تجدّدت الخميس، الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور غربي البلاد.
وذكر شهود أنّ "الاشتباكات دارت بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في عدة أحياء بالمدينة، وقد التزم السكان بيوتهم مع انتشار قوات الجيش والدعم السريع في الشوارع والطرقات".
وكانت نيالا شهدت اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في 15 أبريل/ نيسان الماضي، كغيرها من مدن البلاد، ثمّ تجدّدت الاشتباكات في 6 مايو/ أيار، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى.
تجدّد الاشتباكات في الخرطوم
بدورها، أوضحت مراسلة "العربي" في الخرطوم، درّة قمبو، أنّ القتال العنيف تجدّد في مناطق متفرقة من العاصمة السودانية، بعد أن اقتحمت قوات الدعم السريع مقرًا للشرطة السودانية، قبل أن يتمّ احتواء القتال.
الأمم المتحدة تسعى لجمع 3 مليارات دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في #السودان#العربي_اليوم تقرير: حنان البلخي pic.twitter.com/ZZpseCEcrV
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 18, 2023
وأضافت أنّ الأوضاع توترت في أماكن أخرى من الخرطوم، حيث انتشرت أعداد كبيرة من قوات الدعم السريع في حي العشرة وحي النزهة في مدخل مدينة الصحافة جنوبي الخرطوم، وفي محيط أحياء جبرة.
أما في شمال الخرطوم، فلم تتوقّف الاشتباكات حيث استهدفت غارات جوية مناطق عدة في الصباح.
الخارجية تقدم مذكرة احتجاج لجنوب السودان
وأكدت مراسلتنا أنّ الأوضاع الإنسانية لا تزال متدهورة في الخرطوم، حيث يؤدي فقدان الوقود إلى أزمات في الخبز والتنقّل، ناهيك عن انقطاع المياه والكهرباء في بعض الأحياء منذ اليوم الأول للقتال.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، شملت العاصمة الخرطوم وعدة مدن شمالي وغربي البلاد، وأوقعت العديد من القتلى والجرحى.
دبلوماسيًا، احتجت وزارة الخارجية السودانية على استضافة دولة جنوب السودان يوسف عزت مستشار قائد قوات الدعم السريع.
وقالت وزارة الخارجية في بيان، إنها "قدمت مذكرة احتجاج رسمية لحكومة جنوب السودان، الأربعاء، على خلفية سماحها لمستشار قائد قوات الدعم السريع المتمردة بزيارة جوبا".
كما أدانت الوزارة في بيانها، "إقامة مؤتمر صحفي بحضور كبار المسؤولين في حكومة جنوب السودان".
الأمم المتحدة تندد بانتهاك التعهدات الإنسانية
في غضون ذلك، ندد مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث بالانتهاكات العديدة والخطيرة للاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف المتحاربة في السودان الأسبوع الماضي بشأن تجنيب المدنيين والبنى التحتية المعارك والسماح بدخول المساعدات التي هناك حاجة ماسة إليها.
ورحب غريفيث الذي يقود الجهود الأممية للإغاثة في السودان بإعلان 12 مايو/ أيار الذي تم توقيعه في مدينة جدة السعودية من قبل طرفي النزاع، وتضمن تعهدًا بالامتناع عن مهاجمة العاملين في المجال الإنساني.
وقال غريفيث إنه مع وصول المساعدات "هناك انتهاكات للإعلان، وهي انتهاكات هامة وفظيعة وتحدث منذ توقيع" الإعلان.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية أبلغت الأربعاء عن تعرض مستودعاتها في الخرطوم لهجوم في اليوم السابق، كما أشار غريفيث إلى اعتداء في اليوم نفسه على مكاتب برنامج الأغذية العالمي في العاصمة السودانية، من بين "العديد" من الأمثلة.