الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

"هزيمة الموت".. هكذا نجح علماء بإعادة إحياء أعضاء في جسم خنزير ميّت

"هزيمة الموت".. هكذا نجح علماء بإعادة إحياء أعضاء في جسم خنزير ميّت

Changed

نافذة على "العربي" حول اختبار علماء إعادة إحياء أعضاء في جسم خنزير ميّت (الصورة: غيتي)
تأتي هذه التجارب بعد محاولة باءت بالفشل لاستخدام قلب خنزير لإنقاذ رجل يحتضر من ولاية ميرلاند في الولايات المتحدة.

تمكن علماء من إعادة إحياء الدورة الدموية ووظائف الخلايا الأخرى داخل جسم خنزير بعد ساعة من وفاته، مستخدمين تقنية جديدة توفر سائلًا واقيًا للخلايا والأنسجة.

هذه النتائج، التي نُشرت يوم الأربعاء 3 أغسطس/ آب الماضي، في مجلة "نيتشر"، ستساعد في زيادة صحة الأعضاء البشرية أثناء العمليات الجراحية، وستطور تقنيات زرع الأعضاء.

وتأتي هذه التجارب بعد محاولة باءت بالفشل لاستخدام قلب خنزير لإنقاذ رجل يحتضر من ولاية ميرلاند في الولايات المتحدة.

إنجاز علمي وإنساني

وفي هذا الإطار، قال الدكتور أنور النويري مدير المركز الأردني لزراعة الأعضاء، إن العالم يعاني من زيادة أعداد مرضى الفشل العضوي بأعداد كبيرة مقارنة مع أعداد المتبرعين بعد حالات الموت الدماغي. 

وأضاف النويري في حديث لـ "العربي" من عمّان، أن تجارب نقل الأعضاء من الحيوان إلى الإنسان جاءت بسبب قلة أعداد المتبرعين، والسبب في اللجوء إلى الخنزير يكمن في كونه قريب جينيًا وتشريحيًا من جسم الإنسان.

ولفت النويري، إلى أن هذه العملية بدأت عندما قام العلماء بزراعة قلب خنزير لمريض عمره 57 عامًا وعاش شهرين، واعتبر ذلك إنجازًا علميًا وإنسانيًا، ولا سيما في التخلص من المشاكل الوراثية والمناعية والفيروسات.

وعام 2019 أذهل فريق من الباحثين في الولايات المتحدة الأوساط العلمية من خلال إحياء وظائف الخلايا في أدمغة الخنازير بعد ساعات قليلة من نحرها.

نوبة قلبية لدى خنازير مخدرة

وافتعل العلماء لهذا الغرض نوبة قلبية لدى خنازير مخدرة، ممّا أوقف تدفّق الدم وحرم خلاياها من الأكسجين، علماً أن خلايا الثدييات تموت في غياب الأكسجين.

وما هي إلّا ساعة، حتى حقنوا جيف الحيوانات بسائل يحتوي على دم سحب من الخنازير وهي حية، وشكل اصطناعي من الهيموغلوبين (البروتين الذي يحمل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء)، إضافة إلى أدوية تحمي الخلايا وتمنع تكون جلطات الدم.

وأدى ذلك إلى تدفّق الدم مجددًا وعاودت خلايا عدة العمل خلال الساعات الست التالية، ومنها تلك الموجودة في الأعضاء الحيوية كالقلب والكبد والكليتين.

وبحسب المعدّ الرئيسي للدراسة الباحث في جامعة ييل نيناد سيستان، فإن هذه الخلايا كانت تعمل بعد ساعات بينما لم يكن من المفترض أن تعمل، وهذا يدل على إمكان وقف اختفاء الخلايا.

إلّا أنّ هذه التقنية تثير جدلاً بشأن عددٍ من المسائل المتعلّقة بالطب والأخلاقيات وحتّى المفاهيم الفلسفية.

وحذر أخصائي الأخلاقيات الحيوية في كلية غروسمان للطب في جامعة نيويورك برندان بارنت في تعليق أوردته "نيتشر" بالتوازي مع الدراسة، من أن هذه التقنية قد تؤدي إلى "زيادة عجز الأشخاص الذين تم إنعاشهم عن الخروج من وضع تلقي المساعدة الطبية الحيوية".

وفي ضوء هذه الدراسة، يتبيّن أنّ أمورا كان يُعتقد ألا رجعة فيها؛ هي الواقع ليست كذلك. فوفقًا للتعريف الطبي الحالي للوفاة، قد لا يكون الشخص ميّتًا فعليًا، إذ يستمر عمل بعض عمليات الجسم لفترة زمنية معينة بعد توقف وظائفه.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close