سلّم وزير الداخلية الأسبق في نظام بشار الأسد، اللواء محمد إبراهيم الشعار، نفسه اليوم الثلاثاء إلى قوات الأمن العام السورية.
وظهر الشعار (75 عامًا) في فيديو داخل سيارة برفقة أفراد من الأمن العام، حيث أكد أحد المتحدثين أنه سيصار إلى تسليمه إلى السلطات السورية.
وقال المتحدث إنه جرى تسلّم الشعار من قبل فرج الحمود السلامة وهو أحد شيوخ عشائر الرقة، وكذلك منيب الزعيم القداح وهو أحد نشطاء الحراك السلمي في درعا.
والشعار تولى وزارة الداخلية في حكومة النظام السابق عقب اندلاع الثورة السورية عام 2011 وبقي في المنصب حتى عام 2018 حيث تسلم الوزارة حينها حتى سقوط النظام في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024 اللواء محمد الرحمون الذي ما يزال متواريًا عن الأنظار.
"سفاح طرابلس"
وُلد محمد الشعار في مدينة الحفة بريف اللاذقية عام 1950، وانتسب إلى الجيش والقوات المسلحة عام 1971، حيث تدرج في الرتب العسكرية.
خلال فترة حكم النظام السابق، تقلد الشعار عدة مناصب، من بينها وزير الداخلية، وقائد الشرطة العسكرية، ورئيس فرع المنطقة 227 في دمشق عام 2006، إضافة إلى رئاسته فرعي الأمن العسكري في حلب وطرطوس، كما خدم في لبنان ضمن شعبة المخابرات العسكرية.
وبحسب منظمة "مع العدالة"، المختصة بالمساءلة ومنع الإفلات من العقاب لمجرمي الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان، فإن الشعار "يُعتبر أحد أعمدة الإجرام بلبنان في عهد غازي كنعان، إذ ارتكبت القوات السورية تحت إشرافه في طرابلس مجزرة باب التبانة في ديسمبر/ كانون الأول 1986، والتي راح ضحيتها نحو 700 مدني من أهالي المدينة بعضهم من الأطفال، وأُطلق عليه منذ ذلك الحين لقب سفاح طرابلس".
والشعار هو الناجي الوحيد من التفجير الذي استهدف اجتماعًا لـ"خلية الأزمة" التي شكلها النظام السابق لقمع الثورة، في مبنى مكتب الأمن الوطني بحي الروضة الراقي وسط دمشق في 18 يوليو/ تموز 2012، والذي قتل فيه حينها خمسة من أعمدة النظام بينهم نائب وزير الدفاع آنذاك آصف شوكت، وهو زوج بشرى شقيقة بشار الأسد.
ومنذ منتصف عام 2011، أُدرج اسم محمد الشعار على قوائم العقوبات الغربية، حيث فُرضت عليه قيود مشددة بسبب دوره في قمع الثورة، وما يزال يخضع لهذه العقوبات حتى اليوم.
وكانت مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية، ألقت يوم الجمعة الماضي، القبض على العميد عاطف نجيب، ابن خالة رئيس النظام السابق بشار الأسد، والذي كان يشغل منصب رئيس شعبة الأمن السياسي في محافظة درعا أثناء اندلاع الثورة عام 2011. ونجيب متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، من بينها تعذيب الأطفال.