الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

واجه ظروفًا صعبة وصعد سلّم الحزب الشيوعي.. من هو الرئيس الصيني شي جينبينغ؟

واجه ظروفًا صعبة وصعد سلّم الحزب الشيوعي.. من هو الرئيس الصيني شي جينبينغ؟

Changed

إضاءة على انتخاب شي جين بينغ رئيسًا للصين لولاية ثالثة (الصورة: رويترز)
 كان والده شي تشونغ شون بطلًا ثوريًا وأصبح نائبًا لرئيس الوزراء، لكن ماو تسي تونغ عاقبه خلال الثورة الثقافية.

مثبتًا موقعه باعتباره أقوى زعيم للصين منذ أجيال، فاز شي جينبينغ الجمعة بولاية ثالثة على رأس البلد الآسيوي إثر عملية تصويت في البرلمان.

وكانت نتيجة عملية التصويت واضحة إذ انتخب بـ 2952  صوتًا مقابل عدم تصويت أي نائب ضده وعدم امتناع أي نائب عن التصويت.

ولم تكن هناك أي شكوك حول نتيجة الاقتراع إذ تقوم الجمعية الوطنية الشعبية عمليًا بالمصادقة على قرارات الحزب الشيوعي الحاكم.

وعمل شي جينبينغ، الذي يشيد التأريخ الرسمي للحزب الشيوعي الصيني باستمرار بمسيرته من العمل القسري في الريف واختبار حياة الفلاحين القاسية إلى صعوده ببطء هرم السلطة وعمله الجاد،  بصبر على ترسيخ سلطته.

لكن الرئيس الصيني لا يكافح "من أجل السلطة بسبب رغبته في السلطة وحدها"، وفق ما يعتقد ألفريد ل. تشان مؤلف كتاب عن حياة شي، بل يوضح أنه "يسعى إلى السلطة (ويستخدمها) كأداة لتحقيق رؤيته" لمستقبل بلاده.

"الحلم الصيني"

ويقول كاتب سيرة آخر للرئيس الصيني هو أدريان غيغس: "لديه فعلًا رؤية للصين ويريد أن يراها أقوى دولة في العالم"، معتبرًا أن شي ليس مدفوعًا برغبة في الإثراء خلافًا لما قيل عن ثروته العائلية في وسائل الإعلام الدولية.

ويقع الحزب الشيوعي في قلب هذه الرؤية التي يسميها شي "الحلم الصيني" أو "النهضة العظيمة للأمة الصينية".

ولم تكن طفولته تدل على أنه سيرتقي إلى أعلى منصب في الحزب الشيوعي الصيني. كان والده شي تشونغ شون بطلًا ثوريًا وأصبح نائبًا لرئيس الوزراء، لكن ماو تسي تونغ عاقبه خلال الثورة الثقافية. وقال الكاتب ألفريد ل. تشان إن "شي وعائلته تلقيا معاملة قاسية".

وفقد شي جين بينغ مكانته بين ليلة وضحاها ويبدو أن أختًا له من أبيه انتحرت بسبب الاضطهاد. وقال هو نفسه إن زملاء المدرسة ابتعدوا عنه. وهي تجربة يقول عالم السياسة ديفيد شامبو إنها ساهمت في منحه "إحساسًا بالانفصال العاطفي والنفسي والاعتماد على الذات منذ سن مبكرة".

وأُرسل شي في سن الخامسة عشرة للعمل في ظروف قاسية في الريف حيث كان ينقل الحبوب وينام في مسكن يشبه مغارة حُفر على سفح تلة ويقول إن "قسوة العمل صدمته" خلال هذه الفترة.

كما روى لصحيفة واشنطن بوست في 1992 عن جلسات اضطر خلالها لإدانة والده. قال حينذاك "حتى إذا كنت لا تفهم أنت مجبر على الفهم". وأضاف أن "ذلك يجعلك تنضج قبل الأوان".

يقول كاتب سيرته الفرد أل. تشان: إن هذه الطفولة القاسية حبته بذهن متقد. وبسبب ما حصل لوالده، رُفض طلبه بالانضمام إلى الحزب الشيوعي مرات عدة قبل أن يقبل.

وفي 1974 أصبح شي زعيمًا للحزب في قرية. وقد بدأ على حد قول غيغس "من مستوى منخفض جدًا"، وتسلق سلم السلطة إلى أن صار حاكم مقاطعة فوجيان في 1999 ثم زعيم الحزب في تشيجيانغ في 2002 وأخيرًا في شنغهاي في 2007. وبعد وفاة ماو، رُد الاعتبار لوالده في نهاية سبعينات القرن الماضي مما عزز موقعه. وإثر طلاقه من زوجته الأولى، تزوج شي من مغنية الأوبرا بينغ ليوان في 1987 عندما كانت أكثر منه شهرة.

"وريث الثورة"

هذا في حين تعتقد تساي شيا وهي مسؤولة سابقة في الحزب الشيوعي الصيني تعيش في المنفى في الولايات المتحدة أنه "يعاني من عقدة نقص، نظرًا لأنه تلقى تعليمًا أقل من قادة كبار آخرين في الحزب الشيوعي الصيني". في حين قال تشان إن شي اعتبر نفسه دائمًا "وريثًا للثورة".

وفي 2007، عيّن في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، أعلى هيئة لصنع القرار في الحزب.

وكتب براون أن أهمية الحزب واضحة وكذلك مهمته وهي أن "يعيد للصين عظمتها". لكن من الواضح أيضًا أنه يخشى أن تضعف قبضته على السلطة.

وقال غيغس: "كان انهيار الاتحاد السوفياتي والاشتراكية في أوروبا الشرقية صدمة كبيرة"، موضحًا أن شي يعزو الانهيار إلى الانفتاح السياسي.

وتابع: "لذلك قرر أن هذا لا ينبغي أن يحدث للصين، ولهذا السبب يريد قيادة قوية للحزب الشيوعي مع زعيم قوي".

وحول الولاية الثالثة للرئيس الصيني تقول الصحافية في مجموعة الصين للإعلام فيحاء وانغ شين: إن هذا الأمر غير مسبوق في تاريخ الصين ويعني وضعًا جديد لها وللعالم.

وتوضح وانغ شين في حديث لـ"العربي" من بكين إنها تعني بالوضع الجديد للعالم "هو أن السياسات الصينية نحو البلدان الأخرى ستتواصل وموقف الحكومة الصينية سيكون أقوى من الماضي، خاصة تجاه مسألة تايوان وملف الحرب الروسية الأوكرانية حيث كان موقف الصين حياديًا".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close