الجمعة 12 أبريل / أبريل 2024

وسط احتدام المعارك.. تقدم عسكري "متباين" للقوات الأوكرانية والروسية

وسط احتدام المعارك.. تقدم عسكري "متباين" للقوات الأوكرانية والروسية

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول الهجوم الأوكراني المضاد (الصورة: وسائل التواصل)
سقط حطام إحدى الطائرات المسيرة على شقة على ارتفاع كبير، مما تسبب في نشوب حريق، أسفر عن مقتل 3 مدنيين.

أحرزت كل من القوات الأوكرانية والروسية تقدمًا متباينًا في جنوب أوكرانيا وشرقها في آخر 48 ساعة، بحسب ما نقلت وزارة الدفاع البريطانية اليوم السبت، لكن الجدل ما زال محتدمًا بشأن بدء كييف لهجومها المضاد.

وفي بيان يتابع التطورات الميدانية للحرب المستعرة في أوكرانيا، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أنه "في بعض المناطق، أحرزت القوات الأوكرانية على الأرجح تقدمًا جيدًا واخترقت الخط الأول من الدفاعات الروسية. وفي مناطق أخرى، كان التقدم الأوكراني أبطأ".

ورغم عدم إشارتها إلى الهجوم الأوكراني المضاد، أوضحت الوزارة البريطانية أن "الأداء الروسي كان متباينًا، إذ تقوم بعض الوحدات على الأرجح بعمليات مناورة دفاعية موثوقة بينما تنسحب أخرى بفوضوية إلى حد ما".

ولفتت وزارة الدفاع البريطانية إلى "تقارير متزايدة عن سقوط قتلى من القوات الروسية أثناء انسحابها عبر حقول ألغام خاصة بها"، لكنها لم تحدد تلك المناطق في جنوب أوكرانيا وشرقها.

هجمات روسية جديدة

وميدانيًا، قُتل ثلاثة مدنيين في هجوم بطائرات مسيرة روسية على مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، بعد أن أدى سقوط حطام طائرة مسيرة على مبنى سكني إلى اندلاع حريق، حسبما أعلن الجيش الأوكراني.

وأفادت ناتاليا هومينيوك المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني، بأن الدفاعات الجوية في منطقة أوديسا أسقطت 8 طائرات مسيّرة من طراز "شاهد" وصاروخين، وأن الهجوم هو الأحدث في موجة الضربات الجوية الليلية التي تستهدف مدنًا أوكرانية في الأسابيع الماضية.

وذكرت المسؤولة العسكرية في بيان أنه "نتيجة عمليات الإسقاط، سقط حطام إحدى الطائرات المسيرة على شقة على ارتفاع كبير، مما تسبب في نشوب حريق".

هجوم بطائرات مسيرة روسية على مدينة أوديسا
هجوم بطائرات مسيرة روسية على مدينة أوديسا - غيتي

وقالت خدمات الطوارئ إن 27 شخصًا، بينهم ثلاثة أطفال، أصيبوا لكن تم إخماد النيران بسرعة وإنقاذ 12 شخصًا من المبنى.

أضرار بالبنية التحتية لمطار عسكري أوكراني

وفي سياق متصل، أطلقت روسيا صواريخ وطائرات مسيرة هجومية على بولتافا الواقعة وسط أوكرانيا خلال الليل، مما تسبب في "بعض الأضرار بالبنية التحتية والمعدات" في مطار ميرهورود العسكري، حسبما أفاد حاكم المنطقة دميترو لونين السبت.

وأضاف على "تيليغرام" أن الهجوم الذي استُخدمت فيه صواريخ بالستية وصواريخ كروز ألحق أيضًا أضرارًا بثمانية منازل وعدة مركبات. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

والجمعة، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"بطولة" جيشه، بينما تحتدم المعارك في جنوب البلاد إلى حد أوحى باحتمال بدء كييف بشن الهجوم المضاد الذي تستعد له منذ فترة طويلة.

وقال زيلينسكي في رسالته اليومية "إلى جنودنا، إلى كل المشاركين في معارك قاسية بشكل خاص هذه الأيام، نحن نشهد على بطولتكم، ونحن ممتنون لكل دقيقة من حياتكم".

وقالت كييف إن قواتها مستعدة لشن هجوم مضاد لاستعادة أراض في الشرق والجنوب، لكنها أوضحت أنه لن يكون هناك إعلان رسمي لتوقيت انطلاقه.

والجمعة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الهجوم المضاد الأوكراني "بدأ" لكنه فشل.

وأوضح الرئيس الروسي، أن القتال احتدم بشكل كبير في الأيام الثلاثة المنصرمة، لكن "العدو لم يحزر أي نجاح" في أي من المعارك.

"الهجوم الأوكراني المضاد"

وفي هذا الإطار، يوضح رئيس تحرير صحيفة "أوكرانيا بالعربية" محمد فرج الله، أن من يتابع الحرب الروسية على أوكرانيا منذ اليوم الأول يرى بأن قيمة التصريحات الروسية، بما فيها تصريحات بوتين هي صفر، مشيرًا إلى أن موسكو قالت منذ اليوم الأول لهجومها إن الجيش الأوكراني ألقى بالسلاح وفر من ساحة المعارك وهذا لم يحدث.

ويرى في حديث لـ"العربي" من كييف، أن الهجوم الأوكراني المضاد ألحق هزيمة مخزية بالجيش الروسي في ربيع العام الماضي في إقليم كييف، حيث ظلت روسيا تنفي ذلك، حتى رفع العلم الأوكراني على كل الإقليم، وهذا حصل أيضًا في خاركيف حيث طرد الجيش الأوكراني القوات الروسية من المنطقة وحصل غنائم هائلة من السلاح، وظل الروس ينفون الأمر حتى قدم الأوكرانيون أدلتهم.

ويبين فرج الله أن أوكرانيا تتعامل بالصمت الإعلامي والمعلوماتي في الهجوم المضاد لعدة أسباب أهمها، عملية إبراز بأن منطقة معينة تم تحقيق مكسب بها هذا سيعرضها إلى قصف وسياسة الأرض المحروقة.

ويضيف أن الروس لجأوا إلى أكبر جريمة بيئية في القرن الـ21 بقصف سد نوفا كاخوفكا، آملين بأن هذا سوف يوقف الهجوم المضاد.

وفيما يلفت إلى أن روسيا اليوم تقف أمام تحد من الداخل وأمام صمود في أوكرانيا، يوضح أن هذا يثبت بأن الحرب أصبحت عبثية بالنسبة لروسيا وأنها لن تحقق أًيا من أهدافها، مضيفًا أن أوكرانيا لن ترضخ لأي مطلب روسي وأن موسكو خسرت الشعب الأوكراني للأبد.

ويخلص إلى أن المساعدات المادية أو العسكرية، خاصة المضادات الجوية ومقاتلات إف-16، ستعطي أوكرانيا القدرة على إغلاق السماء في وجه القوات الروسية.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close