مع دخول وقف إطلاق النار الجديد حيّز التنفيذ مساء الإثنين، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأطراف المتصارعة في السودان من انتهاك الهدنة.
وأكد في رسالة مصورة بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووجهها بشكل خاص إلى السودانيين، أن الولايات المتحدة والوسطاء في اتفاق الهدنة الجديد "سيحاسبون المخالفين من خلال فرض العقوبات وغيرها من الوسائل المتاحة".
وأضاف: "لقد ذللنا العقوبات من أجل التوصل لاتفاق إطلاق النار هذا، والآن تقع مسؤولية تنفيذه على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع".
وأشار إلى أن المباحثات التي جرت في جدة بشأن الأوضاع في السودان ركزت على أمر محدد يتمثل في "إنهاء العنف وتقديم المساعدة للشعب السوداني".
وأوضح الوزير الأميركي أن الحل الدائم للصراع الجاري بين الجنرالات في السودان يتطلب "أكثر" مما تم الاتفاق عليه في مباحثات جدة.
هدوء في الخرطوم
كما لفت بلينكن إلى أن السودانيين "هم من يتحملون مسؤولية تحديد مسار بلادهم"، وخاطبهم: "عليكم قيادة عملية سياسية لاستعادة الانتقال الديمقراطي وتشكيل حكومة مدنية".
ووعد بلينكن السودانيين باستمرار دعم الولايات المتحدة للحكومة الديمقراطية التي تمثل جميع طوائف الشعب.
واليوم، سادت أجواء هادئة نسبيًا، بعد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار لمدة أسبوع، مما عزز الآمال في إخماد صوت السلاح مؤقتًا.
مراسل "العربي" أكد أن الأجواء هادئة حتى اللحظة في مدينة الخرطوم، بينما تُسجل اشتباكات بين الطرفين في مدينة الأبيض.
وزاد اتفاق وقف إطلاق النار الآمال في استراحة من الحرب التي تسببت في نزوح وفرار نحو 1.1 مليون شخص من ديارهم، من بينهم أكثر من 250 ألف فروا إلى دول مجاورة.
قبل ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ.. معارك شرسة بين الدعم السريع والجيش#السودان pic.twitter.com/EWCrEMPcWo
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 22, 2023
وقال عاطف صلاح الدين (42 عامًا)، وهو من سكان الخرطوم: "أملنا الوحيد أن تنجح الهدنة حتى نتمكن من العودة إلى حياتنا الطبيعية والشعور بالأمان والعودة إلى العمل مرة أخرى".
آلية مراقبة للهدنة
وفيما استمر القتال خلال سريان فترات سابقة لوقف إطلاق النار، يعد وقف لإطلاق النار الحالي الأول من نوعه الذي يأتي بناء على اتفاق رسمي بين الجانبين بعد إجراء مفاوضات.
ويشمل الاتفاق آلية مراقبة يشارك فيها الجيش وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة، اللتين توسطتا في الاتفاق بعد محادثات في جدة.
وقبل وقت قليل من سريان وقف إطلاق النار، بثت قوات الدعم السريع رسالة صوتية من قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" شكر فيها السعودية والولايات المتحدة، لكنه حث رجاله على الصمود حتى النصر أو الشهادة.
وقال: "لن نتراجع إلا بإنهاء هذا الانقلاب ومحاكمة كل من أجرم في حق الشعب السوداني والعودة إلى المسار الديمقراطي". وتبادل الجانبان الاتهامات بمحاولة الاستيلاء على السلطة في بداية الصراع في 15 أبريل.
وحذر مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتيس أمس الإثنين من تزايد "الطابع العرقي" للصراع العسكري ومن تداعياته المحتملة على دول الجوار.
وقال بيرتيس في إفادة بمجلس الأمن الدولي: "الطابع العرقي المتزايد للصراع يهدد بإغراق البلاد في صراع طويل الأمد وبامتداد تداعياته إلى المنطقة".