الإثنين 16 حزيران / يونيو 2025

"نقطة تحول".. نصف مليار شاب سيعانون من السمنة بحلول عام 2030

"نقطة تحول".. نصف مليار شاب سيعانون من السمنة بحلول عام 2030

شارك القصة

عبء السمنة أصبح محسوسًا بشكل غير متناسب في البلدان ذات الدخل المرتفع
عبء السمنة أصبح محسوسًا بشكل غير متناسب في البلدان ذات الدخل المرتفع - غيتي
الخط
في غضون 5 سنوات، سيختبر ما لا يقلّ عن نصف شباب العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عامًا "تهديدًا يوميًا لصحتهم ورفاههم وفرصهم في الحياة".

حذّر تقرير دولي من أنّ نصف مليار مراهق في جميع أنحاء العالم سيعيشون مع السمنة أو زيادة الوزن، وأنّ مليار شخص معرضون لخطر الإصابة بأمراض يُمكن الوقاية منها بحلول عام 2030.

وفيما انخفض معدل وفيات المراهقين بأكثر من الربع خلال العقدين الماضيين، يرى الباحثون أنّ صحة الشباب قد وصلت إلى "نقطة تحول".

وخلص تحليل شامل للبيانات العالمية إلى أنّه في غضون خمس سنوات، سيختبر ما لا يقلّ عن نصف شباب العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عامًا "تهديدًا يوميًا لصحتهم ورفاههم وفرصهم في الحياة"، خاصة في بلدان تشهد مشاكل صحية يُمكن الوقاية منها، مثل فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز، والحمل المبكر، والاكتئاب، وسوء التغذية.

ووفقًا لتقرير "لجنة لانسيت لصحة المراهقين ورفاهتهم"، فإنّه بحلول عام 2030، سيُعاني 464 مليون شاب من السمنة أو زيادة الوزن، بزيادة قدرها 143 مليون عن عام 2015.

وأوضح أنّ عبء الوزن الزائد أصبح بالفعل محسوسًا بشكل غير متناسب في البلدان ذات الدخل المرتفع، وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، حيث يُعاني أكثر من ثلث الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عامًا من زيادة الوزن أو السمنة.

تداعيات تغيّر المناخ

كما وجد التقرير "انخفاضًا كبيرًا" في الصحة العقلية للشباب، مضيفًا أنّ أزمة تغيّر المناخ تُشكّل "تهديدات جديدة كبيرة" لصحتهم.

وأشار الباحثون إلى أنّ "مراهقي اليوم هم أول جيل من البشر سيعيشون طوال حياتهم وهم يعانون من التداعيات المتزايدة لتغيّر المناخ".

وقدّر التقرير أنّه بحلول عام 2100، سيُعاني 1.9 مليار مراهق من آثار الاحتباس الحراري، ما يُنذر بمخاطر كارثية على صحتهم، كالأمراض المرتبطة بالحرارة وانعدام الأمن الغذائي والمائي.

وتبيّن أنّ هناك بعض الإنخفاض في مستويات تعاطي المخدرات، ونسبة المدخنين أو متعاطي الكحول بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عامًا في جميع المناطق.

كما وجد التقرير انخفاضًا في عدد الشباب غير الملتحقين بالتعليم أو العمل أو التدريب.

إلا أنّ المؤلفين أشاروا إلى أنّ "جائحة كوفيد-19 والنقص المزمن في التمويل قوّضا هذا التحسّن".

أهمية المبادرات السياسية 

وخلص التقرير إلى أنّه "من دون الإرادة السياسية والمبادرات السياسية والاستثمار المالي، فإن أعدادًا كبيرة من المراهقين سوف يكبرون بصحة سيئة".

وفي هذا الإطار، قالت البروفيسورة سارة بيرد، من جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة والرئيسة المشاركة للجنة لانسيت: "إن صحة ورفاهية المراهقين في جميع أنحاء العالم وصلت إلى نقطة تحول، ولذلك فإن الاستثمار في صحة ورفاهية الشباب أمر بالغ الأهمية لحماية مستقبلنا الجماعي".

بدورها، قالت الدكتورة أنشو بانيرجي، مديرة صحة الأم والوليد والطفل والمراهق والشيخوخة في منظمة الصحة العالمية:" يتوجّب علينا مواجهة التهديدات القديمة والناشئة لصحة الشباب، بدءًا من إنهاء زواج الأطفال وصولًا إلى معالجة أزمة الصحة النفسية والسمنة".

أما جوهانا رالستون، الرئيسة التنفيذية للاتحاد العالمي للسمنة، فاعتبرت أنّ "ارتفاع معدلات السمنة والأمراض المرتبطة بها ليس مجرد مسألة اختيارات فردية، بل هو نتيجة لبيئات مليئة بالمنتجات الضارة بالصحة، بما في ذلك الأغذية فائقة المعالجة، إلى جانب السياسات التي تفشل في حماية الشباب".

وأضافت أنّه "يجب على الحكومات التحرّك بشكل عاجل لإنشاء أنظمة غذائية وصحية أكثر صحة، وإعطاء الأولوية لرفاهية المراهقين في الإستراتيجيات الصحية الوطنية".

تابع القراءة

المصادر

ترجمات