الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

واشنطن تستعد لإرسال قنابل ذكية.. زيلينسكي يقرّ بصعوبة الوضع على الجبهة الشرقية

واشنطن تستعد لإرسال قنابل ذكية.. زيلينسكي يقرّ بصعوبة الوضع على الجبهة الشرقية

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تحلل مجريات الحرب في باخموت الروسية (الصورة: رويترز)
تستعد واشنطن لتقديم حزمة مساعدات أمنية جديدة لكييف، ستتضمّن للمرة الأولى صواريخ بعيدة المدى، و"قنابل ذكية".

في تقييم عسكري قاتم آخر من كييف، أقرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الوضع على الخطوط الأمامية في شرق البلاد، يزداد صعوبة مع تكثيف القوات الروسية هجومها.

يأتي ذلك، فيما تستعد واشنطن لتقديم حزمة مساعدات أمنية جديدة لكييف، ستتضمّن للمرة الأولى صواريخ بعيدة المدى، و"قنابل ذكية".

واكتسبت روسيا زخمًا في ساحة المعركة، إذ أعلنت إحراز تقدم في شمال وجنوب مدينة باخموت، هدفها الرئيسي منذ أشهر.

وأشارت مواقع القتال المعلنة بوضوح إلى تقدم روسي متزايد.

الوضع "صعب"

وقال زيلينسكي في خطابه المسائي المصوّر: "لوحظت زيادة مؤكدة في العمليات الهجومية للمحتلين على الجبهة في شرق بلادنا. أصبح الوضع أصعب".

وأضاف زيلينسكي أن الروس يحاولون تحقيق مكاسب يمكنهم التباهي بها في الذكرى الأولى للحرب في 24 فبراير/ شباط الماضي.

من جهتها، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني آنا ماليار، إن القتال العنيف مستمر في شرق أوكرانيا، حيث تحاول القوات الروسية السيطرة على أراض بالقرب من مدينة ليمان، وهي مركز لوجستي إستراتيجي.

وطُردت القوات الروسية من ليمان في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وكتبت ماليار على تطبيق "تيليغرام": "القتال العنيف يحتدم في الشرق. العدو يحاول توسيع نطاق هجومه في قطاع ليمان. يقوم بمحاولات قوية لاختراق دفاعاتنا"، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تتصدى لخصم أكثر عددًا وتسليحًا.

وأضافت: "رغم تكبدهم خسائر فادحة، يواصل الغزاة الروس هجومهم في قطاعات باخموت وأفدييفكا ونوفوبافليفكا".

معركة باخموت

أما في باخموت، فأعلنت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك أن مدينة أرتيوموفسك في باخموت تقع تحت حصار عملياتي، وأن القوات الروسية تغلق الحلقة حول المدينة.

وأوضح أن القوات الروسية هاجمت طوابير من القوات الأوكرانية، التي كانت تسير إلى جانب الإمدادات العسكرية، على طول الطريق السريع الوحيد المؤدي إلى أرتيميفسك من مدينة تشاسوف يار.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على مواقع مهمة، ودمّرت مستودع أسلحة وذخائر للقوات الأوكرانية في دونيتسك.

في المقابل، أشار متحدث باسم القوات الأوكرانية إلى أن قتالًا ضاريًا يجري قرب باخموت، وأن القوات الروسية قصفت المنطقة أكثر من 150 مرة.

إلى ذلك، أعلنت السلطات الأوكرانية، مساء أمس الأربعاء، مقتل شخصين وإصابة 7 آخرين جراء سقوط صاروخ روسي على مبنى سكني في مدينة كراماتورسك.

وتقع كراماتورسك في المنطقة الشرقية من مقاطعة دونيتسك، التي يسيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على أجزاء منها، بما في ذلك أكبر مدنها منذ عام 2014.

وتسعى موسكو إلى السيطرة على المنطقة بأكملها، بعد إعلانها جزءًا من الأراضي الروسية العام الماضي.

صواريخ بعيدة المدى وقنابل ذكية

ويستمرّ الدعم العسكري الغربي بالتدفّق على أوكرانيا، حيث نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة تستعدّ لتقديم حزمة مساعدات أمنية جديدة لكييف بقيمة مليارين ومئتي مليون دولار، وأنها ستتضمّن للمرة الأولى صواريخ بعيدة المدى.

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن الحزمة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا قد تعلن الجمعة، ومن المرجّح أن تتضمن "القنابل الذكية" بعيدة المدى لأول مرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القنابل تثبّت على الصواريخ ويجري توجيهها بدقة فائقة، ويمكن إطلاقها براجمات الصواريخ على غرار نظام "هيمارس".

ويمكن لتلك الصواريخ أن تضرب أهدافًا على بعد أكثر من 150 كيلومترًا، أي قرابة ضعف مدى صواريخ منظومة "هيمارس" البالغ 80 كيلومترًا.

وأوضحت الصحيفة أن استخدام هذه القنابل في الحرب الروسية على أوكرانيا، يعني أن كل شبر من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا، باستثناء معظم مناطق القرم، يمكن أن يكون في مرمى نيران القوات الأوكرانية قريبًا.

المعارك على أشدها في الجبهة الشرقية بين القوات الروسية والأوكرانية - رويترز
المعارك على أشدها في الجبهة الشرقية بين القوات الروسية والأوكرانية - رويترز

غير أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قلّل من أهمية تزويد واشنطن كييف بصواريخ بعيدة المدى، معتبرًا أنها "لن تغير شيئًا" في سير العملية.

لكنه في الوقت نفسه، أكد أن إمداد كييف بهذه النوعية من الصواريخ سيصعد مستوى الصراع.

بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن المهمة الأساسية أمام موسكو هي وقف وردع أي محاولات قصف من أوكرانيا للأراضي الروسية المتاخمة لها.

وأضاف بوتين، في اجتماع بشأن سُبل إعادة إعمار البنية التحتية في الأراضي الروسية المتاخمة لأوكرانيا، أن الحكومة الروسية توصلت إلى حلول لدعم تلك المناطق.

"إف 16" من بولندا

من جهته، أعرب رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، أمس الأربعاء، عن جاهزية بلاده لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز "إف-16" إذا اتخذ الحلفاء الغربيون بالإجماع قرارًا بذلك.

ومؤخرًا وافقت الدول الغربية على إرسال دبابات متطورة إلى أوكرانيا، لكن كييف تلح في طلب تزويدها بطائرات "إف-16".

غير أن واشنطن استبعدت إرسال مقاتلات "إف-16" إلى أوكرانيا في الوقت الحالي، لكن شركاء آخرين كانوا منفتحين تجاه الفكرة.

وأعربت سلوفاكيا عن استعدادها لإرسال طائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز "ميغ-29″، في حين طرح سياسيون هولنديون فكرة إرسال طائرات "إف-16".

من جهته، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن إرسال الدول الغربية الدبابات لأوكرانيا محفوف بالمخاطر، ولن يسهم في حل الأزمة.

وشدّد أردوغان، في مقابلة على قنوات "تي آر تي" الرسمية أمس الأربعاء، على أهمية دعم المباحثات بين روسيا وأوكرانيا بهدف وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل عادل للأزمة.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close