"هل تريد أن أُقتل على الهواء؟".. مهدي حسن يتسبب في طرد ضيف أميركي
لم يكن النقاش على CNN NewsNight بين الصحافي البريطاني-الأميركي مهدي حسن والمعلق المحافظ رايان جيمس غيردوسكي مجرد تبادل للرأي، بل لحظة انقشع فيها غطاء الكلمات، ليكشف عن نبرة عدائية واضحة.
فأثناء النقاش حول خطاب انتخابي للرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب، أطلق غيردوسكي تعليقًا مثيرًا للجدل موجهًا لحسن: "أتمنى ألا ينفجر جهاز البيجر لديك".
هذا التعليق، الذي حاول غيردوسكي لاحقًا تبريره كمزحة، لم يكن بريئًا. بل كان إشارة ضمنية إلى هجمات إسرائيلية حديثة استخدمت أجهزة بيجر مفخخة ضد عناصر من حزب الله.
وأدرك مهدي حسن، المعروف بانتقاداته الحادة لإسرائيل ودعمه للقضية الفلسطينية، على الفور حجم الاستفزاز. صدمته كانت واضحة في رده: "هل قلت للتو إنني يجب أن أُقتل على الهواء؟".
وتدخلت مقدمة البرنامج آبي فيليبس بسرعة بعد الفاصل الإعلاني، وأعلنت استبعاد غيردوسكي ووجهت اعتذارًا صريحًا: "هذا التعليق تجاوز كل حدود اللياقة. لدينا معايير واضحة هنا، ولن نسمح بخطاب يفتقر إلى الاحترام".
"أشكال العنصرية والكراهية"
ولم تكتف القناة الأميركية بالاعتذار، بل أصدرت بيانًا رسميًا أكدت فيه "عدم التسامح مع أي شكل من أشكال العنصرية أو الكراهية"، وأعلنت أن غيردوسكي لن يعود إلى شاشاتها.
غيردوسكي، في محاولة يائسة لتخفيف تداعيات تصريحاته، وصف ما قاله بأنه مجرد "مزحة". لكنه لجأ في الوقت ذاته إلى الهجوم، متهمًا الشبكة بازدواجية المعايير.
هذه الحادثة لم تكن مجرد خلاف عابر؛ بل عكست واقعًا أعمق عن كيفية تعاطي الإعلام مع الصحافيين الذين يجهرون بمواقفهم، خصوصًا حين يتعلق الأمر بالدفاع عن قضايا كالقضية الفلسطينية.. وهو ما بدا واضحًا في التفاعل الكبير مع القصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
"عقيدة الفاشية"
وقالت النائبة في الكونغرس الأميركي رشيدة طليب: "قناة CNN لعبت دورًا مركزيًا في تطبيع هذا النوع من الكراهية العلنية ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين. من المؤسف أن نرى مثل هذه التصريحات المقززة تبث على شاشتها بهذه العفوية، دون أي استغراب".
من جهتها، قالت الكاتبة النيوزيلندية دانا ميلز مجاب: "الهجوم الذي شنه رايان غيردوسكي في مناظرة مباشرة على CNN يكشف الكثير ويفضح العقيدة الفاشية التي سهلت المجازر العشوائية في فلسطين والآن في لبنان. وتتمثل هذه العقيدة في اعتبار أي شخص يدعم تحرير الفلسطينيين هدفًا مشروعًا للقتل".
أمّا المحامية والكاتبة البريطانية شولا موس شوغباميمو فقالت: "هذا ما يحدث عندما يتم تطبيع الصهيونية العنصرية. يدعي غيردوسكي كذبًا أن مهدي حسن قال "حماس" بينما أوضح أنه قال "أنا أدعم الفلسطينيين". وهو الآن يتظاهر بأن عبارته كانت مجرد مزحة. الأقنعة قد سقطت، الصهيونية تعزز الكراهية تمامًا كما يفعل تفوق العرق الأبيض. كن مناهضًا للصهيونية".