السبت 13 أبريل / أبريل 2024

نهب وتدمير.. تراث أوكرانيا في خطر نتيجة الهجوم الروسي

نهب وتدمير.. تراث أوكرانيا في خطر نتيجة الهجوم الروسي

Changed

تقرير حول قيام رسامين وفنانين أوكرانيين بحماية أثارهم من القصف الروسي (الصورة: الغارديان)
تسبّبت القوات الروسية في تدمير أو إلحاق أضرار جسيمة بـ250 متحفًا ومؤسسة ثقافية وتراثية في أوكرانيا.

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن تراث أوكرانيا في خطر ويتعرّض لضرر مباشر، مشيرة إلى أن القوات الروسية نهبت بعض المتاحف خلال هجومها على أوكرانيا.

وذكرت الصحيفة أنه مع بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا، قامت مديرة متحف التاريخ المحلي في ميليتوبول (جنوب شرق أوكرانيا) ليلى إبراهيموفا بإخفاء "كنز من المشغولات الذهبية القديمة تعود لعصر شعب سكيثيا".

وبعد أسابيع قليلة، اختطفت قوات روسية إبراهيموفا واستجوبتها، وطالبوا بمعرفة مكان الذهب، وقد رفضت التعاون معهم.

وفي وقت لاحق، أجبرت القوات الروسية أمينة المتحف غالينا أندرييفنا كوشر، تحت تهديد السلاح، على الذهاب إلى المتحف، وطُلب منها الكشف عن مكان الذهب لخبير وعملاء روس. وبعد رفضها القيام بذلك، "اختُطفت كوشر أيضًا في وقت لاحق من منزلها في 30 أبريل/ نيسان الماضي، ولا يزال مكان وجودها مجهولًا حتى الآن".

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في تقرير نُشر في نهاية أبريل الماضي، أن القوات الروسية عثرت في نهاية المطاف على "كنز الذهب"، الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع قبل الميلاد، في قبو المتحف، وتمّ نقله إلى دونيتسك.

وقالت إبراهيموفا للصحيفة الأميركية إن الجيش الروسي عيّن الأوكراني إيفغيني غورلاتشيف مديرًا جديدًا للمتحف، والذي صرّح بأن المصنوعات الذهبية لم تكن للأوكرانيين فقط، ولكنها "ذات قيمة ثقافية كبيرة" لشعوب الاتحاد السوفيتي السابق.

واعتبرت الصحيفة البريطانية أن تصريح غورلاتشيف "يتضمّن كلمات مختارة بعناية لمحو التراث الأوكراني للكنز، واستبداله بالتراث السوفيتي، وهو ما يشير إلى عودة أوكرانيا إلى دائرة النفوذ والسيطرة الروسية".

وذكرت الصحيفة البريطانية أنه حتى الآن، تسبّبت القوات الروسية في تدمير أو إلحاق أضرار جسيمة بـ250 متحفًا ومؤسسة ثقافية وتراثية في أوكرانيا. وتمّ حرق 25 لوحة للفنانة الشعبية الأوكرانية ماريا بريماتشينكو، بعد إصابة متحف التاريخ المحلي في إيفانكيف بصاروخ. كما تعرّض متحف مدينة ماريوبول لأضرار بالغة جراء غارة جوية.

وسجّل مختبر مراقبة التراث الثقافي، الذي يديره متحف فيرجينيا للتاريخ الطبيعي بالاشتراك مع مؤسسة سميثسونيان، تدمير أكثر من 110 نصب تذكارية نتيجة القصف الروسي.

وبالإضافة إلى تدمير المتاحف وصالات العرض الفنية، فإن القوات الروسية متهمة بسرقة ما يقدّر بنحو 2000 عمل فني في أوكرانيا، بينها ذهب من ميليتوبول، ولفافة توراة مكتوبة بخط اليد، وإنجيل قيّم طُبع في البندقية عام 1811، من مدينة ماريوبول.

واعتبرت الصحيفة البريطانية أن "هذه السرقات الأخيرة تتماشى مع محاولات بوتين لمحو تاريخ أوكرانيا المستقلّ، والترويج لنموذجه التوسعي لإمبراطورية روسية جديدة".

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه في محاولة لحماية ما تبقّى من التراث، قام مواطنون بوضع "أكياس من الرمل" في محيط عدة آثار منتشرة في جميع أنحاء أوكرانيا، لحمايتها من العمليات العسكرية، لأنهم يدركون أن "تراثهم يتعرّض لهجوم مباشر".

ويحصّن رسامون ونحاتون أوكرانيون تماثيل كييف العريقة، ويجهّزون نسخًا طبق الأصل منها في حال أصابها القصف.

ودفعت الحرب بالنحاتين أيضًا إلى تحضير تماثيل طبق الأصل عن تلك الأساسية الموجودة في الميادين والساحات العامة، تحسبًا للأسوأ.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close