الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

واشنطن: لن نسمح لموسكو باستخدام مساعدات سوريا "كورقة مساومة" في كييف

واشنطن: لن نسمح لموسكو باستخدام مساعدات سوريا "كورقة مساومة" في كييف

Changed

يناقش "للخبر بقية" مخرجات مؤتمر المانحين لدعم سوريا في بروكسل (الصورة: غيتي)
كل شهر تقوم نحو 800 شاحنة بنقل المساعدات الإنسانية لأكثر من أربعة ملايين شخص شمالي غرب سوريا.

تتمسك روسيا بشرطها لتجديد تفويض الأمم المتحدة المقرر في يوليو/ تموز لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا، الذي يأوي نحو أربعة ملايين نازح، بمروها عبر النظام السوري، وهذا ما ترفضه كثير من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة.

هذا التفويض صعد إلى الواجهة عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا وتوتر العلاقة بين واشنطن وموسكو، الأمر الذي دفع الدول لدعوة روسيا لإبقاء إيصال المساعدات كما هو عليه حاليًا عبر الحدود السورية التركية من خلال معبر باب الهوى شمال إدلب.

ورقة مساومة

وأكدت المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، اليوم الخميس، أنها تعتزم لقاء نظيرها الروسي لبدء محادثات ستكون شائكة على الأرجح بشأن تسليم المساعدات إلى سوريا من تركيا، وشددت على أنها لن تسمح لموسكو باستخدام هذه القضية "ورقة مساومة" بشأن أوكرانيا.

وتحدثت سفيرة الولايات المتحدة ليندا توماس غرينفيلد مرات قليلة مع سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خارج اجتماعات مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.

وحذرت توماس غرينفيلد، قبيل مفاوضات مجلس الأمن بشأن عملية إرسال المساعدات لسوريا قائلة "لن نسمح باستخدام الوضع في أوكرانيا أو الوضع في سوريا كورقة مساومة مع الروس".

وكل شهر تقوم نحو 800 شاحنة بنقل المساعدات الإنسانية إلى أكثر من أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا. وتسري آلية المساعدات عبر الحدود منذ عام 2014.

وصارت الآلية اعتبارًا من عام 2020 تنفذ فقط عبر معبر باب الهوى بعد إسقاطها من ثلاثة معابر أخرى بضغط من روسيا.

وينتهي تفويض الأمم المتحدة لإيصال المساعدات عبر الحدود في 10 يوليو/ تموز 2022، إذ تسعى موسكو إلى تغيير آلية وصول المساعدات الدولية إلى سوريا، وتريد عبورها عبر النظام السوري، الأمر الذي تعتبره الدول "ورقة ابتزاز سياسي" جديدة، تريد روسيا منحها للنظام السوري، التي تدخلت قبل ثماني سنوات عسكريًا لمنع رئيسه بشار الأسد من السقوط بعد ثورة شعبية تفجرت عام 2011.

ومع ذلك فإن روسيا، حليفة النظام السوري، أشارت إلى معارضتها لتجديد العملية، بحجة أنها "تنتهك سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية وأنه ينبغي تقديم المزيد من المساعدات من داخل البلاد".

ويحتاج قرار مجلس الأمن الدولي إلى تسعة أصوات بالموافقة وعدم استخدام أي من الدول الخمس دائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لحق النقض (الفيتو).

وخلال العقد الماضي، انقسم المجلس بشأن سوريا، واستخدمت روسيا حق النقض ضد أكثر من عشرة قرارات تتعلق بسوريا وحصلت على دعم الصين في كثير من المرات.

وضعي كارثي

بدوره أوضح مارك كاتس، نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالملف السوري، لتوماس غرينفيلد خلال زيارة لمركز شحن تابع للمنظمة الدولية على الحدود التركية مع سوريا اليوم الخميس، "أنها عملية مستمرة ضخمة وسيكون الوضع مأسويًا للغاية، وكارثيًا للغاية، إذا لم يتم تجديد قرار مجلس الأمن هذا".

وقال كاتس: "كل شاحنة تخضع لمراقبة الأمم المتحدة. بدون مشاركة الأمم المتحدة، نخشى ألا يكون لدى المانحين الثقة نفسها لدعم هذه العملية، قد نرى مزيدا من عمليات إعادة توجيه المساعدات".

وأثناء عودتها إلى بلادها قادمة من تركيا، حيث زارت الحدود مع سوريا لتقييم عملية مستمرة منذ فترة طويلة لتقديم المساعدات الإنسانية، قالت غرينفيلد:"منذ حرب أوكرانيا لم نعقد أي اجتماعات منتظمة، لكنني أعتزم -عندما أعود إلى نيويورك- أن ألتقي به لبحث موضوع سوريا".

وتصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا في الأشهر القليلة الماضية. وردت واشنطن على حرب روسيا في أوكرانيا بفرض عقوبات صارمة أحادية الجانب على موسكو وأرسلت أسلحة إلى أوكرانيا وعزلت روسيا دوليا في الأمم المتحدة.

وكان المانحون الدوليون من أجل سوريا، قدموا مساعدات مالية تجاوزت أكثر من 6 مليارات دولار، خلال اجتماع بين 9 - 10 مايو/ أيار 2022، في العاصمة البلجيكية بروكسل بهدف جمع التبرعات الدولية لدعم اللاجئين والنازحين السوريين والمجتمعات المضيفة في دول الجوار السوري، فيما مُنعت روسيا من الحضور بسبب الحدث الأوكراني. 

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close