الثلاثاء 15 أكتوبر / October 2024

هدنة غزة.. أبو زهري لـ"العربي": خطاب بايدن مرهون بالسلوك الإسرائيلي

هدنة غزة.. أبو زهري لـ"العربي": خطاب بايدن مرهون بالسلوك الإسرائيلي

شارك القصة

حديث خاص للقيادي بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" مع "العربي" - الأناضول
حديث خاص للقيادي بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" مع "العربي" - الأناضول
أكد القيادي في "حماس" سامي أبو زهري لـ"العربي" أنّ الحركة تتعاطى بجدية مع ما ورد في مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة.

تحدث القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سامي أبو زهري اليوم الأحد، عن موقف الحركة من المبادرة التي قدمها الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزة وإتمام صفقة تبادل الأسرى كما تطرق إلى فرص نجاحها وعلاقتها بالموقف الإسرائيلي.

وأكد أبو زهري في حديث مع "العربي" أنّ الحركة تتعاطى بجدية مع الخطوط العريضة التي وردت في خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن مقترح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ويأتي ذلك فيما دعت الدول الثلاث الوسيطة بين "حماس" وإسرائيل، قطر ومصر والولايات المتحدة، أمس السبت إلى "إبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها الرئيس بايدن.. والتي تجمع مطالب جميع الأطراف".

والمبادئ التي تحدث عنها الرئيس الأميركي هذا الأسبوع تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة بالسكان في القطاع، والإفراج عن المحتجزين بمن فيهم النساء وكبار السن والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين ودخول المساعدات إلى غزة.

هل تسلمت "حماس" مقترحًا رسميًا؟

في التفاصيل، فقد صرح أبو زهري في حديث إلى "العربي"، بأنّ "ما ورد في خطاب بايدن مرهون بالسلوك الإسرائيلي"، معتبرًا أن موقف تل أبيب في واد وتصريحات الإدارة الأميركية في واد آخر.

وشدد القيادي في "حماس" على أن الحركة قد "أثبتت مصداقيتها" بعد موافقتها سابقًا على مبادرة الوسطاء بينما رفضها الاحتلال.

وإذ لفت إلى أنّ الحركة وافقت على مضمون ما ورد في خطاب بايدن، أشار أبو زهري إلى أن "حماس" لم تتسلم ورقة محددة من الوسطاء، لكنها عبرت عن موقفها بشأن "المبادئ الرئيسية" التي وردت في خطاب الرئيس الأميركي.

واعتبر القيادي في حماس أن وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي ورفع الحصار هو المدخل الرئيسي لإنجاح أيّ اتفاق جديد مع الاحتلال.

ورغم صدور خطاب بايدن وما تضمنه، رأى أبو زهري أن سلوك الإدارة الأميركية على الأرض لا يزال يوفر غطاء للاحتلال في تعنت موقفها، حيث "لا تزال الإدارة الأميركية تمد الاحتلال بكل أسباب استمرار حربه على غزة".

هل هناك ضمانات حصلت عليها "حماس"؟

وردًا على سؤال حول ما إذا حصلت "حماس" على أية ضمانات من قبل الوسطاء لا سيما مع ورود بعض العبارات التي يحيط بها الغموض خصوصا عن المرحلة الثالثة ووقف إطلاق النار، يقول الدكتور سامي أبو زهري إن الحركة تبحث عن أي فرصة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني ولن يوفروا أي فرصة لتحقيق ذلك.

وعليه، يشرح أبو زهري أن مضمون خطاب الرئيس الأميركي بعيدًا عن تفاصيله كان يتحدث عن وقف إطلاق الحرب، وانسحاب الاحتلال من غزة، فضلًا عن الإعمار وتبادل الأسرى.

ويردف القيادي: "هذه الخطوط هي النقاط الرئيسية في موقف حركة حماس، ولا شك في أننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من التفاصيل وإجراء مفاوضات للتفاهم حولها.. إنما الخطوط العامة تتقاطع مع ما تريده حماس".

وكان بايدن قد أعلن يوم الجمعة الفائت، خريطة طريق اقترحتها إسرائيل تهدف إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار على مراحل ووفق شروط، مطالبًا حركة "حماس" بالقبول بها.

وأوضح الرئيس الأميركي أنّ المرحلة الأولى التي تستمرّ 6 أسابيع تتضمّن "وقفًا كاملًا وتامًا لإطلاق النار، وانسحاب القوّات الإسرائيليّة من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في غزّة، والإفراج عن عدد من المحتجزين بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيّين".

وبحسب بايدن، فسيتمّ التفاوض على الخطوط العريضة للمرحلة الثانية من هذه الخطة خلال وقف إطلاق النار، متابعًا أنّه إذا نجحت المفاوضات فقد يصبح وقف إطلاق النار "المؤقت.. دائمًا.. في حال وفت حماس بالتزاماتها". 

كما تتضمن المرحلة التالية انسحاب الجيش من غزة، وإطلاق سراح المحتجزين المتبقين الأحياء.

ما الذي يعرقل مقترح بايدن؟

في المقابل، يشدد أبو زهري أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يرفض وقف العدوان على غزة ويرد على كل المبادرات بمزيد من التصعيد.

ويردف القيادي في "حماس": "كنا نتوقع أن صدور قرار محكمة العدل بوقف العدوان خاصة في رفح، وبصدور قرار اعتقالات من الجنائيات الدولية سيكون كفيلًا بلجم الاحتلال ودفعه للتوافق؛ إنما كان الرد الإسرائيلي بالاتجاه الآخر؛ أي مزيدا من التصعيد بينما توفر الإدارة الأميركية غطاء لذلك".

في هذا الإطار، كان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد أمس السبت أنّ "شروط إسرائيل لوقف الحرب لم تتبدّل"، مشدّدًا على ضرورة "القضاء على قدرات حماس العسكرية وعلى الحكم، وتحرير كل الرهائن وضمان أن غزة لم تعدّ تشكّل تهديداً لإسرائيل"، وفق قوله.

وفيما يتعرّض نتنياهو لضغوط داخلية هدّد الوزيران من اليمين المتطرف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة إذا مضى قدمًا في مقترح بايدن.

إنما حصل رئيس الوزراء الإسرائيلي من جهة أخرى على دعم زعيم المعارضة يائير لابيد والرئيس إسحق هرتسوغ لإبرام اتفاق، على وقع تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب للمطالبة بالمضي قدماً في المقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة