الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

واشنطن "تأسف" بعد انتخاب رئيسي.. "فرصة وجيزة" لاستعادة الاتفاق النووي

واشنطن "تأسف" بعد انتخاب رئيسي.. "فرصة وجيزة" لاستعادة الاتفاق النووي

Changed

أصبح إبراهيم رئيسي الرئيس الثامن لإيران بعد فوزه في الانتخابات التي جرت الجمعة (غيتي)
أصبح إبراهيم رئيسي الرئيس الثامن لإيران بعد فوزه في الانتخابات التي جرت الجمعة (غيتي)
أعربت الولايات المتحدة عن "أسفها" لأنّ الايرانيين لم يتمكّنوا من المشاركة في "عملية انتخابية حرّة ونزيهة" في الانتخابات الرئاسيّة التي شهدتها إيران.

أثار إعلان فوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي السبت في الانتخابات الرئاسية الإيرانية ردود فعل متباينة، إذ أملت روسيا أن يكون مؤشّرًا إلى استقرار إقليمي أكبر، بينما انتقده أطراف آخرون بأشد العبارات.

وفي هذا السياق، أعربت الولايات المتحدة عن "أسفها" لأنّ الايرانيين لم يتمكّنوا من المشاركة في "عملية انتخابية حرّة ونزيهة" في الانتخابات الرئاسيّة التي شهدتها إيران.

وقال متحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة إنّ "الإيرانيّين حرموا من حقّهم في اختيار قادتهم في عمليّة انتخابيّة حرّة ونزيهة".

وأضاف أنّ الولايات المتحدة ستُواصل رغم ذلك المفاوضات غير المباشرة مع إيران للعودة إلى الاتّفاق النووي الذي أبرم عام 2015 وانسحب منه الرئيس السابق دونالد ترمب.

"فرصة وجيزة" لاستعادة الاتفاق النووي

من جهتها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مساعدين كبار للرئيس الأميركي جو بايدن اعتقادهم أنّ صعود حكومة متشدّدة في إيران قد يمنح الإدارة الأميركية "فرصة وجيزة" لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015.

وقال المسؤولون، الذين يتفاوضون مع مسؤولين إيرانيين في فيينا: إنّ الأسابيع الستة المقبلة قبل تنصيب إبراهيم رئيسي تقدّم نافذة فريدة للتوصّل إلى اتفاق نهائي مع القيادة الإيرانية بشأن "قرار مؤلم" كانت تؤجّله بحسب وصفه أولئك المسؤولين الإيرانيين.

كما أشارت "نيويورك تايمز" إلى أنّ المسؤولين في كل من واشنطن وطهران يؤكّدون أنّ المرشد علي خامنئي يريد استعادة الاتفاق النووي مع الغرب.

تهاني للرئيس الإيراني الجديد

في المقابل، أمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعزيز العلاقات بين موسكو وطهران مع توجيهه رسالة تهنئة إلى نظيره الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي.

وقال بوتين في برقية نقل الكرملين مضمونها: "آمل أن يساهم عملكم في هذا المنصب الرفيع في تطوير مقبل للتعاون الثنائي البنّاء في حقول مختلفة وفي شراكتنا في الشؤون الدولية". وذكّر أيضًا بأن العلاقات بين البلدين كانت "تقليديًا (علاقات) ود وحسن جوار".

وهنّأ الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الرئيس الإيراني الجديد، آملًا في أن يصبّ انتخابه في مصلحة الشعب الإيراني.

كما أرسل قادة قطر والكويت وسلطنة عمان والإمارات برقيات تهنئة لرئيسي، وفق ما أفادت وكالات أنباء تلك الدول.

منظمة العفو: رئيسي يجب أن يخضع للتحقيق

ومن المواقف اللافتة من انتخاب رئيسي، كان ما أعلنته منظمة العفو الدولية التي ندّدت بالأمر، مؤكدةً أن الرئيس الجديد يجب أن يخضع لتحقيق في قضايا "جرائم ضد الإنسانية" و"قمع عنيف" لحقوق الإنسان.

واعتبرت المنظمة في بيان أن "واقع وصول إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة بدلًا من إخضاعه للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية وجرائم قتل وإخفاء قسري وتعذيب، هو تذكير قاتم بأن الإفلات من العقاب يسود في إيران".

واتّهمت المنظمة أيضًا رئيسي بأنه "ترأس حملة قمع وحشية ضد حقوق الإنسان"، حين كان رئيسًا للسلطة القضائية في السنتين الأخيرتين، مضيفة أن حملة القمع طالت "مئات المعارضين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان وأفراد أقليات مضطهدة اعتُقلوا بشكل تعسفي".

مسؤولية مضاعفة على رئيسي

رغم ذلك، يرى الباحث السياسي صالح قزيوني أنّ الطريق معبّدة أمام رئيسي بعدما وضع الشعب ثقته به، وهو سينال ثقة المرشد الأعلى والبرلمان، وبالتالي فلا أعذار أو مماطلات أو تلكؤات ستكون مقبولة من جانبه.

ويشير قزيوني، في حديث إلى "العربي"، من طهران، إلى أنّ المسؤولية تضاعفت على رئيسي وعليه أن يكون فعّالًا ويبذل المزيد من الجهود لينتشل الشعب الإيراني من محنه ومشاكله.

كيف ينعكس انتخاب رئيسي على الملف النووي؟

وفيما يعرب عن اعتقاده بوجود تسوية وحلحلة في الملف النووي الإيراني، يلفت إلى أنّ الجانب الأميركي ماطل في المفاوضات النووية حتى يرى ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية، وقد وصل إلى قناعة بأنّ من سيتولى قيادة البلاد على مدى 4 سنوات قادمة هو التيار المحافظ أو الأصولي.

لكن، بخلاف ما يتمّ تصويره عن هذا التيار أنّه لن يتفاوض أو غير ذلك، يرجّح قزيوني أن يكون الأمر مغايرًا، لافتًا إلى أنّ الرئيس الجديد سيتعامل بمبدأ المرونة مقابل المرونة والتشديد مقابل التشديد.

ويخلص إلى أنّ القضية لا تتعلق في النهاية بالرئيس أو حتى المرشد بقدر ما تتعلق بالمجلس الأعلى للأمن القومي الذي تقع على عاتقه القضايا الاستراتيجية، لكنه يشير إلى أنّ لدى الرئيس هامشًا من الحرية في طريقة التعامل والتعاطي مع هذه الملفات.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close