يحتجز الاحتلال الإسرائيلي نحو عشرة آلاف أسير فلسطيني في السجون، بحسب تقدير نادي الأسير الفلسطيني.
أحد أصغر الأسرى هو الطفل أيهم السلايمة (13 عامًا)، بعدما حكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسّجن عامًا كاملًا مع النفاذ، بتهمة رشق مستوطنين في حي رأس العامود بالقدس.
وامتثل أيهم للحكم القضائي وبدأ بالاستعداد لدخول المعتقل، موثّقًا الساعات الأخيرة له مع عائلته وأصدقائه، قبل دخوله السجن في لقطات فيديو أصبحت حديث الصّحافة، كونه أحد أصغر الأسرى الفلسطينيين.
أخذه والده في جولة أخيرة، داخل أزقّة القدس لتوديعها وحرص أيضًا على قصّة شعر أخيرة من حلاق الحي، بعد أن أبلغه أسرى مفرج عنهم، بأن سجون الاحتلال، تفتقر إلى أبسط مقوّمات العناية الشخصية.
وبعد انتهاء جولته، وقفت عائلة أيهم وأصدقاؤه أمام باب السجن لتوديعه، وغلبت عليهم مشاعر الحزن، فيما حاول والده التخفيف عنه، ورفع معنوياته موجّهًا إليه نصائح بضرورة التآزر والتعاون مع الأسرى الذين يرافقونه في زنزانته.
770 طفل في سجون الاحتلال
وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك الشهر الماضي، أن نحو 770 طفلًا، من الضفة، تقلّ أعمارهم عن 18 عامًا، اعتقلوا خلال العام الماضي، على يد القوات الإسرائيلية.
وأصبح أيهم السلايمة حديث الصحافة، ومنصّات التواصل الاجتماعي، وتفاعل كثيرون مع قضيته.
وكتب محمد جميل وهو عضو في المنظمة العربية لحقوق الإنسان بالمملكة المتحدة: "تخيلوا طفلًا بعمر الورود، ما عساه فعل للاحتلال ولجنود مدجَّجين بأحدث أنواع الأسلحة، ليحكمَ عليه بالسجن؟ لو كان إسرائيليًا لتصدَّرت قصته عناوين الصحفِ العالمية، ومثل أيهم الآلاف من الأطفال، لا يحبسون إنما يذبحون، والكل يتفرج".
أمّا الناشط في مجال حقوق الإنسان إيهاب حسن، فكتب: "مع العناق والدموع، يودع أيهم أصدقاءه وعائلته، بينما يمشي المستوطنون الإسرائيليون الذين ذبحوا أكثر من عشرين فلسطينيًا بريئًا أحرارًا العام الماضي، محميين بالإفلات من العقاب".
"بطل حقيقي شجاع"
وعلق جون ريتشموند وهو ناشط أميركي في حقوق الإنسان، قائلًا: "إنه بطل حقيقي شجاع يتجاوز عمره".
أما عاصف خان فكتب: "إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم، التي تعتقل الأطفال وتحتجزهم دون توجيه اتهامات إليهم. هي ليست دولةً ديمقراطية كما يصوّرها الغرب".
وقال مصطفى جمال: "فين العالم اللي صدعنا بحقوق الطفل وحقوق المرأة؟! ولا لما تيجي عند أطفال ونساء فلسطين يعملوا طرش وعميان؟!"
وأدرجت الأمم المتحدة قوات الجيش والأمن الإسرائيلي على القائمة السوداء، وقالت في تقرير نشرته العام الماضي: "إن أكثر من 12 ألف طفل في غزة، قتلوا بنيران إسرائيلية، بينما تجاوزت نسبة الانْتهاكات بالضفة الغربية والقدس وحتى غزة، 155%، خلال عام واحد فقط منذ بدء عدوانِها على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023".