أكد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عبد اللطيف القانوع، أنّ الحركة لم تضع شروطًا تعجيزية بل متفقًا عليها بضمان الوسطاء وواشنطن، خلال مفاوضات الدوحة بشأن غزة.
يأتي ذلك في وقت يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية مساء اليوم السبت، لمناقشة مجريات مفاوضات الدوحة.
وكان البيت الأبيض قد أعلن أنّ الولايات المتحدة قدّمت مقترح "تضييق الفجوات" لتمديد وقف إطلاق النار في غزة إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، وإتاحة الوقت للتفاوض على إطار عمل لوقف إطلاق نار دائم.
وردًا على مقترح المبعوث الرئاسي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أعلنت حركة "حماس" أنّها قدّمت "بادرة إيجابية" بالإعلان عن نيّتها الإفراج عن الجندي الأميركي - الإسرائيلي عيدان ألكسندر وجثامين 4 أسرى من مزدوجي الجنسية.
وعاد وفد "حماس" إلى القاهرة أمس الجمعة، لمتابعة المقترحات المطروحة لتثبيت وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وتجديد التزامه بالاتفاق.
تعامل بإيجابية
وفي هذا الإطار، قال القانوع في حديث إلى "التلفزيون العربي" من غزة: إنّ الحركة "تعاملت بإيجابية مع مختلف المقترحات التي قدّمها الوسطاء، لكنّ الإشكالية هي في إصرار نتنياهو على المماطلة لإنقاذ مستقبله السياسي".
وأضاف أنّ الحركة لم تضع شروطًا تعجيزية، بل شروطًا متفقًا عليها بضمان الوسطاء وواشنطن، وهي لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإلزام الاحتلال ببنوده.
وشدّد على أنّ "الكرة حاليًا في ملعب الاحتلال، الذي عوّدنا على التنصّل من الاتفاقيات كالعادة".
بدروها، نقلت وكالة أسوشييتد برس عن مسؤول في "حماس" لم تُسمّه، قوله: إنّ "الحركة لن تُفرج عن الرهينة الأميركي الإسرائيلي وجثامين الأسرى الأربعة الآخرين، إلا إذا نفّذت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار المصدر إلى أنّ المحادثات المؤجلة بشأن المرحلة الثانية يجب أن تبدأ يوم الإفراج عن الرهينة لأكثر من 50 يومًا، مضيفًا أنّه يتعيّن على إسرائيل التوقّف عن منع دخول المساعدات لقطاع غزة والانسحاب من محور صلاح الدين.
كما شدّد على أنّ الحركة ستطلب الإفراج عن المزيد من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح المحتجزين.
مشاورات أمنية في إسرائيل
في المقابل، من المقرر أن يعرض الوفد الإسرائيلي المفاوض الذي عاد إلى تل أبيب أمس الجمعة، مجريات المفاوضات التي جرت في الدوحة، خلال المشاورات الأمنية التي يترأسها نتنياهو مساء اليوم السبت.
وأفاد مراسل "التلفزيون العربي" في القدس أحمد دراوشة، بأن الأنباء تتحدّث عن أنّ الوفد الإسرائيلي المفاوض أقلّ تفاؤلًا بامكانية التوصّل إلى اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة، بخلاف ما كان عليه الوضع خلال الأيام الأخيرة.
بدورها، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنّ نتنياهو "يسعى إلى استرضاء أقصى اليمين في ائتلافه"، في حين تبحث واشنطن عن طريقة لإطلاق سراح بعض الأسرى في المدى القريب وتأجيل معالجة العقبات الكبرى.
واعتبرت أنّ حضور ويتكوف المحادثات في الدوحة رغم انشغاله بملف روسيا وأوكرانيا، يعكس جديّة الأميركيين في المفاوضات.
كما وصفت نتنياهو بأنّه "عديم المشاعر تمامًا" تجاه الأسرى في غزة.
وفي هذا الإطار، دعت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، إلى المشاركة في مظاهرات اليوم، تحت شعار "نريد الرهائن الآن دفعة واحدة".
وقالت العائلات في بيان، إنّها لن تسمح لنتنياهو بـ"تفجير الاتفاق وتحويل أنفاق غزة إلى مقبرة لأولادنا".