دعت السلطات اليابانية، صباح اليوم الثلاثاء، سكّان منطقتين في شمال شرق البلاد للاحتماء بعد إطلاق بيونغيانغ صاروخًا بالستيًا حلّق فوق أراضيها قبل أن يسقط في المحيط الهادئ، في تجربة صاروخية لم تسفر عن إصابات بشرية أو أضرار مادية.
وعلى الفور، أعلن البيت الأبيض أنّ الولايات المتّحدة تشاورت مع اليابان وكوريا الجنوبية للردّ "بقوة" على إطلاق كوريا الشمالية هذا الصاروخ، حيث أجرى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان محادثات منفصلة مع نظيريه الكوري الجنوبي والياباني لبلورة رد "دولي مناسب وقوي".
"تحذير على الشاشات"
وفي حدث نادر، تسبّبت هذه التجربة الصاروخية لبيونغيانغ بتفعيل نظام الإنذار المبكر "جي-أليرت" في اليابان، إذ ظهر على شاشات التلفزيون الوطني "إن إتش كي" تحذير يدعو سكان المناطق الشمالية والشمالية الشرقية للاحتماء داخل مبان، أو تحت الأرض.
وقال المتحدّث باسم الحكومة هيروكازو ماتسونو للصحافيين: "نحن نحلّل التفاصيل، لكنّ الصاروخ حلّق فوق منطقة توهوكو اليابانية ثم سقط في المحيط الهادئ خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان"، مؤكدًا أن التجربة لم تتسبّب بأيّ إصابات بشرية أو أضرار مادية.
وتأتي هذه التجربة بعد إطلاق كوريا الشمالية، السبت الماضي، مقذوفات يُشتبه في أنّها صواريخ بالستية، قال خفر السواحل الياباني إن 2 منها تم إطلاقهما من بيونغيانغ.
وسارع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بدوره، إلى التنديد بتحليق الصاروخ فوق أراضي بلاده، معتبرًا أن ما حصل "عمل عنف يأتي عقب عمليات إطلاق متكرّرة وحديثة لصواريخ بالستية". وأضاف: "نحن ندين بشدّة هذا الأمر".
"احتموا داخل مبان"
وفعّلت اليابان نظام الإنذار المبكر من الصواريخ، وجاء فيه: "كوريا الشمالية أطلقت على ما يبدو صاروخًا. رجاء احتموا داخل مبان أو تحت الأرض". وبعد قرابة نصف ساعة من صدور هذا التحذير، قال مكتب رئيس الوزراء في تغريدة على تويتر إنّ "مقذوفًا، يبدو أنّه صاروخ بالستي كوري شمالي، حلّق على الأرجح فوق اليابان".
بدوره، قال خفر السواحل الياباني في بيان إنّ الصاروخ الكوري الشمالي سقط على ما يبدو في المحيط الهادئ، ودَعوا السفن إلى عدم الاقتراب من الأجسام التي تسقط من الجو.
وفي البيت الأبيض، قالت آدريين واتسون المتحدّثة باسم سوليفان في بيان إنه أعاد التأكيد على "الالتزام الراسخ" للولايات المتّحدة بالدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية.
ووسط توتر بشأن سلسلة التجارب الصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية، نفذت القوات البحرية لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، تدريبات ثلاثية مضادة للغواصات لأول مرة منذ خمس سنوات يوم الجمعة.
وإطلاق الصاروخ الكوري الشمالي البالستي المتوسط المدى، هو الأول من نوعه منذ 2017 ويشكل تصعيدًا في حملة التجارب على الأسلحة التي تجريها بيونغ يانغ.
وقال الجيش الكوري الجنوبي إنه رصد إطلاق هذا الصاروخ الباليستي الذي قطع مسافة 4500 كيلومتر تقريبا على ارتفاع 970 كيلومترًا بسرعة قريبة من ماك 17.
وآخر مرة حلّق فيها صاروخ كوري شمال فوق اليابان تعود إلى 2017 في ذروة مرحلة "النار والغضب" التي تقاذف خلالها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون مع الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترمب شتائم من العيار الثقيل.