الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

"هرمون الحب".. دراسة حديثة تعيد النظر بدوره

"هرمون الحب".. دراسة حديثة تعيد النظر بدوره

Changed

لهرمون "الأوكسيتوسين" دورًا متباينًا في مختلف السلوكيات
لهرمون "الأوكسيتوسين" دور متباين في مختلف السلوكيات - غيتي
استُخدم الهرمون في بعض الحالات لمعالجة اضطرابات التعلّق وحالات عصبية ونفسية أخرى، إلا أنّ المعلومات العلمية في شأن فعاليته لا تزال محدودة.

أعادت دراسة حديثة النظر في دور هرمون الأوكسيتوسين، الذي يُعرف بـ"هرمون الحب"، لناحية العلاقات العاطفية بين شخصين، وفي الرعاية التي توفّرها الأمهات لأبنائهنّ.

وأثبتت الدراسة، التي نشرتها مجلة "نورون" العلمية، أنّه على الرغم من إزالة المستقبلات المرتبطة بهذا الهرمون، بقيت فئران البراري قادرة على إنشاء علاقات قوية كثنائيات، فضلًا عن استمرار إناثها بالحَمْل وتوفير رعاية لصغارها.

وفئران البراري هي من أنواع الثدييات النادرة التي تستمرّ العلاقة بين ثنائياتها مدى الحياة، ما يجعلها مُناسبة جدًا لدراسات تتناول مواضيع مماثلة.

وفي دراسات سابقة، وعقب إعطائها دواء أوقف إفراز هرمون "الأوكسيتوسين"، أصبحت الفئران وحيدة، فيما عجزت الإناث منها عن إنتاج الحليب لصغارها.

غير أن الطبيب النفسي ديفاناند مانولي، وعالم الأحياء العصبية نيراو شاه، عملا بطريقة مختلفة في هذه الدراسة، إذ أنتجا فئران براري معدلة وراثيًا بطريقة تحرمها من وجود مستقبلات "الأوكسيتوسين" في جسمها.

وكانت النتيجة مفاجئة لهما، إذ لم تواجه الفئران المُعدّلة وراثيًا أي مشكلة في التزاوج مع فئران أخرى من النوع نفسه لم تخضع لأي تعديل، فيما لم تجد إناث الفئران المُعدّلة صعوبة في رعاية صغارها.

واعتُبرت نتيجة الاختبار مؤشرًا إلى أنّ "الأوكسيتوسين" ليس المحرّك الأساسي أو الوحيد للأحاسيس المرتبطة بتشكيل ثنائيات أو الرعاية التي توفّرها الأمهات للأبناء.

وقال ديفاناند مانولي، وهو أستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، في حديث إلى وكالة فرانس برس: إنّ "الجينات أثبتت عدم وجود نقطة تعطيل واحدة للسلوكيات التي تُعد ضرورية جدًا لاستمرار الأنواع".

سلوكيات معقدة جدًا

من جهة أخرى، أثبت البحث أنّ حرمان أحد طرفي الثنائي من مستقبلات "الأوكسيتوسين" سجّل آثارًا سلبية.

ولم تظهر فئران ذكور معدلة وراثية تمّ تزويجها إلى إناث غير معدّلة، العنف الذي كان يُسجّل في العادة عند مواجهتها إناث أخرى.

إلى ذلك، كان وزن الفئران الصغيرة التي أنجبتها الإناث المُعدّلة أقلّ من صغار الفئران غير المعدّلة، ما يشير إلى أنّ الأمهات التي خضعت لتعديل وراثي، لم يكن حملها صحيًا بما يكفي.

وأشار الباحثون إلى أنّ التجربة شملت فقط ثنائيات أحد أطرافها خضع لتعديل فيما الآخر من نوع "برّي"، موضحين أنّ الثنائيات المكوّنة من فئران معدلة حصرًا يمكن أن توفّر نتائج مختلفة.

وفي كل الأحوال، أظهرت الدراسة أنّ لهرمون "الأوكسيتوسين" دورًا متباينًا في مختلف السلوكيات.

وأشارت الدراسة إلى أنّ "الأوكسيتوسين" ليس سوى أحد العوامل الوراثية التي تتحكم في السلوك الاجتماعي.

واستُخدم "الأوكسيتوسين" في بعض الحالات لمعالجة اضطرابات التعلّق وحالات عصبية ونفسية أخرى، إلا أنّ المعلومات العلمية بشأن فعاليته لا تزال محدودة.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close