الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

وسط تأهب أميركي.. روسيا تطلق مناورات وأوكرانيا تدعو لوقف "الابتزازات"

وسط تأهب أميركي.. روسيا تطلق مناورات وأوكرانيا تدعو لوقف "الابتزازات"

Changed

مراسل "العربي" يتحدث عن تحذير دول غربية رعاياها في كييف من تطوّرات مرتقبة على خلفية الأزمة الأوكرانية (الصورة: غيتي)
نفت روسيا وجود أي خطط "عدوانية" لديها تجاه أوكرانيا، قائلة إن قواتها موجودة هناك لإجراء تدريبات منتظمة.

دعا البرلمان الأوكراني المجتمع الدولي إلى وقف ما سماها "الابتزازات العسكرية الروسية" تجاه بلاده، وذلك بالتزامن مع إبداء روسيا قلقها البالغ من وضع آلاف الجنود الأميركيين في حالة تأهب بسبب الأزمة الغربية-الروسية حول أوكرانيا.

وجاءت الدعوة في إعلان تبناه البرلمان، اليوم الثلاثاء، حول الخطوات العسكرية الروسية الأخيرة تجاه أوكرانيا.

ووافق على الإعلان في جلسة اليوم 282 نائبًا من أصل 319، من أجل إبلاغ الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي وحكومات وبرلمانات الدول الأجنبية، والمؤسسات الدولية بالخطوات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.

ومؤخرًا، حذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون من أن روسيا تمهد الطريق لغزو أوكرانيا، حيث نشرت أكثر من 100 ألف جندي على الحدود معها، إلى جانب انتشار كبير للمدفعية والدبابات.

من جهتها، رفضت روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، ونفت وجود أي خطط "عدوانية" لديها تجاه أوكرانيا، قائلة إن قواتها موجودة هناك لإجراء تدريبات منتظمة.

وفي سياق متصل، نددت روسيا، اليوم الثلاثاء، على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بوضع آلاف الجنود الأميركيين في حالة تأهب، إذ قال للصحافيين "نراقب بقلق كبير هذه التحركات الأميركية".

وأضاف أن الولايات المتحدة تتسبب من خلال ذلك "بتصعيد التوتر"، كما فعلت أمس مع الإعلان عن سحب عائلات الدبلوماسيين الأميركيين من أوكرانيا بسبب خطر وشيك بحسب واشنطن، يتمثل باجتياح روسي لجارتها الموالية للغرب.

ويوم أمس الإثنين، أعلن البنتاغون، أن قوة عديدها 8500 عسكري أميركي وضعت في "حالة تأهب قصوى" تحسبًا لاحتمال نشرها لتعزيز أي تفعيل لقوة التدخل التابعة لحلف شمال الأطلسي، ردًا على الأزمة الأوكرانية.

حشد روسي ومناورات

وقد حشدت روسيا 100 الف جندي قرب الحدود الأوكرانية، مثيرة المخاوف من أن تكون تخطط لغزو جارتها الموالية للغرب، ما استدعى تحذيرات من دول الغرب.

وأفادت وكالات أنباء روسية أن القوات المسلحة الروسية، أطلقت اليوم الثلاثاء، سلسلة جديدة من المناورات بالقرب من أوكرانيا، وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها، مع تدريبات تشمل ستة آلاف عنصر وطائرات مقاتلة وقاذفات.

من جانب آخر ستتسلم أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، مساعدة جديدة من الولايات المتحدة تشمل "تجهيزات وذخائر لتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية" بحسب السفارة الأميركية

وأكدت كييف أن هذه المساعدة هي قسم من مساعدة بقيمة 200 مليون دولار منحها البيت الأبيض في الآونة الأخيرة لأوكرانيا.

من جهته أعلن حلف شمال الأطلسي، أن دوله تعد لوضع قوات احتياطية في حالة تأهّب، وأنها أرسلت سفنًا ومقاتلات لتعزيز دفاعاتها في أوروبا الشرقية ضدّ الأنشطة العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا، فيما تعتبر روسيا من جهتها أن قوات الحلف في جوارها تشكل تهديدًا وجوديًا.

ويتهم الغربيون موسكو بحشد أكثر من مئة ألف عسكري على الحدود الأوكرانية بهدف اجتياح محتمل، هذا فيما سبق أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية بعد ثورة موالية للغرب في كييف.

وتعتبر موسكو أيضًا داعمة للانفصاليين الموالين لروسيا الذين تخوض معهم كييف حربًا في شرق البلاد منذ ثماني سنوات.

وأعلنت أوكرانيا الثلاثاء، أنها فككت جماعة إجرامية تنشط تحت إمرة موسكو وكانت تحضّر لهجمات مسلّحة لـ"زعزعة استقرار" البلاد.

وأوضح جهاز الأمن الأوكراني في بيان له، إن "قادة الجماعة كانوا يحضّرون لسلسة هجمات مسلّحة على بنى تحتية"، مؤكّدًا أن الجماعة "منسّقة" من جانب "أجهزة روسية خاصة".

وتنفي روسيا أي مخطط لشن هجوم لكنها تربط وقف التصعيد بمعاهدات تضمن خصوصًا عدم توسع حلف شمال الأطلسي ليشمل أوكرانيا.

لكن هذه المطالب اعتبرتها أوروبا غير مقبولة وكذلك الولايات المتحدة، في وقت يجري التأكد من أنه يجري أخذ قلق روسيا على محمل الجد، وأن هناك رغبة في التفاوض على حلول.

وبعد جولة محادثات، يفترض أن تسلم واشنطن هذا الأسبوع، ردًا خطيًا على المطالب الروسية.

لكن في موازاة ذلك صعد الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط عبر وضع قوات في حالة تأهب، وهذا التشدد يبدو أنه باغت بعض القادة الأوروبيين الحريصين على عدم استفزاز الكرملين.

وفي هذا السياق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه يريد أن يقترح "طريقًا لوقف التصعيد" على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "في الأيام المقبلة". وأكد الكرملين محادثات خلال الأسبوع.

كما تستقبل باريس أيضًا الأربعاء اجتماعًا لمستشارين رفيعي المستوى مع ألمانيا وروسيا وأوكرانيا في محاولة لإعادة إحياء الحوار الذي يعود إلى عام 2015 وبات مجمدًا اليوم.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close