الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

نقطة تحول.. أيّ انعكاسات لاستضافة قطر كأس العالم على عموم دول الخليج؟

نقطة تحول.. أيّ انعكاسات لاستضافة قطر كأس العالم على عموم دول الخليج؟

Changed

برنامج "خليج العرب" يناقش انعكاسات استضافة الدوحة لكأس العالم على عموم دول الخليج (الصورة: غيتي)
رسمت فعاليات مونديال قطر 2022، وهو الأول في العالم العربي والشرق الأوسط، ملامح تعاون خليجي يفتح الطريق أمام استثمار جماعي في الحدث الرياضي.

تحتضن دولة قطر بعد شهرين تقريبًا بطولة كأس العالم، التي تشكل نقطة تحول حقيقية في المنطقة العربية، ومنطقة الخليج العربي تحديدًا.

وكانت قطر قد أحدثت تحولًا كبيرًا في بنيتها التحتية استعدادًا لاستقبال أكثر من مليون ونصف المليون مشجع من مختلف أصقاع المعمورة.

وستستعرض أمام زوارها تجربتها الاقتصادية الناجحة مع إنفاق ما يزيد عن 200 مليار دولار على المرافق الأساسية. وتتطلع في الوقت نفسه لكسب عوائد غير مسبوقة في تاريخ بطولات كأس العالم، وهو أحد رهانات رؤية قطر 2030.

استثمار جماعي

بدورها، تضبط دول الخليج عقارب ساعتها على موعد انطلاقة بطولة كأس العالم، وهو سينعكس إيجابًا على مستقبل المنطقة بوصفها وجهة استثمارية وسياحية عالمية.

وكانت المصالحة الخليجية قد ألقت بظلالها على مونديال قطر. ورسمت فعاليات المونديال الأول في العالم العربي والشرق الأوسط ملامح تعاون خليجي يفتح الطريق أمام استثمار جماعي لدول مجلس التعاون الخليجي في الحدث الرياضي، الذي سيكون له دور هام في لم شمل البيت الخليجي.

ففي خطوات لافتة لإذابة الجليد بعد فتور في العلاقات، عقب طي صفحة الخلافات في أزمة وُصفت بالأسوأ في تاريخ مجلس التعاون الخليجي، دخلت دول المنطقة على الخط في سياق دعم قطر عبر فتح الأجواء والمنافذ الحدودية.

وفي هذا المجال، قرّرت السعودية منح تأشيرات متعددة الدخول لحاملي بطاقة مشجع "هيا"، وهي وثيقة تعريف شخصية إلزامية للمشجعين لحضور مباريات مونديال قطر، على أمل أن تستثمر المملكة في هذا العرس الكروي لجذب مئات آلاف المشجعين لزيارتها على هامش المونديال وإنعاش قطاعها السياحي.

وكذلك شمل التنسيق الخليجي لإنجاح مونديال قطر قطاع النقل الجوي، عقب قرار الخطوط السعودية والكويتية وشركة "فلاي دبي" والطيران العماني تسيير أكثر من 160 رحلة يومية من وإلى الدوحة انطلاقًا من عواصم خليجية. وسيعطي ذلك مونديال العرب البعد الجماهيري خليجيًا وعربيًا.

"الاستضافة ستكون نقطة تحول"

ويشير الكاتب والإعلامي القطري جابر الحرمي، إلى أن استضافة دولة قطر لكأس العالم ستكون نقطة تحول، ليس فقط على صعيد العلاقات الاقتصادية بين هذه المنظومة الخليجية، التي وُلدت قبل أكثر من 40 عامًا.

فيلفت في إطلالته من استديوهات "العربي"، إلى تنسيق ربما أكبر لما بعد هذه البطولة. 

ويشرح: إن كان الحديث اليوم يقتصر على أن ملايين من البشر سيحضرون إلى هذه المنطقة، وأن عشرات الملايين سيتابعون النهضة التي تعيشها، فإن ما بعد إقامة هذه البطولة وما سيأتي إلى الخليج من استثمارات كبرى، هو باعتقادي الركيزة الأهم.

وعليه، يعتبر أن المطلوب من دول مجلس التعاون الخليجي أن يكون هناك تنسيق أكبر لاستثمار هذا الحدث وتوظيفه بصورة صحيحة. 

ويذكّر بما تتمتع به المنطقة من "إمكانات كبرى وبنى تحتية وأساطيل طيران.."، مشيرًا إلى أن كل ذلك سيبرز للعالم بصورة غير متوقعة.

"ليس مجرد حدث رياضي"

من ناحيته، يقول الباحث في الشؤون الخليجية ناصر المطيري، إنّ هناك إدراكًا خليجيًا على مستوى القيادات لأهمية هذا الحدث الرياضي الكبير، والذي يمثل مركز اهتمام العالم أجمع.

ويرى في حديثه إلى "العربي" من الكويت، أن هذا الحدث الخليجي ليس مجرد حدث رياضي، بل حدث يمثل أبعادًا اجتماعية واقتصادية، وفرصةً لتلاقي ثقافات الشباب العالمي على هذه البقعة، سواء دولة قطر بشكل خاص أو دول مجلس التعاون الخليجي.

ويشير إلى أنه تم الاتفاق على أن يكون هناك دعم لا محدود لدولة قطر في استضافة البطولة، انطلق من قمة العُلا في الرياض، مذكّرًا بالبيان الذي صدر في هذا الاتجاه وأكد على دعم دولة قطر في تنظيم بطولة كأس العالم.

ويضيف: "من هنا تحركت الفعاليات الاقتصادية، وكذلك ما يتعلق بحركة الطيران والتنسيق بهذا الشأن، فضلًا عن قطاع الضيافة والسياحة في دول الخليج، لدعم دولة قطر". 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close