الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

واشنطن متهمة بـ"النفاق".. تدعم عقوبات ضد روسيا لكن ليس ضد إسرائيل

واشنطن متهمة بـ"النفاق".. تدعم عقوبات ضد روسيا لكن ليس ضد إسرائيل

Changed

تقرير عن ازدواجية المعايير في كرة القدم (الصورة: غيتي)
قارن مسؤولون بين الإجراءات التي اتّخذت لردع الهجوم الروسي على أوكرانيا، وغياب التحركات لوقف بطش الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.

تواجه الولايات المتحدة وبعض حلفائها الأوروبيين اتهامات بازدواجية المعايير، في دعمها للعقوبات والتحقيقات الدولية في جرائم حرب ترتكبها روسيا بالهجوم العسكري على أوكرانيا، مقابل عرقلتها الأمر عينه في ما يتعلق بالاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ففي مقاربة بسيطة، دعت منظمة العفو الدولية، الشهر الماضي، الأمم المتحدة إلى فرض عقوبات محددة الهدف على إسرائيل بعد انضمامها إلى جماعات حقوق الإنسان الأخرى التي تتهم الاحتلال بانتهاك القانون الدولي من خلال ممارسة الفصل العنصري وارتكاب جريمة ضد الإنسانية في هيمنتها على الفلسطينيين.

ويكافح الناشطون الفلسطينيون والمبعوثون الحقوقيون الخاصون في الأراضي المحتلة، من أجل فرض عقوبات على الكيان الإسرائيلي بسبب مصادرته أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية وفرض حصار على غزة والقتل على نطاق واسع للمدنيين الفلسطينيين العزل.

ووفق "الغارديان"، تزامنًا مع الضغط الهائل الذي تقوم به من أجل اتخاذ إجراءات صارمة ضد روسيا، قاومت الولايات المتحدة وحكومات أخرى إجراءات مماثلة ضد إسرائيل.

"سياسة" حقوق الإنسان

يوم الثلاثاء الفائت، توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالقول لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنه يجب توجيه "رسالة حازمة" إلى فلاديمير بوتين لوقف الهجوم العسكري الذي يدمر المدارس والمستشفيات والمباني السكنية، ويقتل مئات المدنيين.

وأضاف الوزير الأميركي: "هذه انتهاكات لحقوق الإنسان التي تم إنشاء هذا المجلس لوقفها. إذا لم نتمكن من الاتحاد الآن، فمتى سنتحد؟".

لكن وفي الخطاب نفسه، وصف بلينكن التحقيقات الجارية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة بأنها "وصمة عار على مصداقية المجلس" ودعا إلى وقفها، بحيث أثبتت التحقيقات أن إسرائيل مسؤولة عن "انتهاكات مستمرة للحق في الحياة" وجرائم أخرى.

من جهتها، ترى سارة ليا ويتسن المديرة السابقة لقسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش"، أنّ هناك أوجه تشابه واضحة بين الانتهاكات الروسية والإسرائيلية للقانون الدولي، بما في ذلك ارتكاب جرائم حرب.

وقالت للصحيفة البريطانية: "ليس فقط الحكومة الأميركية ولكن الشركات الأميركية تتهافت على معاقبة ومقاطعة أي شيء له علاقة بالحكومة الروسية".

وتقارن ما يحصل اليوم بالإجراءات التي كان يمكن اتخاذها وفرض عقوبات على إسرائيل بسبب انتهاكاتها للقانون الدولي، وتتابع: "لكن أميركا تصدر قوانين لمعاقبة الأميركيين ما لم يتعهدوا بعدم مقاطعة إسرائيل مهما يحصل". 

وتردف: "من الواضح جدًا أن تجنب سلاح العقوبات على إسرائيل، أو حتى الامتثال للقانون الدولي، هي أسباب سياسية بحتة".

الأوكرانيون أبطال.. والفلسطينيون؟

بدوره، تطرق جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن إلى مسألة تصوير الأوكرانيين الذين يلقون القنابل الحارقة على الآليات الروسية لمنعها من التقدم نحو بلداتهم بأنهم أبطال يدافعون عن أراضيهم.

وأشار في هذا السياق إلى أنه في المقابل، يتم توصيف الفلسطينيين الذين يقومون بالأمر عينه على أنهم "إرهابيون" أو "ميليشيات" فقط لأنهم يقاومون الاحتلال والاستيلاء على أراضيهم.

في المقابل، ليست الولايات المتحدة وحدها من تتلقى أسهم الاتهامات بـ"النفاق"، فقد قادت بدورها المملكة المتحدة وكندا دعوات للمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا. 

في العام الماضي، بحسب "الغارديان" حثّ البلدان المحكمة الجنائية الدولية على التخلي عن التحقيق مع إسرائيل ومن بين مزاعمهم أن فلسطين ليست دولة ذات سيادة، على الرغم من الاعتراف بها كدولة من قبل الأمم المتحدة.

فتعلو أيضًا الأصوات الرافضة لهذه الازدواجية في لندن، حيث توجّهت النائبة عن حزب العمال جولي إليوت للبرلمان بالتأكيد على اتباع الحكومة معايير مزدوجة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الفلسطينيين.

وصرّحت: "الفلسطينيون يتطلعون إلينا للتحدث والعمل بالشروط نفسها. لقد فرضنا عقوبات على روسيا بسبب شبه جزيرة القرم، ومن المرجح الآن أن نفرض المزيد من العقوبات، والتي أؤيدها بصدق، لكن الفلسطينيين يسألون أيضًا لماذا لا نفعل شيئًا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".

ازدواجية تتخطى السياسة

كذلك، يتهم النقاد هيئات كرة القدم الدولية بممارسة السياسات المتناقضة، إذ غرم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فريق سلتيك الذي يلعب في الدوري الممتاز الأسكتلندي بعدما رفع مشجعوه الأعلام الفلسطينية في المباريات الدولية قائلين إنها رموز سياسية.

بينما رفعت الأعلام الأوكرانية على نطاق واسع في المباريات الكروية الأخيرة بموافقة السلطات الكروية، أبرزها من قبل نادي أرسنال.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close