعدّد الطبقات لمجالها الجوي
تستخدم إسرائيل أنظمة مختلفة لتوفير دفاع متعدّد الطبقات لمجالها الجوي - الأناضول
الخط
كشف محللون مطلعون على الأرقام أنّ إيران تمتلك صواريخ أكثر من إسرائيل والولايات المتحدة، ما يُثير المخاوف بشأن قدرة تل أبيب على الدفاع عن نفسها على المدى الطويل.

على مدى أيام، صمدت أنظمة الدفاع الجوية الإسرائيلية في وجه الهجمات الصاروخية الإيرانية. لكن ثمة قلق متزايد من أنّ تل أبيب تُستنزف أسلحتها الدفاعية بشكل كبير.

وقال مسؤول أميركي لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية: إنّ إسرائيل تُعاني نقصًا في الصواريخ الاعتراضية الدفاعية، مشيرًا إلى أنّ الولايات المتحدة التي تُساعد تل أبيب في إسقاط الصواريخ الإيرانية تهدر ذخائرها أيضًا.

وأوضح المسؤول الأميركي ومحللون مطلعون على الأرقام، أنّ إيران تمتلك صواريخ أكثر من إسرائيل والولايات المتحدة، ما يُثير المخاوف بشأن قدرة تل أبيب على الدفاع عن نفسها على المدى الطويل.

وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن تقييم استخباراتي أميركي وإسرائيلي، أنّ تل أبيب بإمكانها التصدّي للصواريخ الإيرانية لمدة 12 يومًا فقط، من دون إمداد أميركي.

منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية

تستخدم إسرائيل أنظمة مختلفة لتوفير دفاع متعدّد الطبقات لمجالها الجوي.

ويُعتبر نظام "السهم 3" (Arrow 3) جوهرة تاج هذه الشبكة. وبمدى يبلغ حوالي 1500 ميل، يُستخدم "آرو 3" لمواجهة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، بما في ذلك تلك التي تحلق فوق الغلاف الجوي للأرض. ولعب دورًا حاسمًا في التصدّي للهجمات من إيران واليمن، كما أنّه قادر على اعتراض التهديدات قبل أن تعبر إلى المجال الجوي الإسرائيلي.

أما "آرو 2" وهو النسخة الأقدم من النظام، فيُستخدم أيضًا لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى.

بينما يُستخدم نظام "مقلاع داوود" لمواجهة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، فضلًا عن تهديدات أخرى.

أما القبة الحديدية فتُستخدم لإسقاط التهديدات قصيرة المدى مثل الصواريخ التي تُطبقها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة. ولا تلعب القبة الحديدية دورًا رئيسيًا في الصراع الحالي مع إيران.

القدرات v/s المخزونات

وأعلنت تل أبيب أنّها اعترضت 90% من الصواريخ البالستية الإيرانية التي أُطلقت على إسرائيل والبالغ عددها 370 صاروخًا منذ بدء الهجمات غير المسبوقة بين إيران وإسرائيل يوم الخميس الماضي.

إلا أنّ توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) قال للصحيفة: "القدرة على إسقاط الصواريخ ليست المشكلة، بل مخزونات الصواريخ الاعتراضية هي الأهم".

وتُعتبر مخزونات الصواريخ الاعتراضية مشكلة  كبيرة لإسرائيل، لأنّها لا تلعب دورًا رئيسيًا في إسقاط الصواريخ الباليستية الإيرانية فقط، بل أيضًا تهديدات الجماعات الموالية لإيران في المنطقة، على غرار "جماعة الحوثي" في اليمن.

ورغم ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان، أنّ الجيش جاهز للتعامل مع كل السيناريوهات، من دون التعليق عن المعلومات الواردة عن نقص الصواريخ الاعتراضية.

ولا تُفصح تل أبيب عن عدد أنظمة الدفاع الجوي التي تملكها. كما أنّ شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية المُصنّعة لصواريخ "السهم"، رفضت التعليق على الأمر.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية توقيع اتفاق مع الشركة لتصنيع المزيد من "السهم 3" وهي صواريخ معقّدة، تبلغ تكلفة الواحد منها مليوني دولار، وتحتاج وقتًا لتصنيعها.

ويقول الخبراء إنّ الصواريخ الاعتراضية عادة ما تكون أكثر تكلفة من الأسلحة الهجومية، لأنّها يجب أن تكون أكثر تطوّرًا ودقّة مقارنة بالصواريخ الهجومية.

كما أنّه في بعض الأحيان، تحتاج تل أبيب إلى إطلاق أكثر من صاروخ اعتراضي لتحييد صاروخ هجومي واحد. ولهذا السبب تركّز تل أبيب على القضاء على أنظمة إيران الدفاعية ومسيراتها في هجماتها على الأراضي الإيرانية.

وبينما تزعم وزارة الدفاع الإسرائيلية انّها قضت على ثلث قدرات إيران الصاروخية، لا تزال طهران قادرة على إطلاق رشقات صاروخية كبيرة على إسرائيل.

أما واشنطن التي تُدرك النقص في الدفاعات الجوية الإسرائيلية منذ أشهر، عملت على تعزيز دفاعات تل أبيب الجوية، من خلال منظومات "ثاد" التي تستطيع اعتراض الصواريخ داخل الغلاف الجوي وخارجه.

كما عزّزت البحرية الأميركية تواجدها في الشرق الأوسط، ومنها سفن بحرية تحمل أنظمة جوية "SM-2"، و"SM-3"، و"SM-3 Range"، إضافة إلى مقاتلات قادرة على إسقاط المسيّرات والصواريخ وتهديدات عسكرية أخرى.

لكنّ الصواريخ الاعتراضية الأميركية محدودة أيضًا، إذ تُظهر وثائق أميركية نشرتها "وول ستريت جورنال" أنّ واشنطن تمتلك 605 صاروخ اعتراضي من طراز "ثاد" فقط.

كيف ينعكس هذا على الصراع الحالي في الشرق الأوسط؟

يقول الخبراء إنّه مهما كان خيار واشنطن خلال هذه الحرب، يجب على المسؤولين التحرّك فورًا لإيقاف الحرب، لأنّ واشنطن وتل أبيب لا يمكنهما الاستمرار في عملية استنزاف طويلة لصواريخهما الاعتراضية.

وفي هذا الإطار، تشير بعض التقييمات إلى أنّ إسرائيل قادرة على الحفاظ على دفاعها الصاروخي لمدة 10 أو 12 يومًا إضافيًا إذا حافظت إيران على وتيرة هجمات ثابتة، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست".

 وأضاف مصدر مطلع على تقييمات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية للصحيفة، أنّه في وقت مبكر من هذا الأسبوع، قد تتمكّن أنظمة إسرائيل الدفاعية اعتراض نسبة أقلّ من الصواريخ الإيرانية، نظرًا لضرورة ترشيد الذخائر الدفاعية.

وأضاف المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسألة حساسة: "سيتعيّن عليهم اختيار ما يريدون اعتراضه. فالنظام مُثقل بالفعل".

من جهته، أكد تال إنبار الخبير في الصواريخ الإسرائيلية، أنّ إحدى المشكلات التي تُواجه إسرائيل هي اعتمادها بشكل كبير على نظام "آرو" الباهظ الثمن نسبيًا، والذي يُطلق صواريخ تبلغ تكلفة كل منها 3 ملايين دولار، للتصدي للهجمات الإيرانية.

وأشار إنبار في حديث لـ"واشنطن بوست"، إلى أنّ تل أبيب سعت عام 2014 إلى وقف إطلاق النار في غزة، قبل أيام من نفاد صواريخ الاعتراض الدفاعية الجوية لديها، مضيفًا: "قد يكون هذا الأمر عاملًا في وقف إطلاق النار" هذه المرة أيضًا.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - ترجمات
تغطية خاصة