الأحد 18 مايو / مايو 2025
Close

هجوم بري عبر فصائل محلية.. هل هو خيار واشنطن المقبل ضد الحوثيين؟

هجوم بري عبر فصائل محلية.. هل هو خيار واشنطن المقبل ضد الحوثيين؟

شارك القصة

العملية تستهدف "استعادة مناطق إستراتيجية على الساحل الغربي" من الحوثيين - غيتي
العملية تستهدف "استعادة مناطق إستراتيجية على الساحل الغربي" من الحوثيين - غيتي
الخط
بحسب مسؤولين استندت إليهم "وول ستريت جورنال" فإن الفصائل اليمنية تستهدف استعادة مناطق إستراتيجية على الساحل الغربي، لا سيما ميناء الحديدة.

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن فصائل يمنية مدعومة إماراتيًا تتهيأ لشن هجوم بري واسع النطاق على الحوثيين، مستفيدة من الحملة الجوية الأميركية التي أضعفت البنية العسكرية للجماعة.

وبحسب مسؤولين استندت إليهم الصحيفة، فإن الفصائل اليمنية تستهدف استعادة مناطق إستراتيجية على الساحل الغربي، لا سيما ميناء الحديدة، في خطوة من شأنها توجيه ضربة قاصمة للحوثيين وقطع شريانهم الاقتصادي الحيوي.

خيار العمل البري

ورغم أن الولايات المتحدة لم تتخذ قرارًا نهائيًا بشأن دعم العملية، فإنها تبدي استعدادًا مبدئيًا لتقديم المشورة والغطاء السياسي، وسط تطلع حلفائها المحليين إلى إعادة ترتيب ميزان القوى بعد سنوات من الجمود العسكري والتأثير الإيراني المتزايد، وفقًا للصحيفة.

وعلى الرغم من تنفيذ الولايات المتحدة أكثر من 350 ضربة جوية منذ منتصف الشهر المنصرم، لم تحقق هذه الحملة النتائج المرجوة في تحجيم القدرات العملياتية للحوثيين أو احتواء هجماتهم المتكررة.

فقد واصلت جماعة الحوثي شن هجماتها، مستهدفة أصولًا عسكرية أميركية وأهدافًا إسرائيلية، في ما يمكن اعتباره رسائل ميدانية صريحة تشكك في فعالية التفوق الجوي الأميركي باعتباره أداة للردع.

توجه سعودي حذر

وفي المنطق العسكري فإن طبيعة الانتشار الحوثي يجعل من العمل البري خيارًا مطروحًا، رغم ما يحمله من تبعات سياسية وإنسانية قد تعيد تفجير النزاع في البلاد على نحو أوسع.

وفي الوقت الذي تتسرب فيه أخبار العملية البرية المحتملة في اليمن، تتجه السعودية للحذر، مبلغة واشنطن وحلفاءها اليمنيين بأنها لن تنخرط من جديد في تدخل مباشر، خشية تجدد هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيرة على مدنها، وفق تقديرات "وول ستريت جورنال".

هذا التوجس يعكس تحولًا في سياسة الرياض التي كانت سابقًا في طليعة التدخل العسكري، ويأتي في ظل تقاطع المسارات بين محادثات نووية أميركية إيرانية في مسقط، وحديث أميركي عن صفقة وشيكة في غزة.

بالمقابل، يجد اليمن نفسه مرة أخرى ساحة اختبار لتعقيدات التوازنات الإقليمية، حيث يتداخل المحلي بالإستراتيجي، وتتصادم رهانات الأمن القومي بمخاطر التورط المفتوح.

"العملية ستحقق نتائج إستراتيجية"

وفي هذا الإطار، يعتبر وكيل وزارة الإعلام اليمنية، فياض النعمان، أن الضربات الأميركية على الحوثيين "حققت نتائج تكتيكية على صعيد استهداف مخازن الأسلحة ومنصات الصواريخ".

ويرى في ضوء ذلك، ضمن حديثه إلى التلفزيون العربي من القاهرة، أن المعركة البرية "حتمية" من أجل ما اعتبره "إعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب، وعدم تعرض العالم للمخاطر من قبل الحوثيين عبر استهداف خطوط الملاحة البحرية، حسب رأيه.

ويقول النعمان، إنّ "هناك جرائم ارتكبت ضد اليمنيين من قبل الحوثيين، لهذا فإن فصائل الشرعية اليمنية جاهزة لكل السيناريوهات"، مشيرًا إلى توقف العمليات العسكرية في الحديدة منذ دخول اتفاق ستوكهولم حيز التنفيذ "الذي لم تنفذ بنوده"، وفق قوله.

ويضيف أن "العملية البرية يمكن أن تحقق نتائج إستراتيجية عبر تحرير الساحل الغربي من الحوثيين وهو ما سينعكس على الصعيد المحلي والإقليمي".

ويُوضح أن "لدى المجتمع الدولي أهدافًا، من بينها تأمين الطرق البحرية التجارية من هجمات الحوثيين"، مضيفًا أن "هذا يتقاطع مع العملية البرية الهادفة إلى تحرير الموانئ الإستراتيجية التي يستخدمها الحوثيون لتهريب الأسلحة من إيران".

ويضيف: "هناك محاولة من الحوثيين لاستعطاف الشعب اليمني عبر رفع شعار قضية فلسطين، في حين يدرك اليمنيون خطورة هذا المشروع على بلادهم، خاصة في ظل توظيف قضية فلسطين كواجهة لأجندات خاصة"، وفق رأيه.

"استغلال الفرصة"

من جانبه، يقول محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله (الحوثيون)، إن "الإمارات والسعودية لم تتمكنا من الحسم العسكري في اليمن".

ويضيف البخيتي في حديث إلى التلفزيون العربي" من صنعاء، أن "الإمارات والسعودية تستغلان انشغالنا في إسناد غزة لتحقيق تقدم ميداني في اليمن، وخاصة مع وصول ترمب إلى السلطة وإشعال جبهات اليمن"، حسب قوله.

ويلفت إلى أن "الضربات الأميركية فشلت في تحقيق أهدافها لهذا طرحوا الآن التدخل البري في اليمن عبر الاعتماد على المرتزقة على الأرض"، وفق وصفه.

ويقول: "بعد دعمنا لغزة، هناك من يحاول استغلال الفرصة واستثمارها في ظل انشغالنا"، مضيفًا: "نحن مستعدون للمواجهة في حال شنّ أي هجوم، وسيخرج المعتدون خاسرين، لكن في الوقت نفسه، من المهم الحفاظ على خفض التصعيد".

وختم بالقول: "هناك خشية لدى الإمارات والسعودية من ردّة فعلنا في حال جرى إشعال المنطقة وتصعيد التوتر من جديد".

"دعم أميركي لخصوم الحوثيين"

من جانبه، يرى جورجيو كافييرو، مدير مركز دراسات الخليج في واشنطن، أن "سعي الولايات المتحدة للحد من قدرات الحوثيين فشل على مدى شهر".

ويضيف كافييرو في حديث إلى "التلفزيون العربي" من واشنطن: "الولايات المتحدة تسعى إلى زيادة الدعم للقوات المناهضة للحوثيين على الأرض، خاصة أن هناك من يرى في واشنطن أن هذه الخطة قد تكون الأنجع لتحقيق الأهداف ضد الحوثيين".

ويشير إلى أن "مفاوضات واشنطن مع إيران في سلطنة عُمان ترتبط بممارسة ضغوط على طهران، لا سيما أن إدارة ترمب كانت ترى في الحوثيين وكلاء لإيران، خصوصًا بعد إضعاف محور المقاومة، بما في ذلك نظام بشار الأسد".

وتابع: "واشنطن ستحاول إقناع إيران بتقليص دعمها للحوثيين، إلا أن الجماعة باتت أكثر استقلالية في قراراتها".

ويعتبر كافييرو أن "السعودية تسعى إلى السلام من أجل تحقيق الازدهار الاقتصادي، خاصة أن المملكة لا ترغب في تكرار الهجمات التي تعرضت لها بالصواريخ والطائرات المسيّرة"، حسب رأيه.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي