الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

واشنطن "تعارض بشدة" العملية التركية في سوريا.. هل تدعم موسكو أنقرة؟

واشنطن "تعارض بشدة" العملية التركية في سوريا.. هل تدعم موسكو أنقرة؟

Changed

"الأخيرة" تتناول الجدل حول العملية التركية في سوريا والانتقادات الدولية لأنقرة (الصورة: غيتي)
تؤكد التصريحات التركية عزم أنقرة على تنفيذ عملية برية في الشمال السوري فيما تتنوع المواقف الدولية منها وآخرها رفض واشنطن نظرًا إلى حلفها مع الأكراد.

أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمس الأربعاء نظيره التركي خلوصي أكار بأنّ واشنطن "تعارض بشدة" شنّ أنقرة عملية عسكرية ضد الأكراد في شمال سوريا، بحسب ما كشف البنتاغون.

ونفّذ سلاح الجوّ التركي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني سلسلة غارات في شمال شرق سوريا، استهدفت مواقع لمقاتلين أكراد ينتمون إلى منظمات تصنّفها أنقرة "إرهابية".

ومؤخرًا، اتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الولايات المتحدة بدعم ما سماها "التنظيمات الإرهابية" في سوريا، وقال في كلمة خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية حلف الناتو: إنه على حلفاء بلاده وقف هذا الدعم، على حد تعبيره.

والأسبوع الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزمه على شنّ هجوم برّي ضد الأكراد في شمال سوريا "عندما يحين الوقت لذلك".

والأربعاء، قالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان: إنّ أوستن دعا في مكالمة هاتفية أكار "إلى خفض حدّة التصعيد، وأبلغه بأن البنتاغون يعارض بشدة شنّ عملية عسكرية تركية جديدة في سوريا".

وأضاف البيان: أنّ الوزير الأميركي قدّم لنظيره التركي تعازيه في ضحايا التفجير الذي وقع في إسطنبول في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني، وأسفر عن ستة قتلى وأكثر من 80 جريحًا. وكانت تركيا قد اتهمت حزب العمال الكردستاني بالوقوف خلف التفجير، وهو ما نفاه التنظيم.

والثلاثاء، حذّر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الجنرال بات رايدر من أنّ شنّ أنقرة عملية برية في سوريا من شأنه أن "يعرّض للخطر" مكتسبات الحرب ضدّ تنظيم "الدولة" في سوريا، داعيًا الحكومة التركية إلى ضبط النفس.

في غضون ذلك، لا تزال قوى إقليمية ودولية توجه انتقادات لأنقرة بخصوص عمليتها العسكرية، وترد تركيا أن لا أحد يحق له الاعتراض على تحركاتها الرامية إلى حماية أمنها.

هل تدعم روسيا تركيا؟

وقال مدير الدراسات الأمنية في مؤسسة سينا مراد يشلتاش: إن تركيا على ما يبدو تستعد لعملية برية واسعة النطاق في شمال سوريا، معتبرًا أن واشنطن ورغم معارضتها للعملية البرية، إلا أنها تنظر إلى أنقرة من منظور جيوسياسي خاصة أنها تقوم بدور مهم من حيث دورها في الصراع الأوكراني ومحاولة استئناف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، فضلًا عن دورها في احتواء النفوذ الإيراني داخل سوريا.

وأوضح يشلتاش في حديث إلى "العربي" من أنقرة، أن تركيا لا بد لها من تنسيق عمليتها العسكرية مع روسيا التي تنشط من الناحية العسكرية هناك أيضًا، مشيرًا إلى وجود اتفاق سابق بين موسكو وأنقرة من حيث إزالة قوات وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني لكن روسيا لم تنجح في تحقيق هذا الهدف.

وتوقع أن تقوم موسكو بدعم العملية العسكرية لتركيا إذا لم ينسحب الأكراد من الشمال السوري، وذلك للحفاظ على التعاون "الوثيق" بين البلدين.

"صمت" أميركي

من جانبه، أرجع رئيس مؤسسة المصلحة الوطنية في واشنطن خالد صفوري سبب رفض واشنطن للتصعيد التركي بقناعة واشنطن التامة بأن الأكراد هم الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه سواء في العراق أو سوريا.

وقال صفوري في حديث إلى "العربي" من واشنطن: إن العلاقات التركية الأميركية ليست في حالة جيدة على الأقل في السنوات العشر الأخيرة، وهي في حالة تأرجح وفقًا للإدارات الأميركية المتعاقبة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع الإعلان عن موقف أكبر ضد تركيا بسبب الحرب في أوكرانيا نظرًا لأهمية وساطتها.

وأضاف: "أعتقد أن أميركا ستصمت ولن تدخل في مجابهة مع تركيا في حال قامت بعمليتها العسكرية".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close