اختُتمت أنشطة وفعاليات عام "القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية" بمركز الهناجر للفنون في دار الأوبرا المصرية، بعد أن اختارتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" بوصفها واحدة من أكبر المدن تنوعًا ثقافيًا وحضاريًا.
وشهد العام الماضي نحو 150 فعالية ركّزت على التراث الإسلامي وتنوّعت بين الثقافة والفنون المختلفة والأنشطة الأكاديمية والبحثية.
وتختار "إيسيسكو" مدينة كل عام ضمن مشروعها المسمى "عواصم الثقافة للعالم الإسلامي"، والذي يهدف إلى التعريف بالمخزون الثقافي الإسلامي وإبراز جمالية مكوّنات تراثه المادي وغير المادي، وإسهامات علمائه وفنّانيه ومبدعيه في مجالات المعرفة والبناء الحضاري للإنسانية.
وستنتقل الراية إلى نواكشوط التي ستكون مهدًا لأنشطة متعددة طوال العام الجاري، تعكس تراث مدن العالم الإسلامي وثقافتها.
"ملتقى الثقافات العربية"
وأرجع أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار في جامعة القاهرة، جمال عبد الرحيم، اختيار القاهرة عاصمة للثقافة العربية إلى دورها الكبير في الحضارة العربية الإسلامية، وهي ملتقى الثقافات العربية.
وأضاف عبد الرحيم في حديث إلى "العربي" من القاهرة، أنه منذ عام 969 ميلادية، أصبحت اسم القاهرة هي عاصمة مصر حتى هذا الوقت، مشيرًا إلى أن القاهرة تحتوي على الكثير من الآثار المتنوعة والتراث العربي الإسلامي من أول دخول الإسلام إلى مصر على يد القائد عمرو بن العاص، مثل المساجد والجوامع.
وأوضح أن العاصمة كانت المركز الرئيسي الذي تنطلق منه الحضارات إلى كل الأقطار الإسلامية، ابتداءً من العصر الفاطمي ثم الأيوبي والمملوكي.
وعدّد عبد الرحيم عدة عوامل تساهم في الحفاظ على التراث في القاهرة، من بينها العامل البشري خاصة أن الآثار الإسلامية موجودة داخل المدن، وتوعيه السكّان المجاورين لها بأهمية المحافظة عليها، كما أن السلطات المصرية بدأت تهتم بالبنية التحتية للحفاظ على أساسات هذه الآثار لا سيما أن المياه الجوفية ومياه الصرف باتت تهدّدها.