في الأسابيع الأخيرة، ظهرت مجموعة من المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا، مثيرة مخاوف من أن تكون أكثر عدوى أو أكثر فتكًا، أو أنها تتفادى المناعة المكتسبة عن طريق العدوى أو اللقاحات السابقة.
وتثير ثلاثة أنواع جديدة من الفيروس القلق، أحدها من المملكة المتحدة، وثانٍ من جنوب إفريقيا، والأخير من البرازيل، إذ تشترك جميعها في مجموعة متشابهة من الطفرات في البروتين الشوكي للفيروس، وهو الجزء الذي يرتبط بالخلايا البشرية، لكنها ليست متطابقة.
وبحسب كبير المستشارين العلميين في الحكومة البريطانية السير باتريك فالانس، فإنَّ المتحوّر البريطاني قد يزيد معدل الوفيات بنسبة 30% أسرع من الفيروس الأصلي، أي أن من بين ألف شخص في الستينيات من العمر مصاب بالنوع القديم، من المتوقع أن يموت عشرة منهم، لكن هذا يرتفع إلى حوالي 13 مع المتحور الجديد.
ويعتقد علماء أن ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا في وقتٍ واحد، هو نتاج ضغوط تطورية مشتركة، وأنّ الإصابة الطويلة الأمد بكوفيد-19 مكّنت الفيروس من التحوّر بكفاءة أكبر.
اللقاحات والسلالة الجديدة
تعتقد شركتا فايزر وأسترازينيكا أن لقاحاتهما ستعمل ضد الفيروس المتحوّر الذي ظهر في بريطانيا، وهناك بعض المؤشرات إلى أن المتحوّر الذي ظهر في جنوب إفريقيا قد ينتهي به الأمر إلى تجنب الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات أو العدوى الطبيعية، ولكن من غير المحتمل أن يتوقّف اللقاح فجأة عن العمل، ومن المرجَّح أن تصبح أقلّ فعالية مع متغيرات الفيروس.
وتميل فيروسات الجهاز التنفسي إلى التحوّر بمرور الوقت، ويلزم تعديل اللقاحات باستمرار لمواكبتها، كما يحدث كل عام مع لقاح الإنفلونزا الموسمية.
وفيما يتعلق بتحديث لقاحات فيروس كورونا، فإنّ التغييرات المطلوبة بسيطة، وهي أربعة أو خمسة فقط لأكثر من 1000 حمض أميني لبروتين السنبلة، ومن الممكن إنتاج لقاحات جديدة بسرعة وبدون موافقة تنظيمية، مع العلم أن تغير لقاحات "أر.أن.إيه" الجديدة أسرع من تغيير اللقاحات التقليديّة.