تناقلت وسائل إعلام خبرًا مفبركًا عن تعرّض سوريا لهجوم بسلاح دمار شامل من قبل إسرائيل، التي هاجمت مواقع عسكرية سورية منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ونقلت شبكة "روسيا اليوم" خبرًا بأن إسرائيل شنت هجومًا بقنبلة نووية تكتيكية على مدينة طرطوس التي تقع على الساحل السوري، وأن الإشعاعات لوثّت مساحات كبيرة هناك، وفق قولها.
"سلاح نووي محدود"
وقامت وسائل إعلام مصرية من بينها صحيفة "اليوم السابع" وصحيفة "الوطن"، بتلقف القصة وتداولها بكثرة، وأوردت في التفاصيل أن موقع "INDIA.COM" قال إنه "وفي خطوة صدمت العالم أجمع نفذت القوات الإسرائيلية غارة على مستودع أسلحة في طرطوس بسوريا يوم 16 ديسمبر/ كانون الأول 2024".
وتتكهن التقارير التي تعاملت مع الخبر المفبرك باعتباره صحيحًا بأن الضرر الناجم عن الضربة كان أكبر بكثير مما عُرف.
وزعمت أن الهجوم ربما تم استخدام سلاح نووي محدود. وأنه نتيجة للهجوم حدث زلزال بقوة 3 درجات على مقياس ريختر شعر به سكان مدينة إزنيك التركية، وفق قولها.
خبر مفبرك وموقع قليل المصداقية
ونشرت مواقع إخبارية سورية القصة نفسها لكن بطريقة تشكيكية، وأحدها نشرها تحت عنوان مثير متسائلة: "هل قصفت إسرائيل محافظة طرطوس بسلاح نووي؟".
ووفقًا لبرنامج "بوليغراف" على التلفزيون العربي، فإن الخبر المتداول زائف، ومصدره الأصلي هو موقع "انديا كوم" الهندي، قليل المصداقية، ويقول خبر الموقع: إن "الصاروخ النووي التكتيكي أطلق من سفينة إسرائيلية، واستهدف مستودعًا لصواريخ سكود".
ولم يذكر الموقع من أين استقى معلوماته ولا مصدرها، مكتفيًا بنسبه إلى خبراء ومعلقين ووسائل إعلام لم يسمها.
والحقيقة أنه لم تتعرض أي منطقة في سوريا لقصف بأي قنابل ذرية أو نووية من إسرائيل أو من غيرها، ومستوى الانبعاثات الإشعاعية في سوريا بل كامل شرق المتوسط لم يتغير، طبقًا لبيانات أكثر من جهة محلية وإقليمية ودولية، وأبرزها مركز الأبحاث الأوروبي المشترك للرصد البيئي للنشاط الإشعاعي.
