اعتبر رئيس مجلس جرمانا السورية وهيب حميدان، اليوم الجمعة، تصرفات إسرائيل محاولة للعب دور إقليمي في المنطقة بزعم حماية الأقليات، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول تطبيق سياسة فرق تسد بين السوريين.
ومطلع مارس/ آذار الجاري شهدت مدينة جرمانا قرب دمشق توترات أمنية افتعلتها عناصر ترفض التخلي عن سلاحها، ووجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يسرائيل كاتس الجيش بـ"التحضير لحماية" المدينة التي وصفها بـ"الدرزية".
وجاءت تصريحات حميدان في حديث للتلفزيون العربي، في أعقاب توجّه قرابة 60 رجل دين درزي صباح الجمعة من محافظة القنيطرة في جنوب سوريا، نحو إسرائيل، وفق ما أفادت وكالة "فرانس برس"، في زيارة غير مسبوقة.
الاحتلال يحاول تطبيق سياسة "فرق تسد" بين السوريين
وقال حمدان للتلفزيون العربي: إن "إسرائيل تحاول لعب دور إقليمي بالمنطقة والادعاء بحماية الأقليات".
وأضاف: "نحن كمواطنين سوريين لا يوجد أي خطر يداهمنا، ولدينا حقوق وعلينا واجبات مثلنا مثل أي مواطن سوري".
وشدد رئيس مجلس جرمانا السورية على أنهم ضد أي تعاون مع إسرائيل، وأي مبادرة فردية لا تمثلنا.
وأشار وهيب حميدان إلى أن الاحتلال يحاول تطبيق سياسة فرق تسد بين السوريين.
وفي سياق متصل، استنكر أهالي قرية حضر في الجولان السوري زيارة بعض المشايخ إلى فلسطين المحتلة تلبية لدعوة جهات موالية للاحتلال.
وأضاف الأهالي في بيان أن إسرائيل تستغل زيارة دينية لزرع الانقسام في الصف الوطني، مشيرة إلى أن الاحتلال يسعى لاستخدام الطائفة الدرزية خطًا دفاعًيا لتحقيق مصالحه التوسعية.
وقال بيان أهالي قرية حضر: "لن ننسى جرائم الاحتلال بحق أهلنا في الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة".
وفد درزي سوري يتوجه إلى إسرائيل
وجاءت زيارة رجال الدين الدروز تلبية لدعوة وجهها الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف، وتتخللها زيارة مقام ديني، ما أثار انتقادات عدد من الدروز، لا سيما أنها تأتي بعد تصريحات إسرائيلية تعهدت بحماية دروز سوريا.
وتجمع نحو 60 رجل دين درزي صباح الجمعة عند أطراف قرية حضر، الواقعة في المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان التي تحتل إسرائيل القسم الأكبر منها، على مرأى من الجنود الإسرائيليين المتمركزين في نقاط مستحدثة في أطراف القرية.
وقال مصدر مواكب للزيارة من دون الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس: إن "الجيش الإسرائيلي منع الوفد من حمل هواتف خلوية معهم أو اقتراب الصحافيين منهم أثناء تجمعهم".
وتتخلل الزيارة، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الوفد الخميس، زيارة مقام النبي شعيب الذي له مكانة خاصة عند الدروز عصر الجمعة، كما يشارك الوفد صباح السبت في افتتاح مقر ديني في قرية البقيعة في شمال إسرائيل، بحسب برنامج الدعوة الموجّه من الشيخ طريف.
ويتوزّع الدروز بين لبنان وإسرائيل والجولان المحتل وسوريا، حيث تشكل محافظة السويداء (جنوب) المجاورة للقنيطرة معقلهم الرئيسي.
وأثارت تصريحات إسرائيلية مؤخرًا بلبلة في سوريا، بعدما قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس مطلع الشهر الحالي إنه "إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه"، وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضاحية دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحييون.
وأبدى قادة ومرجعيات دينية درزية رفضهم للتصريحات الإسرائيلية. وأكدوا تمسكهم بوحدة سوريا، وهو ما أكده الرئيس أحمد الشرع بدعوته المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب "الفوري" من مناطق توغلت فيها في جنوب سوريا، عقب إطاحة رئيس النظام السابق بشار الأسد.