يوضح أستاذ علم وظائف الأعضاء البشرية والتطبيقية في جامعة "بورتسموث" مايك تيبتون أن هناك اعتقادًا راسخًا منذ فترة طويلة بأن السباحة في المياه الباردة ممارسة مفيدة للصحة، حسب تقرير نشرته صحيفة" الغارديان" البريطانية.
فمن المراحيض الرومانية إلى حمامات توماس جيفرسون للقدمين، لطالما اعتُبر الغطس في الماء البارد علاجًا فعالًا. ولكن هل يدعم العلم الحديث فكرة تعزيزه للمناعة؟
هل يعزز الغطس في الماء البارد المناعة؟
وفي هذا الإطار، يقول تيبتون: "بينما يُنشّط الغطس في الماء البارد الجسم، إلا أنه لا يُقوّي جهاز المناعة".
ويضيف "عندما تغمر نفسك في الماء البارد، يُصاب جسمك بصدمة البرد، فيتسارع تنفسك، ويرتفع معدل ضربات قلبك، وترتفع مستويات هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول".
وقد يُفسر هذا شعور الناس بمزيد من اليقظة أو النشاط بعد الغطس في الماء البارد. ولكن هل هذا يعني أنك أقل عرضة للإصابة بالأمراض؟.
تُركز العديد من الدراسات حول التأثيرات على نشاط الخلايا المناعية في الدم - والذي يمكن أن يزداد بعد التعرض للبرد - ولكن هذا لا يُترجم دائمًا إلى انخفاض في الإصابات.
ويقول تيبتون: "من السهل انتقاء النتائج بعناية".
ويشير إلى دراسة هولندية يُستشهد بها كثيرًا، حيث وجدت أن الأشخاص الذين أنهوا استحمامهم اليومي بالماء الساخن بمدة لا تقل عن 30 ثانية تحت الماء البارد، قد حصلوا على عدد أقل من أيام الإجازات المرضية بنسبة 29%.
وبينما تُستخدم هذه الدراسة غالبًا كمثال على فوائد الاستحمام بالماء البارد، إلا أن هؤلاء المشاركين أبلغوا في الواقع عن نفس عدد الإصابات بالمرض التي سجّلها أولئك الذين لم يستحموا بالماء البارد.
ويقول تيبتون: "قد يعكس ذلك زيادة في القدرة على التحمل أو مجرد رغبة في الاستمرار بسبب كونهم جزءًا من الدراسة"، وليس بالضرورة تحسنًا في المناعة.
وقد يكون السبب أيضًا أن من يسبحون بانتظام في برد الشتاء يتمتعون بأسلوب حياة صحي بشكل عام.
فقد وجدت دراسة حديثة أجراها فريق تيبتون أن السباحين في الداخل والخارج يعانون من التهابات تنفسية أقل من غير السباحين، مما يشير إلى أن التمرين، وليس البرد، هو السبب.
وفيما يشير إلى أن البرد الشديد "ضار"، يقول تيبتون: "إذا انخفضت درجة حرارة الجسم بشكل كبير، فقد يؤدي ذلك إلى تثبيط جهاز المناعة"."
ويخلص قائلًا "نصيحة؟ إجعلها قصيرة (أي التعرض للماء البارد) – لا تتجاوز 90 ثانية".
