يعتبر المغرب موطنًا للنيازك نظرًا لموقعه الجغرافي شمال غرب القارة الإفريقية وتكرار سقوط الأجسام النارية فيه، إذ تحوّل في السنوات الأخيرة إلى قبلة مفضلة لصائدي الصخور النيزكية، التي تضاهي في سعرها الذهب الأصفر.
ولم يجد العلماء والباحثون تفسيرًا لسبب سقوط النيازك في مناطق معينة أكثر من أخرى، مثل القارة الإفريقية حيث يمثل عدد النيازك الملتقطة فيها أكثر من سدس مجموع النيازك المكتشفة في العالم بأسره.
وكان سكان مناطق جنوب شرق المغرب على موعد مع حدث أثار تفاعلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اخترقت كرة نارية مضيئة سماء المنطقة ليلًا وتم توثيقها لحظة سقوطها قرب المدينة السياحية ورزازات، التي تبعد 3 ساعات عن مدينة مراكش.
وانتشار خبر سقوط الجسم المشع، وتداول مقاطع الفيديو التي تظهر لحظة سقوطه، كان حافزًا لصائدي الكنوز في الانطلاق برحلة البحث عن بقايا هذا الجسم، ومع حلول صباح اليوم التالي، ازدحمت جنبات طريق آيت ساون بالباحثين عن بقايا النيزك.
"ليس نيزكًا"
وعلّقت جمعية هدايا السماء للشهب والنيازك بمدينة السمارة، على الحدث وقالت: إن هذه الظاهرة المتكررة مسألة طبيعية باعتبار أن المغرب معروف بتساقط النيازك.
وقدمت شرحًا علميًا للظاهرة، موضحة في بيانها أنه يمكن لأي شخص رؤية الشهب بشكل واضح ومتكرر في الفضاء، وعند مرورها بسرعة عالية عبر الغلاف الجوي للأرض أو الغلاف الجوي لكوكب آخر، فإنها تحترق مشكلة كرة متلهبة من النار يمكن مشاهدتها في السماء بالعين المجردة، أما في حال لم تحترق وتمكنت من الارتطام بسطح الأرض، فعندها يطلق عليها اسم النيازك.
وقال مدير المرصد الفلكي بأوكايمدن زهير بنخلدون لوسائل إعلام محلية: إن المرصد التقط مرور "شهاب نيزكي لامع ومشع"، لافتًا إلى أن الجسم الذي رصد "ليس نيزكًا، بل شهاب نيزكي".
وقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا.
فقال محمد العكاري: نتمنى أن يكون النيزك قمريًا حتى يتم تسجيله كأول نيزك قمري يُشاهد.
أما ستيفان الشعراوي، فقد قال معلقًا على تهافت السكان وصائدي النيازك: "مقولة "السماء لا تمطر ذهبًا لا تنطبق على هؤلاء".
بدوره، اعتبر يوسف أبو سيلية أن "مشهد نزول الشهاب كان غاية في الجمال، وكل من شاهد لحظة سقوط النيزك كان محظوظًا".
وكانت قرية تيسنت جنوبي المغرب قد تحوّلت عام 2011 إلى قبلة لصيادي وهواة جمع الأحجار النيزكية، بعد أن شاهد السكان المحليون سقوط شهاب ناري في مكان قريب منهم.
وبعد العثور عليه بيع بمبلغ وصل إلى ألف دولار لكل غرام منه، ويوجد حاليًا في متحف التاريخ الطبيعي في لندن باسم نيزك تيسنت.