أعلنت فصائل المعارضة السورية اليوم الأحد نهاية حقبة مظلمة وبداية عهد جديد لسوريا، بعد سقوط رئيس النظام بشار الأسد.
فنحو ربع قرن من حكم بشار الأسد انهار بعد عمليات فصائل المعارضة السورية، التي انطلقت قبل أقل من أسبوعين، لتعود الثورة إلى تحقيق أهدافها بعد 14 عامًا.
وليل 7-8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وبعد 11 يومًا على بدء عملية "ردع العدوان"، أعلنت فصائل المعارضة دخول قواتها إلى دمشق وهروب بشار الأسد، رئيس النظام السوري، بعد 24 سنة أمضاها في الحكم.
ولم يدل الأسد بأي تصريحات علنية منذ سيطرة المعارضة على حلب قبل أسبوع، لكنه قال في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني: إن التصعيد يهدف إلى إعادة رسم المنطقة من أجل المصالح الغربية، وهو ما يعكس وجهة نظره بشأن الانتفاضة باعتبارها مؤامرة مدعومة من الخارج.
من هو بشار الأسد؟
بشار الأسد من مواليد عام 1965 في محافظة دمشق.
بعد وفاة والده حافظ الأسد ورث الحكم عام 2000، ونصّب نفسه رئيسًا لسوريا، وقائدًا للجيش والقوات المسلحة.
كما طوّع الدستور من أجله عبر خفض السن القانوني لتولي منصب الرئاسة، ليصبح أول رئيس عربي يخلف والده في حكم دولة ذات نظام جمهوري.
ولم يكن بشار الوريث المرتقب، فقد أعد حافظ الأسد ابنه البكر باسل لخلافته قبل أن يتوفى في حادث سيارة عام 1994، ليتحوّل بشار من طبيب عيون في العاصمة البريطانية لندن إلى الوريث الجديد للنظام في سوريا.
وبشار الأسد متزوج من أسماء الأخرس في لندن، حيث كانت تعمل في مصرف "جي بي مورغان" وتزوجا بعد توليه الحكم.
وفي بداية حكمه، شهدت البلاد حراكًا سياسيًا معارضًا يدعو للإصلاح عُرف بربيع دمشق.
لكن هذه الحالة لم تدم طويلًا، وسرعان ما عمد بشار إلى ممارسة القمع السياسي، ونفّذ سلسلة اعتقالات لمعارضيه وزادت رقابة الدولة على المواطنين.
وكذلك ضيّق الجيش والمخابرات الخناق على الأصوات المعارضة، ما قاد إلى اشتعال فتيل الثورة السورية مطلع عام 2011.

وسعى النظام إلى سحق التظاهرات فخاض حربًا ضد مقاتلين معارضين اعتبر تحركهم "إرهابًا مدعومًا من الخارج". وبدأ عام 2012 استخدام الأسلحة الثقيلة، لا سيّما المروحيات والطائرات.
وصدرت بحق بشار الأسد الهارب من سوريا مذكرة اعتقال دولية بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية، بعد ثبوت استخدامه للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في غوطة دمشق.
وفي 26 أيار/ مايو 2021، أعيد انتخاب بشار الأسد رئيسًا لولاية رابعة مع 95,1% من الأصوات.