تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنّه لإحراق مقر حزب "المؤتمر الوطني" في مدينة بربر السودانية مؤخرًا.
وبالتحقيق في صحة الفيديو، وجد موقع "مسبار" لمكافحة الإشاعات والأخبار الكاذبة أن الفيديو مضلّل وقديم ونُشر على مواقع التواصل الاجتماعي في 20 ديسمبر/ كانون الأول 2018.
وتمّ تداول الفيديو بعد إعلان حزب "المؤتمر الوطني" في حسابه على فيسبوك بتاريخ 17 سبتمبر/ أيلول الحالي، إدانته "للاستهداف الممنهج للمقرّات الحكومية ومقرّات الشركات الوطنية من قبل مرتزقة الدعم السريع".
ويتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بإحراق مؤسسات وهيئات حكومية وسط العاصمة الخرطوم، بينما ما تزال الاشتباكات متواصلة بين الطرفين.
حلّ الحزب الحاكم وإحراق مقرّاته
وفي ديسمبر 2018، احتشد متظاهرون ضدّ الغلاء ورفع الأسعار وأحرقوا دار حزب المؤتمر الوطني الحاكم في مدينة بربر السودانية حينها.
وفي 19 ديسمبر من العام نفسه، اندلعت احتجاجات ومظاهرات إثر تردّي الأوضاع المعيشية، وطالبت بإسقاط نظام الرئيس السوداني آنذاك عمر حسن البشير.
وتواصلت الاحتجاجات إلى أن قام الجيش السوداني بإزاحة البشير من السلطة في العاشر من أبريل/ نيسان 2019، وتشكيل مجلس انتقالي عسكري.
وأصدرت السلطات الانتقالية في السودان، في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019، قانونًا ينصّ على حلّ حزب "المؤتمر الوطني" الذي كان يتزعّمه البشير، ومصادرة أمواله ومنع رموزه من ممارسة العمل السياسي لعشر سنوات على الأقل.
لكن في مايو/ أيار 2021، عقد مجلس شورى حزب "المؤتمر الوطني" أول اجتماع له منذ الإطاحة بالبشير، رفض خلاله قرار حلّه الذي وصفه بأنّه "قرار سياسي لم يصدر عن هيئة قضائية".
وقرّر الحزب استمرار البشير في رئاسته لحين إكمال دورته، داعيًا إلى عودة الفترة الانتقالية لمسارها الطبيعي، لإعداد البلاد لانتخابات عامة في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023.