الإثنين 25 مارس / مارس 2024

هجوم أبو ظبي ليس الأول.. هل يعيق جهود تخفيف التوتر في الخليج ومحادثات فيينا؟

هجوم أبو ظبي ليس الأول.. هل يعيق جهود تخفيف التوتر في الخليج ومحادثات فيينا؟

Changed

قتل 3 أشخاص في الهجمات التي استهدفت أبو ظبي
قتل 3 أشخاص في الهجمات التي استهدفت أبو ظبي (تويتر)
يسلّط هجوم أبو ظبي الضوء على التهديد المستمر في المنطقة، مع نفاد الوقت أمام المفاوضات النووية مع إيران، وتصاعد التوترات في الخليج، واحتدام معارك مأرب.

شنّت جماعة الحوثي، اليوم الإثنين، أكبر هجوم لها على الأراضي الإماراتية، على الرغم من أن السلطات الإماراتية نفت حدوث هجمات سابقة.

ويأتي هجوم اليوم الذي طال العاصمة الإماراتية، في أعقاب تصاعد الهجمات البحرية في الأسابيع الأخيرة، مع دخول محادثات إحياء الاتفاق النووي مع إيران مرحلة حرجة، وتصاعد القتال في اليمن في معارك وُصفت بـ"الأعنف" في محافظة مأرب.

ورأت وكالة "اسوشييتد برس" أن هذه "الحوادث قد تُعيق الجهود الدبلوماسية لتخفيف التوترات في الخليج، ومحادثات فيينا لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015".

تهديد مستمر

وبعد سنوات من العلاقات المتوترة بينها، حاولت الإمارات والسعودية تليين مواقفها مع إيران، حيث شهدت بغداد 4 جولات من المحادثات السعودية- الإيرانية في محاولة لإعادة العلاقات بين البلدين. كما قام مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد بزيارة نادرة إلى طهران في 6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وعلى الرغم من ذلك، نقلت وكالة بلومبرغ عن فواز جرجس، أستاذ سياسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، قوله إن "محادثات الإمارات والسعودية مع إيران، سواء كانت سرية أو علنية، لم تكن كافية لإخفاء الخصومات الجيوسياسية والإستراتيجية التي تتكشّف باستمرار".

كما نقلت الوكالة عن توربيورن سولتفيدت، المحلل في شركة الاستخبارات المخاطر "فيرسك مابليكروفت"، قوله إن "الهجوم في أبو ظبي يُسلّط الضوء على التهديد المستمر ضد البنية التحتية المدنية والطاقة في المنطقة وسط التوترات الإقليمية المتزايدة".

وأضاف سولتفيدت أن "التقارير عن الأضرار التي لحقت بشاحنات الوقود والتخزين تثير قلق مراقبي سوق النفط، الذين يراقبون عن كثب مسار المحادثات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، لأنه مع نفاد وقت المفاوضات، يتزايد خطر التدهور الأمني في المنطقة".

وأكد أنه "ما لم تتمكّن دول مجلس التعاون الخليجي من إيجاد حل لنزع فتيل التوترات الإقليمية، أو ردع العداء من الدول الإقليمية والجهات الفاعلة غير الحكومية، فإنها ستظل عرضة للهجمات".

خيارات الردّ

وفي هذا الإطار، رأى الخبير العسكري الإستراتيجي فايز الدويري، في حديث إلى "العربي" من عمّان، أنّ أمام الإمارات خيارين بعد الهجمات الجوية، إما التفاوض مع الحوثي "من تحت الطاولة والالتقاء على نقطة متوسطة" (وهذا يستبعده في الوقت الراهن) أو "قيام التحالف بالتصعيد وإعادة وضع أولوية الأهداف".

وتوقّع أن "يتم الآن إعادة ترتيب وبرمجة الأولويات بحيث يتم توجيه الجهد الجوي إلى مدينة صنعاء لاستهداف مطارها وبعض النقاط والمعسكرات من أجل تحجيم قدرات الحوثي على إطلاق الصواريخ".

وشهد الخليج سلسلة من الهجمات على منشآت الشحن والنفط منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018. وألقت واشنطن باللوم في الهجمات على الميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك مقاتلي الحوثي في اليمن.

وفي الثاني من يناير/ كانون الثاني الحالي، احتجزت جماعة الحوثي سفينة "روابي" التي ترفع علم الإمارات جنوبي البحر الأحمر قبالة مدينة الحديدة اليمنية غربي البلاد. ورفضت الجماعة دعوة مجلس الأمن للإفراج عن السفينة. 

هجمات سابقة

وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات سابقة على الإمارات، وهي مزاعم نفاها مسؤولون إماراتيون.

ففي 3 ديسمبر 2017، أعلن الحوثيون استهداف مفاعل براكة للطاقة النووية في أبو ظبي بصاروخ كروز، إلا أن وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية نفت النبأ، مؤكدة عدم تعرّض البلاد لأي هجوم. كما قالت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات أنها "تمتلك منظومة دفاع جوي قادرة على التعامل مع أي تهديد من أي نوع، وأن مشروع مفاعل براكة محصّن ومنيع تجاه كل الاحتمالات".

كما أعلن الحوثيون استهداف مطار أبو ظبي الدولي في 26 يوليو/ تموز 2018 بطائرة مسيرة؛ غير أن الإمارات قالت إن الحادث الذي وقع في المطار تسبّبت به مركبة لنقل إمدادات.

في 27 أغسطس/ آب 2018، أعلن الحوثيون قصف مطار دبي الدولي بطائرة مسيّرة ردًا على ما وصفوه بـ"جرائم العدوان". إلا أن الإمارات نفت الأمر.

وبعدها بأيام، وتحديدًا في 1 سبتمبر/ أيلول 2018، أعلنت جماعة الحوثي قصف مطار دبي بطائرة مسيرة من طراز "صمّاد 3". لكنّ السلطات الإماراتية نفت ذلك.

دخول الإمارات الحرب في اليمن

وتدخّلت الإمارات في حرب اليمن في 26 مارس/ آذار 2015، في عملية عسكرية أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم" وشنّها التحالف بقيادة السعودية. وتألفت القوات الإماراتية من 5 آلاف جندي و30 طائرة حربية مقاتلة، تمركزوا داخل قواعد عسكرية ومراكز قيادة وتدريب خاصّة، في عدة مناطق ساحلية تقع على خليج عدن والبحر الأحمر، فضلًا عن قاعدة صرواح التي تقع بمحافظة مأرب شمالًا.

وبعد أربع سنوات من الحرب، وتحديدًا أواخر عام 2019، بدأت الإمارات الانسحاب من اليمن جزئيًا لتجنّب الهجمات على أراضيها، لكنها حافظت على صلاتها بالجماعات الانفصالية، وتحديدًا "ألوية العمالقة"، وزادت الضربات الجوية في الأسابيع الأخيرة.

وفي العاشر من يناير/ كانون الثاني الحالي، أعلنت قوات "ألوية العمالقة" استعادة السيطرة على محافظة شبوة شمالي البلاد من الحوثيين.

وتأسّست "ألوية العمالقة" أواخر عام 2015 في منطقة الساحل الغربي، وتضمّ 15 ألف مقاتل على الأقل. وقاتلت الحوثيين على طول شريط ساحلي يبلغ طوله 300 كيلومتر، من منطقة باب المندب حتى الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

مواجهات مأرب

وهدّدت جماعة الحوثي  الإمارات باستهدافها "في العمق" إذا استمرّت في "التصعيد" وتحديدًا بعد إحراز التحالف بقيادة السعودية تقدمًا ميدانيًا ملموسًا في محافظتي البيضاء وشبوة.

وأوضح مراسل "العربي" أن "طائرات التحالف تقصف بشكل مكثف في المناطق التي تدور فيها المواجهات في مأرب".

وأشار المراسل إلى أن "ألوية العمالقة تعمل بشكل دائم على إسقاط الطائرات المسيرة للحوثيين التي تدخل المواجهات في مأرب".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close