أكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى التزام الحكومة بحماية جميع مواطنيها بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والإتنية، مشددًا على أن ما يجمع السوريين هو رابط المواطنة ما يعني أن الجميع يتساوون في الحقوق والواجبات أمام الدولة.
ورأى في حديث إلى التلفزيون العربي أن ما حدث في أشرفية صحنايا بريف دمشق من اشتباكات أسفرت عن ضحايا أخيرًا يختلف في سياقه عما حدث في جرمانا.
وشرح أن ما حدث في جرمانا تمثل في محاولة مجموعات مسلحة الاعتداء على المدنيين بعد انتشار تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد، لافتًا إلى أن وزارة الداخلية حاولت على الأثر تطويق المنطقة لحماية الأهالي.
أحداث جرمانا
واعتبر أن قوات الأمن السورية نجحت بالكثير من المهام المتعلقة بمحاولة ردع المجموعات المسلحة، وأخفقت في مهام أخرى ما أدى إلى اشتباكات.
الوزير حمزة المصطفى قال إن العديد من أبناء جرمانا من الذين سقطوا شهداء كانوا يرتدون لباس الجيش والأمن العام السوري.
وذكّر بمضمون اتفاق سابق في جرمانا نص على أن تقوم الجهات المحلية بتحمل مسؤولية الأمن داخل المنطقة، ولذا كان هناك دمج للقوات المحلية في جرمانا بجهاز الأمن العام والجيش.
وأضاف أن أغلب الضحايا الذين سقطوا في جرمانا جراء الأحداث الأخيرة هم من أبناء المدينة لكنهم كانوا يلبسون لباس الجيش والأمن العام، فضلًا عن بعض المدنيين الآخرين.
أحداث صحنايا
وعن أحداث أشرفية صحنايا، شرح وزير الإعلام أنها منطقة مختلطة طائفيًا ومتنوعة، مشيرًا إلى أن قوات الأمن قامت بمحاولة استباقية لمنع توترات جرمانا من الانتقال إليها، فشكلت طوقًا أمنيًا خارج المحافظة لكنها تفاجأت بوجود مجموعة مسلحة داخل أشرفية صحنايا نفذت الهجوم على جهاز الأمن العام.
وقال إنه في المرحلة الأولى تم استهداف دورية لجهاز الأمن العام ما أودى بحياة 6 عناصر، وعلى الأثر تدخلت الفعاليات الممثلة بمحافظي ريف دمشق والقنيطرة والسويداء وتوصلوا إلى تهدئة مع فعاليات أشرفية صحنايا.
إلا أنه ورغم التهدئة قامت مجموعات بالهجوم على دورية أمنية أخرى كما دخلت المسيرات الإسرائيلية والطائرات الإسرائيلية التي نفذت استهدافات، الأمر الذي استدعى تدخلًا لوزارة الدفاع وفق المصطفى.
وزير الإعلام نفى في حديثه حصول صدامات أو مواجهات كبيرة داخل أشرفية صحنايا "لأن معظم المجموعات التي كانت في المنطقة هربت بدون مقاومة عند دخول الجيش السوري"، مشيرًا إلى أن تردي الوضع الأمني أدى إلى مجموعة من الأحداث.
وقتل 16 شخصًا من مدنيين وعناصر أمن، في هجمات نفذتها "مجموعات خارجة عن القانون" بأشرفية صحنايا جنوبي سوريا، وفق السلطات منذ ليل الثلاثاء.
مشكلة انتشار السلاح
المصطفى لفت إلى أن الدروز السوريين جزء من الشعب السوري وأن خطاب أغلبيتهم وطني.
وعن انتشار "السلاح غير المنضبط"، يقول الوزير السوري إن هناك حالة تنظيمية لهذا الأمر في العاصمة دمشق إلا أنها قد تكون غير موجودة في الأطراف، مشيرًا إلى أن المجتمع كان مسلحًا منذ ما قبل الثورة وتسلح بشكل كبير خلالها.
ويؤكد أن الدولة تسعى إلى تنظيم السلاح المتفلت، إلا أنه يذكّر بأن البلاد لا تزال في مرحلة انتقالية عمرها 5 أشهر بعد سقوط النظام السابق وسط تحديات أمنية.
وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى يكشف في حديثه أن المحاولات لا تزال جارية لترميم النقص في عديد الشرطة والأمن العام، لافتًا إلى أن وزارة الداخلية تبنت مجموعة من الإستراتيجيات منها إعادة العديد من عناصر الأجهزة الذين كانوا يعملون سابقًا من بين من لم يثبت تورطهم في جرائم ضد السوريين.
على الصعيد السياسي، أكد المصطفى أن الدولة تواصل محاولاتها من أجل الوصول على إدماج أكبر شريحة ممكنة في العملية السياسية وحل النزاعات بطريقة سلمية.
وشدد على أن أولوية الحكومة هي السلم الأهلي والوحدة الوطنية، مؤكدًا أن سوريا في النهاية هي لجميع مواطنيها وليست مقسمة بين أقليات وأكثريات وفق تعبيره.
