يسدل الستار غدًا السبت على واحدة من أجمل نسخ بطولة كأس العرب على الإطلاق، وأكثرها إثارة، بلقاء قمة إفريقية ستجمع منتخبي الجزائر وتونس الشقيقين في المباراة النهائية التي تقام في استاد البيت بمدينة الخور القطرية.
واستطاع العرب الأفارقة التفرد بالنسخة العاشرة في هذه المواجهة بعد إقصاء مقاتلي الصحراء، للمنتخب القطري المضيف والممثل الوحيد لعرب آسيا في المربع الذهبي، بعد مباراة دارماتيكية انتهت بنتيجة 2-1 للجزائر في وقت قياسي سجله الحكم البولندي سيمون مارتشينياك، الذي أضاف 19 دقيقة على وقت المباراة الأصلي.
عرب إفريقيا
وبذلك النهائي، ستستطيع المنتخبات العربية الإفريقية أن ترفع من رصيدها في ألقاب البطولة لأربعة مقابل 6 لعرب آسيا، حيث فاز المنتخب العراقي بأربعة ألقاب، والسعودي بلقبين، مقابل لقب وحيد لكل من مصر وتونس والمغرب، وستكون فرصة للمنتخب الجزائري أن يحرز "لقب لغة الضاد" للمرة الأولى في تاريخه.
أما نسور قرطاج، فسيسعون لإحراز اللقب للمرة الثانية في تاريخهم بعد النسخة الأولى التي أقيمت في بيروت عام 1963 وانتهت بفوز تونس بلقبها الأول والوحيد، فيما أحرز نجمها منجي حداد لقب الهداف بأربعة أهداف. والمفارقة أن مهاجم تونس سيف الدين الجزيري هو المتصدر للقب هدافي البطولة الحالية بعدد الأهداف نفسه.
#كأس_العرب | نرحب بـ #منتخب_تونس وبشقيقه#منتخب_الجزائر في النهائي المرتقب للنسخة العاشرة لبطولة كأس العرب 2021 . ونتمنى لهما التوفيق .. pic.twitter.com/ibKYAYhlX0
— الاتحاد العربي لكرة القدم (@UAFAAC) December 16, 2021
مقاتلو الصحراء
وقدم مقاتلو الصحراء في هذه البطولة، منتخبًا قويًا حتى بغياب العديد من الأسماء اللامعة للمنتخب والمحترفة في الأندية الأوروبية وعلى رأسهم نجم مانشستر سيتي رياض محرز، وسفيان فيغولي لاعب غلطة سراي التركي، وآدم وناس لاعب نابولي الإيطالي، وإسلام سليماني لاعب ليون الفرنسي، وغيرهم العديد من النجوم.
رغم ذلك، بدا المنتخب الجزائري قويًا في أدائه وجاهزية لاعبيه البدنية، وسط تألق المهاجم يوسف البلايلي ومعه الثنائي بغداد بونجاح وياسين براهيمي، كما استطاع مقاتلو الصحراء بلوغ المباراة النهائية مع 11 هدفًا منها 6 تقاسمها البلايلي وبونجاح بالإضافة للمدافع الفذ جمال الدين بن العمري.
وقال المدرب الوطني مجيد بو قرة الذي ينوب عن المدرب الغائب جمال بلماضي، خلال المؤتمر الصحافي اليوم الجمعة: "لا نملك إلا رغبة واحدة، وفكرة واحدة، وهي الفوز بالمباراة ولا أفكر في أي سيناريو آخر إلا الانتصار".
وأكد بو قرة أن كلا المنتخبين يعرفان بعضهما جيدًا، مكررًا تذكيره الصحافيين أنه لطالما قال خلال البطولة: إن المنتخب الجزائري يلعب كل مباراة وكأنها النهائي. وأضاف: "سنقدم كل ما لدينا وكل شيء في الملعب وسنكون فخورين بأنفسنا“.
وكان المنتخبان قد التقيا آخر مرة خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي خلال لقاء ودي في تونس انتهى لصالح الجزائر بهدفين نظيفين.
وهذه هي المشاركة الثالثة للجزائر في تاريخ البطولة بعد عامي 1989، و1998، حيث لم يسبق لها أن وصلت النهائي أو احتلت مركزًا متقدمًا رغم الباع الطويل الذي يمتلكه "الأخضر" في المحافل الكروية الإفريقية والعالمية من خلال مشاركته في بطولات كأس العالم.
"أخوة أخوة".. الجماهير تنتظر ديربي مغاربي مثير في نهائي #كأس_العرب#تونس #الجزائر pic.twitter.com/CSZZIMwMZl
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 16, 2021
نسور قرطاج
بالمقابل، ارتفع أداء المنتخب التونسي تدريجيًا خلال هذه البطولة، التي مني فيها بخسارة مفاجئة في دور المجموعات أمام المنتخب السوري بنتيجة 1-0، ورغم ذلك تأهل ليقدم مباراة مثالية أمام سلطنة عمان ويفوز بها بنتيجة 2-1، ثم أمام منتخب مصر حيث كان الطرف الأفضل أغلب فترات المباراة.
ويعول المنتخب التونسي على لاعب خط الوسط الشاب حنبعل المجبري المحترف في مانشستر يونايتد الإنكليزي، والذي كان نجم المباراة الأخيرة أمام الفراعنة، بعد أن أصدر "الشياطين الحمر" بياناً على موقعهم الإلكتروني يشيدون فيه بمساهمة "لاعب أكاديمية مانشستر يونايتد" بتأهل منتخب تونس إلى ربع النهائي.
وينضم حنبعل للمهاجم الهداف سيف الدين الجزيري، بينما سيغيب المدافع ياسين مرياح بسبب الإصابة. وسيعول المدرب منذر الكبير على تألق اللاعبين محمد دراغر ومنتصر الطالبي لتعويض غياب مرياح.
وأكد الكبير مع لاعبيه في أكثر من مناسبة خلال البطولة أن الخسارة أمام سوريا غيرت الكثير بالنسبة لهم، ويعول المنتخب على الروح الجماعية التي تجسدت في المباراتين الأخيرتين.
سجلّ الفريقين
وستكون المباراة مرتقبة لجمهور المنتخبين، لاسيما التونسي حيث سيجمع اللقاء عددًا كبيرًا من لاعبي الدوري المحلي في البلاد، وسيكون 15 لاعبًا في الدوري التونسي حاضرين خلال اللقاء 9 منهم تونسيون و6 من الجزائر وجميعهم يلعبون لصالح فرق الدوري المحلي.
من ناحيتهم، يأمل الجزائريون أن تستمر سلسلة الانتصارات الطويلة التي يمر بها المنتخب، وأن يحرزوا اللقب الأول عربيًا والثاني لهم مباشرة بعد كأس الأمم الإفريقية عام 2019.
وسبق للمنتخبين أن التقيا في 47 مباراة، فازت الجزائر بـ17 منها مقابل 15 للمنتخب التونسي، وبينهما 15 تعادلًا.