الإثنين 25 مارس / مارس 2024

واقع "خطير".. نصف السجناء في الأردن يعودون إلى جرائمهم

واقع "خطير".. نصف السجناء في الأردن يعودون إلى جرائمهم

Changed

نافذة من برنامج "شبابيك" على دراسة أردنية أظهرت أن نصف السجناء في البلاد يعاودون جرائمهم بسبب عدم توافر فرص العمل (الصورة: غيتي)
يجد سائد صعوبة في التأقلم على الحياة خارج السجن، وسط رحلة شاقة جدًا للبحث عن عمل، ولا سيما أن الجميع يطلبون منه شهادة حسن سيرة وسلوك.

تُعتبر الدوافع والأسباب وراء ارتكاب الأفراد للجرائم أو تكرار ارتكابهم لها متنوعة ومتداخلة، ولا يمكن حصرها في عامل واحد. لكن القاسم المشترك بين الكثيرين هو ما يسوقونه من ذرائع اقتصادية واجتماعية بحاجة إلى توجه حكومي لسدها.

وفي الأردن، كشفت نتائج استطلاع لدراسة رسمية أعدتها وزارة العدل أن نصف السجناء في البلاد يعاودون جرائمهم بسبب عدم توفر فرص العمل.

ووفقًا لهذه الدراسة، فإن أكثر من 30% من نزلاء مراكز الإصلاح قالوا إن سبب عودتهم للجريمة هو توفر العيش في السجن من دون مقابل، بينما أكد آخرون أن السبب في ذلك يعود لغياب الرادع المجتمعي والوازع الديني أو لعدم تقبل المجتمع لهم ونظرته السلبية تجاههم.

صعوبة في التأقلم            

يجد سائد صعوبة في التأقلم على الحياة خارج السجن، وسط رحلة شاقة جدًا للبحث عن عمل، ولا سيما أن الجميع يطلبون منه شهادة حسن سيرة وسلوك.

يقول الرجل شاكيًا: "قضيت محكوميتي وخرجت من السجن إنسانًا سويًا، لكن المجتمع لم يتقبلني، وكذلك أصحاب العمل".

ويعرب عن خشيته من أن يدفعه الفقر والجوع إلى العودة لكسب المال بعيدًا من الضوابط القانونية.

"واقع خطير جدًا"

يبلغ أغلب نزلاء مركز الإصلاح والتأهيل ما بين 18 و41 عامًا، وهي الفئة الأكثر تعطلًا عن العمل في الأردن.

وبحسب نتائج الدراسة الحكومية، فإن مليون مجرم تورطوا في جرائم تم ارتكابها خلال خمس سنوات فقط. وهو رقم كبير مقارنة بعدد السكان.

ويصف أستاذ علم الاجتماع حسين الخزاغي، واقع البطالة في الأردن بـ"الخطير جدًا، ولا سيما في صفوف فئة الشباب".

وفيما يلفت إلى أن معظم نزلاء السجون السابقين هم من العازبين ومن دون مسؤوليات، يتوقف عند صداقاتهم داخل مراكز الإصلاح والتأهيل وخارجها، ليقول إن الأخطر من ذلك كله هو أنهم بلا مأوى ولا يتم تقبلهم خارج السجون، ولهذا السبب فإن الجريمة هي مهنتهم.

"غياب الهوية الأساسية"

بدوره، يرى الخبير والمستشار الاجتماعي والتربوي عايش النوايسة أن السبب الرئيس للعودة إلى تكرار الجرائم هو غياب الهوية الأساسية لهذه الفئة، بعد خروجها من مراكز الإصلاح والتأهيل.

ويلفت في حديثه إلى "العربي" من عمان، إلى غياب برامج التأهيل وبرامج العودة إلى سوق العمل واستثمار طاقات النزلاء وقدراتهم في تلك المراكز.

وبينما يشير إلى أن نزلاء السجون السابقين يشعرون بالغربة عندما يعودون إلى المجتمع الطبيعي، يعزو هذا الشعور إلى نبذ المجتمع لهم ونظرته تجاههم.

ويشدد على أهمية اعتماد مراكز الإصلاح برامج من بينها التنمية المهنية، وكذلك تصنيفات للجرائم.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة