الخميس 14 مارس / مارس 2024

واشنطن تحذر موسكو بعد تهديدها النووي.. هل تطبق روسيا "عقيدتها"؟

واشنطن تحذر موسكو بعد تهديدها النووي.. هل تطبق روسيا "عقيدتها"؟

Changed

نافذة إخبارية تناقش تصعيد بوتين وتهديده باستخدام أسلحة الدمار الشامل (الصورة: غيتي)
أكد وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن أرسلت تحذيرات لموسكو من أجل وقف تهديداتها النووية، قائلًا: إن عليها أن تعلم أن العواقب ستكون "مروعة".

بعد تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية مؤخرًا، طلبت واشنطن من موسكو إنهاء خطابها الذي تثير من خلاله التهديد النووي في حربها على أوكرانيا، محذرة من عواقب كارثية لهذا السلاح.

وكان بوتين قد وجه تهديدًا مستترًا باستخدام الأسلحة النووية، في خطاب ألقاه الأربعاء وأعلن فيه تعبئة جنود الاحتياط جزئيًا، بعد تقدم ميداني حققه الجيش الأوكراني.

وأمس الأحد، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقابلة، تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة أرسلت تحذيرات سرية إلى روسيا لثنيها عن خيار الحرب النووية.

وصرح بلينكن لبرنامج "60 دقيقة" عبر شبكة "سي بي أس" الإخبارية، في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "كنا واضحين جدًا مع الروس علنًا، وكذلك سرًا، من أجل وقف الحديث الفضفاض عن الأسلحة النووية".

وقال بلينكن: "مهم جدًا أن تسمع موسكو منا وتعلم منا أن العواقب ستكون مروعة. وقد أوضحنا ذلك جيدًا"، مشددًا على أن "أي استخدام للأسلحة النووية ستكون له آثار كارثية، بالطبع على الدولة التي تستخدمها، ولكن على دول عدة أخرى أيضًا".

عواقب "كارثية"

من جهته، حذر أحد كبار مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد، من أن العواقب ستكون "كارثية" إذا نفذ الرئيس الروسي تهديده باستخدام السلاح النووي في الحرب على أوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة "إن بي سي"، إن الولايات المتحدة تعتزم أن تجعل روسيا تفهم بوضوح "ما ستكون عليه العواقب إذا سلكت الطريق المظلم لاستخدام الأسلحة النووية"، مشددًا على أن هذه العواقب "ستكون كارثية".

وأضاف: "لدينا القدرة على التحدث مباشرة على مستوى عال (مع الروس) لنقول لهم بوضوح ما هي رسالتنا والاستماع إلى رسالتهم"، وتابع: "لقد حدث ذلك في شكل متكرر خلال الأشهر الأخيرة، بل إنه حدث في الأيام الفائتة"، لكنه لم يكشف عن التفاصيل الدقيقة لطبيعة قنوات الاتصال المستخدمة سعيًا إلى "حمايتها".

وقال سوليفان عبر برنامج "واجه الأمة" على شبكة "سي بي إس": إن واشنطن وحلفاءها "سيردون بشكل حاسم. لقد كنا واضحين ومحددين بشأن ما سيترتب على ذلك".

وسبق لواشنطن أن حذرت مرارًا من احتمال لجوء موسكو إلى أسلحة نووية. وكان بايدن قال في 16 سبتمبر/ أيلول، ردًا على سؤال حول ذلك قائلًا: "لا تفعلوا ذلك. لا تفعلوا ذلك. لا تفعلوا ذلك. ستُغيّرون وجه الحرب بطريقة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية".

وجاءت المخاوف الأميركية بعد أيام من الهجوم المضاد الذي شنته القوات الأوكرانية في شمال شرق البلاد مستعيدة أراض شاسعة من الجيش الروسي قدرت بـ 8 آلاف كيلومتر مربع، وهو ما وُصف بأنه "نقطة تحول" في الأحداث.

ومنذ الأيام الأولى للهجوم العسكري، كان الرئيس الروسي قد حذر الغرب من أنه إذا تدخل فيما يسميه "عملية عسكرية خاصة"، فيمكنه استخدام الأسلحة النووية ردًا على ذلك. وقد وضعت روسيا قواتها النووية في حالة تأهب قصوى في 27 فبراير/ شباط الماضي.

وبعد تهديد بوتين الأخير، رفعت واشنطن نبرتها مجددًا، مشددة على أنها تأخذ هذا التهديد "على محمل الجد" ومتوعدة برد "قاس".

"وثيقة مفتوحة"

وفي خطاب متلفز الأربعاء، لمح بوتين إلى القنبلة الذرية، قائلًا: إنه مستعد لاستخدام "كل الوسائل" في ترسانته ضد الغرب الذي اتهمه بأنه يريد "تدمير" روسيا.

وتعد روسيا والولايات المتحدة أكبر قوتين نوويتين في العالم. وتسمح العقيدة العسكرية الروسية باستخدام أسلحة نووية تكتيكية في ساحة المعركة لإجبار العدو على التراجع.

وعندما تم طرح سؤال على وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي السبت في الأمم المتحدة عن تصريحات بوتين، اكتفى بالقول: إنّ عقيدة موسكو "وثيقة مفتوحة".

وتنص العقيدة العسكرية الروسية على إمكانية اللجوء إلى ضربات نووية، إذا تعرضت أراض تعتبرها موسكو تابعة لها لأي هجمات، وهو ما قد تكون عليه الحال في المناطق الأوكرانية التي تُجرى فيها منذ يوم الجمعة استفتاءات لضمها إلى روسيا.

بدوره، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبرنامج "واجه الأمة" أن تهديد بوتين النووي المستتر "يمكن أن يكون حقيقة"، مشيرًا إلى أن النشاط العسكري الروسي في محطات الطاقة النووية في أوكرانيا هو "الخطوات الأولى لابتزازه النووي".

وقال زيلينسكي عن بوتين: "إنه يريد تخويف العالم بأسره"، وأضاف: "لا أعتقد أنه يخادع. أعتقد أن العالم يردعه ويحتوي هذا التهديد. نحن بحاجة إلى مواصلة الضغط عليه وعدم السماح له بالاستمرار" في ذلك.

"نتائج إيجابية"

في غضون ذلك، أكد زيلينسكي الأحد، أن معارك عنيفة تدور مع القوات الروسية في العديد من الأماكن على امتداد خط المواجهة وبعضها حقق "نتائج إيجابية" بالنسبة لكييف.

وأضاف في خطابه الليلي المصور: "هذه منطقة دونيتسك، هذه منطقة خاركيف. هذه منطقة خيرسون، وأيضًا منطقتا ميكولايف وزابوريجيا"، مضيفًا: "حققنا نتائج إيجابية في عدة اتجاهات".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close