أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، أنه سيسمّي رئيسًا جديدًا للوزراء "في الأيام المقبلة" بعد استقالة ميشال بارنييه إثر حجب الثقة عن حكومته في الجمعية الوطنية.
وفي خطاب إلى الأمة، رفض ماكرون أيّ دعوات إلى استقالته، مؤكدًا أنه سيبقى رئيسًا "في شكل تام، حتى انتهاء الولاية" في عام 2027، ومهاجمًا اليمين المتطرف واليسار الراديكالي اللذين اتّهمها بأنهما اتّحدا ضمن "جبهة مناهضة للجمهورية" بهدف إسقاط حكومة بارنييه.
وبعد حجب الجمعية الوطنية الثقة عن حكومة بارنييه، جرى تداول أسماء شخصيات عدة للخليفة المحتمل، بينهم رئيس حزب الحركة الديمقراطية فرنسوا بايرو، ووزير القوات المسلّحة سيباستيان لوكورنو، وحتى رئيس الوزراء الاشتراكي السابق برنار كازنوف.
وقد تترافق هذه العاصفة السياسية التي تعيشها فرنسا حاليًا مع أخرى اجتماعية. فمن المدرسين إلى المراقبين الجويين، يشهد الخميس تعبئة وإضرابًا في صفوف الموظفين الرسميين مع عشرات التجمعات المتوقعة في كل أرجاء البلاد، فيما طلب الطيران المدني من الشركات الجوية خفض برامج رحلاتها.
وثمة ضرورة لحصول تحرك عاجل، نظرًا إلى عمق الأزمة السياسية المستفحلة منذ قرر ماكرون حل الجمعية الوطنية في يونيو/ حزيران الماضي، بعد الخسارة الكبيرة التي مني بها معسكره في الانتخابات البرلمانية الأوروبية أمام اليمين المتطرف.
جمعية وطنية مشرذمة
وأفضت الانتخابات التشريعية المبكرة إلى جمعية وطنية مشرذمة وموزعة على ثلاث كتل، هي تحالف اليسار ومعسكر ماكرون واليمين المتطرف من دون أن يكون لأي منها الغالبية المطلقة.
وبعد مداولات استمرت خمسين يومًا، شكلت حكومة تضم وزراء من اليمين والوسط مطلع سبتمبر/ أيلول، وبعد ثلاثة أشهر على ذلك، سقطت الحكومة أمام الجمعية الوطنية بموجب مذكرة حجب ثقة للمرة الأولى منذ العام 1962، وهذه أقصر ولاية لحكومة في ظل الجمهورية الفرنسية الثانية التي أعلنت في العام 1958.
وطلبت رئيسة الجمعية الوطنية يائيل برون-بيفيه من ماكرون صباح الخميس تعيين رئيس جديد للوزراء "سريعًا".
واستقبل ماكرون برون-بيفيه، ومن المقرر أن يستقبل رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه، وتناول ماكرون أيضًا الغداء اليوم في الإليزيه مع زعيم حزب "الحركة الديمقراطية" فرنسوا بايرو الذي يتم تداول اسمه ليحل محل بارنييه، حسب مصدر مطلع.
وحذرت زعيمة مجموعة نواب حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي اليوم من أن حزبها لن يعطي الثقة في الجمعية لأي رئيس للوزراء لا ينتمي إلى تحالف اليسار المعروف باسم "الجبهة الشعبية الجديدة" الذي يضم الخضر والاشتراكيين والشيوعيين واليسار الراديكالي.